Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الغموض القاتل... طوفان الأقصى وجبهة لبنان.. بقلم: علي فواز
دام برس : دام برس | الغموض القاتل... طوفان الأقصى وجبهة لبنان.. بقلم: علي فواز

دام برس :

فات الأوان، ارتطم الخيل الإسرائيلي المُرهق بآخر العوائق، إنها لحظة الحقيقة التي تنتهي معها جميع الأحابيل والألاعيب. انتهت اللعبة.
لم تعد تفيد بنيامين نتنياهو  الآن حكومة إنقاذ أو حكومة طوارئ، هذا أصبح من الماضي. يظهر استطلاع أجراه معهد "ديالوغ" الإسرائيلي منذ يومين أن 56% من الإسرائيليين يطالبون رئيس الحكومة الإسرائيلية بالاستقالة و94% يرون أن الحكومة الحالية أدت إلى كل هذا الإخفاق. 79% من ناخبي أحزاب الائتلاف الحاكم اعتبروا الحدث بمثابة فشل لقيادة البلاد، وتقريباً كلّ الجمهور الإسرائيلي (94%) رأى أن الحكومة مسؤولة عن الوضع الذي أدى إلى انهيار المنظومة الدفاعية للمستوطنات في غلاف غزة.
استطلاع إسرائيلي آخر نشره موقع i24news، أظهر أنه للمرة الأولى منذ انتخابات الكنيست، انهارت كتلة أحزاب الائتلاف الحاكم إلى 42 مقعداً (مقابل 55 في استطلاع السابق)، فيما قفزت كتلة أحزاب المعارضة إلى 78 مقعداً في ما لو جرت الانتخابات الآن.

لم يعد هذا الأمر هاماً، أصبح جزءاً من حاضر يمضي.
في نيسان/أبريل الماضي رأى نتنياهو أن أعداءه مخطئون للغاية إذا اعتقدوا أن الدعوات لرفض الخدمة والسجال داخل "إسرائيل" هو "الوقت المناسب"، جاءت لحظة الحقيقة التي لم يتوقّعها "بيبي" في "الوقت المناسب"، لم يكن مأزق نتنياهو السابق على الـ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر سوى تعبير آخر عن أزمة "إسرائيل".
الآن، لم يخرج فقط الخيل الإسرائيلي المُرهق من السباق، لم ينته نتنياهو فقط بأسوأ طريقة ممكنة وأكثرها إذلالاً، إنما أيضاً المتسابقون والجمهور، انتهت اللعبة.
انتقل نتنياهو في أحكام التاريخ صاحب أطول سجل في تولّي حكومات "إسرائيل" إلى بطل انكسار "إسرائيل" وخروجها من التاريخ والجغرافيا. تصريحاته باتت مثيرة للسخرية، توعّد بعد "طوفان الأقصى" أنه سيغيّر الشرق الأوسط. عام 2006 وفي عزّ قوة احتلاله فشلت "إسرائيل" ومعها أميركا في تغيير الشرق الأوسط، اليوم يكون بطلاً إذا نجح في تغيير ربطة عنقه من دون أن ترتجف يداه.
"التيتانيك" الإسرائيلية تغرق
يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتطمت سفينة التيتانيك الصهيونية بجبل الجليد في غزة، كانت تتحسّب لجبل الجليد من الشمال وإذ بها تُفاجأ بارتطام عمِيت عنه راداراتها. الأضرار أكثر من أن تحصى والسؤال الماثل اليوم وسط حفلة الجنون والفوضى والانهيار الذي أصاب عمق العنجهية والغرور الصهيونيّين هو عما إذا كانت السفينة لا تزال قادرة على الإبحار.
الارتطام في غزة أفقد غرفة القيادة القدرة على التحكّم، خرجت السفينة عن السيطرة، أصاب العطب محرّكها، لكن المدافع والطائرات على متنها ما زالت تعمل، جنودها وبحارتها لم يستيقظوا بعد من آثار الصدمة، حافزيتهم القتالية واستعدادهم للتضحية هو أصلاً موضع شكّ سابق على أزمة الانقسام والتشريعات القضائية وعلى صدمة الارتطام، ليس أمام الإسرائيلي اليوم سوى الاستنجاد بالأميركي والتضرّع من أجل تجنّب حرب أخرى في الشمال، كل ما عدا ذلك حرب نفسية، فقد زمام المبادرة كلياً، وهو يُقاد حالياً بفعل عزم الضربة الأولى ويحاول السيطرة على الارتجاجات الناتجة منها وحصر الأضرار... لكن الأضرار أكبر من تحصر.
يلخّص الصحافي الإسرائيلي يانون ماغال في موقع "معاريف" ما حدث يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بالقول "إنه جرح سيستغرق سنوات للشفاء منه، الجيش غير متصل بعضه ببعض".

