دام برس :
مضى أكثر من اسبوع على اطلاق حركة حماس هجومها على المستوطنات الإسرائيلية في عملية أسمتها (طوفان الأقصى) فاجأت خلالها العالم بأسره, بإيقاع خسائر فادحة بين قوات الجيش الإسرائيلي أسفرت عن مقتل أكثر من (1200) جندي صهيوني, وأسر وجرح آخرين, وتدمير الكثير من المنشآت العسكرية والمدنية.
تباينت المواقف العربية والدولية اتجاه الحدث, فقد أعلنت أمريكا ودول أخرى دعمها الكامل للإسرائليين, بينما اكتفت الدول العربية والاسلامية بالشجب والاستنكار, والمطالبة باللجوء للحوار وحماية المدنيين, وتنظيم عدد من التظاهرات الشعبية المؤيدة للقضية الفلسطينية.
وبين ذلك الضجيج غاب دور الفصائل الفلسطينية المسلحة, غيابا يثير استغراب المتابعين, ويكشف عن مدى تدهور العلاقة بين الفصائل الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية, وهذا ما يكشف عنه موقف السلطة الوطنية الفلسطينية, والتي تتزعمها حركة فتح, أكبر قوى الفصائل الفلسطينية, والمكون الأكبر لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها محمود عباس.
أزاح الستار عن الغموض في موقف الفصائل ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس الأحد والذي تضمن تصريحات لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس انتقد فيها أفعال حركة المقاومة الإسلامية (حماس),  وشدد خلالها على أن سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني" مضيفا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"..
وقالت "وفا" في تقريرها: "أكد الرئيس رفض قتل المدنيين ((من الجانبين)), والدعوة لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين ((من الجانبين))".
ووفقا لمجريات ردود الفعل فالموقف العربي/الإسلامي,  والفلسطيني/الفلسطيني ينسدل مصداقا للآية الكريمة: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون", وهنا يتوجب على حماس أن تدرك خطورة الخطوة التي اتخذتها, وتحمل عواقبها, فيما لو لم تكن لديها صدمة أخرى أكثر وطئا, تضع الأمة العربية في موقف أكثر احراجا أمام شعوبها, والفصائل الفلسطينية وخصوصا فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية تحت المحك في رسم خارطة السلطة الوطنية المستقبلية.
عباس عجاج : كاتب عراقي