دام برس:
في هذه المرة يأمل الرعاع وخصوصاً من الحشرات التي تستغل الظروف فتضع بيوضها في جراح الناس لتفقس هذه البيوض وتجد الماء والغذاء...يأمل حثالات البشر هؤلاء أن التطرف سيؤدي إلى إبادة ما تبقى من مسيحيي الشرق،...ذهبوا للتوسط مع الخاطفين لفك اسر بعض المخطوفين فتم خطفهم، جوهر وتامرلان والجهاد في الماراتونات، شهيب الصغير (30عاما) من مونتريال ورائد جاسر (35 عاما) من تورونتو وآخرون للجهاد على السكك الحديدية الذاهبة من تورونتو في كندا الى نيويورك، وذكريا عمارة المتخصص في مجال احادي الوجهة وهو تحويل الاسمدة الى متفجرات والذي صدر عليه حكم بالسجن المؤبد ليمارس هواياته كما يحلو له هناك، والكل متجنس ويتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها ابناء البلد الأصليون، تقاعد واعانات بطالة وتأمين صحي وطبابة وأدوية بالمجان و....اختاروا ان يتغوطوا بالعجين! والانسان في الغرب ليس برخص التراب، بل هو كيان مقدس وأغلى من ذهب كل الكواكب السماوية مجتمعة، فلماذا هناك من يطال بالعهر ما يعتبرونه مقدساً، وما هي النتيجة المرتجاة من هذا الفعل؟
لقد اغلقوا بعد أن نالهم ما نالهم من الأذى ممن نالهم، أغلقوا في وجوهنا مجرد الزيارة لبلادهم، وأهلنا هناك وأصحابنا والخلّان، وأحالوا بوجوههم عنا في المصاب الذي نحن فيه، اتحدوا كلهم وفي جهة واحدة ضدنا، أخيارهم واشرارهم اتحدوا ضدنا، لا يمكنهم السماع بإسمنا ولا يعنيهم ما نحن فيه من ألم ومن ضنك وعذاب، لأنهم يضعونا جميعاً في نفس الخانة!
لماذا ومن أجل أي شيء، يتم التخريب في ديارهم وفي ديارنا ومن أجل أي شيء يتم الخطف العشوائي واحتجاز حرية البشر من كافة الطوائف ومن كافة عباد الله والنصل فوق الرقاب؟ وطلب فدية بالملايين من انسان معه وآخر لم يعد معه ما يقيم به أوده؟ وآخر لم تعد له طاقة بتدبر رغيف الخبز او ثمن الدواء؟
المال أو الموت! (وعلى اهلك ان يختاروا) هل هذا تكليف من الله أم انه تكليف من الشيطان؟؟؟ ...ما هي الحاجة المبتغاة من ترك حشرات تضع بيوضها في جراح الناس، وهل يعتبر البدء في القضاء على هذه الحشرات ذنباً؟ وهل هناك من يشفع لهؤلاء؟
في العام 1915 وبسبب نزوة جنون استفاد اصحابها من انشغال العالم بالحرب العالمية الاولى دفع المسيحيون من شعوب الشرق 2100000 شهيد من الروم الارثوذوكس (اليونان) و 1500000 من الارمن و 748000 من السريان والآشوريون أصحاب بلاد الشام الأصليين قبل كل الناس، وهذا يستلزم وقفة عالمية فنحن في الذكرى الـ 98 للابادات العظمى التي سبق ذكرها ...وكل الضحايا...تم خطفهم جميعاً وغزوهم جميعاً وسبيهم جميعاً وانتهاك اعراضهم جميعاً...ولكن هذا لن يتكرر اليوم لأن الظروف تغيرت ولأنه وببساطة لن يسمح ضحايا الامس للرعاع بأن يعيدوا الكرّة أبداً.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
arasouvalian@gmail.com