دام برس :
في الذكرى المئوية الأولى لتأسيس جامعة دمشق ، الجامعة الام بحق، مر في مخيلتي شريط ذكريات وأسماء واحداث كتبت بماء من ذهب في تاريخ هذا الصرح الوطني بامتياز، والتي كانت منارة إشعاع معرفي للمنطقة العربية بأسرها، وهو ما اكدته لي شخصيات أكاديمية عربية مرزوقة في لقاءات جمعتنا.
وبحسب كبار الشخصيات الأكاديمية الاردنية، قبل تأسيس الجامعة الأردنية في ستينيات القرن الماضي، كان عدد كبير من الأردنيين من خريجي جامعة دمشق من بينهم شخصيات رسمية مرموقة. وكذا حال عدد من الدول العربية التي رفدتها جامعة دمشق بالقدرات العلمية والمهنية العالية المستوى والكفاءات المهمة.
تعاقب على رئاسة الجامعة اعلام من اهمهم مؤسسها الدكتور رضا سعيد، والدكتور العلامة حسني سبح، والدكتور قسطنطين زريق الذي أصبح لاحقا رئيسا للجامعة الأمريكية في بيروت، والدكتور محمد الفاضل، والدكتور عبد الرزاق قدورة الذي اصبح فيما بعد مساعد المدير العام لمنظمة اليونسكو في باريس، والدكتور هاني مرتضى صاحب الرؤية البعيدة المدى والمواقف رحمهم الله جميعا.
ومن اعلامها الدكتور عبد الله واثق شهيد الذي أسس مركز الدراسات والبحوث العلمية، والمعهد العالي للعلوم التطبيقية  والتكنولوجيا. ومن اعلامها ايضا الدكتور توفيق المنجد الذي أسس جامعة حلب وكان اول رئيسا لها، ومنحته جامعة دمشق اول دكتوراه فخرية تقديرا لجهوده بهذا الخصوص.
في مطلع القرن الواحد والعشرين شهدت جامعة دمشق نقلة نوعية كبيرة شملت بناها التحتية من أبنية ومشافي ومخابر، وإيفاد العديد من المعيدين إلى جامعات عريقة، وبناء شراكات هامة مع جامعات عريقة اثمرت برامج تعليمية مشتركة في العديد من الاختصاصات، ومشاريع حيوية، لكن الحرب التي شنت على سورية متذ عام 2011 وعوامل اخرى  ادت إلى فقدانها العديد من القدرات التي بذلت الغالي والرخيص في بنائها، مما أدى إلى تراجع منزلتها العالمية.
وبالرغم من كل الصعوبات، فإن جامعة دمشق ستسترد مكانتها في الصدارة، وسترتقي بدعم الدولة وعزيمة العاملين فيها وصدق انتمائهم إلى أعلى المراتب تماما كما عهدناها.