في موقع "واللا" يستعيد نير كيبنيس العبارة التي كانت تتكرّر في كل المقابلات التي أجراها مراسلون عسكريون إسرائيليون مع قادة ألوية وضباط رفيعين في جيش الاحتلال ويقول إن عبارة "الجيش الأقوى في الشرق الأوسط"، مثلما أسموه لغاية السابع من الشهر الحالي، "مستعد لكل سيناريو" تكشّفت جوفاء.
ما جرى في مستوطنات غلاف غزة يصفه رئيس الموساد السابق أفرايم هاليفي لشبكة "سي أن أن" بأنه "خارج نطاق الخيال"، فيما ردّدت وسائل إعلام إسرائيلية بأن كل الصواريخ والتدابير المضادة لن تعيد الإحساس بالأمن.
رغم كل الدعوات إلى الاستيقاظ التي ساقها باحثون وعسكريون سابقون إسرائيليون، لم يستفق الوسط السياسي الإسرائيلي من انقساماته، لحسن الحظ. إسحاق بريك قرأ لهم المشهد من واقع خبرته قبل أن يتحقّق على أرض الواقع. مسؤولون رفيعون ما زالوا في الخدمة في القيادتين العسكرية والأمنية كانوا بادروا أخيراً إلى توثيق تحذيراتهم ومحادثاتهم وإحاطاتهم للقيادة السياسية تحسّباً ليوم أسود لم يطل كثيراً.
حتى لو توقّفت الحرب خلال وقت قريب عند هذه الحدود ولم تتطوّر إلى حرب إقليمية فإن مفاعيلها لن تنتهي بسهولة، لن تنجو حكومة نتنياهو من لجنة تحقيق ومساءلة بعد الحرب، هذا إذا بقيت "إسرائيل" موجودة.
الحرب الأهلية التي كانت تهدّد الكيان قبل "طوفان الأقصى" ليس بعيداً أن تعود نذرها بعد انتهاء المعارك، في ظل أجواء عامة تميل إلى تحميل الحكومة الحالية المسؤولية، فيما تسعى الأخيرة إلى رمي المسؤولية باتجاه القيادة العسكرية والأمنية. دوامة الاتهامات والانقسامات والكراهية والغضب المتبادلين سوف تعود على الأرجح بقوة بعد انتهاء المعارك، على أحد ما أن يتحمّل المسؤولية.
نحو حرب متعددة الساحات؟
لم يعد الأمر يحتاج إلى كثير من الاستدلال والبراهين على استنفاد الكيان صلاحية وجوده، ما كان في الأمس يحتاج إلى جهد في المحاجّة بات ماثلاً اليوم بالصوت والصورة.
تسعى "إسرائيل" في هذه الأيام للتعويض عن صورتها المهشّمة وارتباكها، ووهن جيشها الذي يمثّل عمودها الفقري، من خلال المبالغة في قدرتها التدميرية وارتكابها المزيد من المجازر. إلقاؤها حتى الآن ما يزيد عن 6000 قنبلة على غزة وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس الماضي، لن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يحقّق أي هدف من أهدافها في القضاء على المقاومة. على العكس من ذلك، هذا سوف يفتح عليها جبهات أخرى تسعى إلى تجنّبها؛ مأزق آخر يتعيّن عليها تجنّبه.
تعدّدت الإشارات منذ بداية الحرب إلى إمكانية انضمام ساحات أخرى إلى المعركة، وتركّزت الأبصار بصورة رئيسية على المقاومة الإسلامية في لبنان. ففجر الخميس الماضي أشار الناطق باسم سرايا القدس إلى أنّ المعركة قد تمتد قريباً إلى الداخل الفلسطيني المحتل وإلى "ساحاتٍ أخرى"، مشيراً إلى أن ما حدث في جنوبي لبنان من اقتحام مجموعة من الجهاد الإسلامي لمواقع للعدو وقتلها قائداً عسكرياً رفيعاً "ما هو إلا نموذجاً مصغّراً" عما ينتظر العدو الإسرائيلي.
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ذكر بوضوح ليل الخميس بعيد وصوله مطار بيروت، أنه في ظل استمرار العدوان وجرائم الحرب والحصار على غزة فإن فتح جبهات أخرى هو احتمال قائم.
موقف حزب الله توالى عن التعبير عنه عدد من كوادره منذ بداية الحرب بأكثر من طريقة، خلاصته أن المقاومة في لبنان معنية بما يحدث وهي ليست على الحياد، وأنها تتابع التطورات داخل فلسطين المحتلة عن كثب. رئيس كتلة المقاومة في مجلس النواب النائب محمد رعد صرّح بأن "هذا الكيان المؤقت آن له أن يزول"، فيما قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر نص مكتوب يوم الجمعة: "نحن داعمون وجاهزون ونتابع لحظة بلحظة معركة طوفان الأقصى ومتى يحين وقت أي عمل سنقوم به"، مشدداً على أن الاتصالات التي تجري في الكواليس، من قبل أطراف دولية لضمان عدم تدخّل المقاومة اللبنانية في المعركة، لن تؤثر على قيادتها.
السؤال الذي يحضر اليوم أمام الجميع: هل يدخل حزب الله الحرب، أو تتوسّع الأخيرة إلى حرب متعددة الجبهات، أو حرب إقليمية؟

صحافي من أسرة الميادين

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz