كتب حسين مرتضى ..
على وقع خبر استشهاد الزميلين في قناة الميادين بإعتداء صهيوني مباشر في جنوب لبنان عادت بي الذاكرة إلى ساحة الأمويين في دمشق عندما كنت في تغطية ميدانية لهجوم نفذته مجموعة إرهابية على مقر قيادة أركان الجيش العربي السوري في حينها تعرضت لإصابة خطيرة بنيران الإرهاب وارتقى أحد زملائي شهيداً.
مع كل تغطية ميدانية كان استهداف الصحفيين هدفاً للمجموعات الإرهابية ومع تعدد أصاباتي أدركت بأن سلاح الكلمة لا يقل أهمية عن أي سلاح في المعركة.
ماقامت به اليوم آلة القتل الصهيونية من اعتداء على الزملاء الاعلاميين في جنوب لبنان يأتي بعد العديد من المجازر بحق الصحفيين في قطاع غزة.
الأداة ذاتها والهدف ذاته وهو إسكات الكلمة ومنع نقل صورة الواقع الأمر الذي عايشته بشكل شبه يومي في الحرب ضد الإرهاب.
اليد المجرمة ذاتها فمن استخدام للوكيل في القتل إلى دخول للأصيل على ساحة المواجهة.
والسؤال الأبرز لماذا كل هذا الإجرام بحق الصحافة الحرة والإجابة بإختصار منع نقل الحدث كما هو والتأثير على مسار الأحداث.
إن عملية نقل الخبر الميداني وبشكل مباشر لا يقل أهمية عن العمليات العسكرية وهو جزء من الحرب الناعمة في مواجهة الحرب التكفيرية والإرهابية.
الرحمة لأرواح الشهداء من عسكريين ومدنيين وإعلاميين وتبقى الشهادة وسام للكرامة.