Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 08 أيار 2024   الساعة 14:04:40
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دمشق ...هل ستشهد بداية ولادة جديدة سياسياً ؟ بقلم: الدكتور خيام الزعبي
دام برس : دام برس | دمشق ...هل ستشهد  بداية ولادة جديدة سياسياً ؟ بقلم: الدكتور خيام الزعبي

دام برس:
أظهرت المرحلة الراهنة إرتفاع أسهم الحل السياسي، وبدأ تراشق الأفكار والمبادرات والتسريبات، وثمة إحساس بأن القوى المتحاربة وداعميها على ضفتي الخندق، قد أنهكت وإنها باتت أكثر إستعداداً للذهاب لخيار التسويات، بعد أن أنهكت الحرب قواها وأثقلت كاهلها، وبدا لها أن الحسم العسكري غير ممكن، وأن استمرار الحال على حاله، لن يفيد إلا المتطرفين من قوى السلفية الجهادية على إختلاف مسمياتها، ومن هذا المنطلق يرى الكثير أن الازمة السورية، رغم التعقيدات الحاصلة في المشهد السياسي، إلا أنها ما تزال ذاهبة باتجاه الحل السياسي.
إن سبب تقارب تركيا مع روسيا هو التخوف من القضية الكردية وإمتدادها إلى الداخل التركي وخاصة بعد أحداث كوباني الأخيرة، الأمر الذي تراه تركيا أنه من الضروري إيجاد حل جذري وسريع للأزمة السورية، بمعنى إن لتركيا إمتداد في ضمن المعارضة السورية في الخارج، ولروسيا إمتداد وسط المعارضة الداخلية والنظام السوري، وبذلك فإن علاقتهما ووجودهما معاً ربما يصل الطرفين إلى صيغة ما لحل الأزمة السورية.
في سياق متصل إن الأزمة السورية لم تعد أزمة محلية بيد السوريين، بل أصبحت أزمة متعددة الأطراف، وباتت معقدة، لتشعب التدخل فيها إقليمياً ودولياً، لا شك إن هذه الأزمة أصبحت تمثل عبئاً إقتصادياً كبيراً على تركيا وستزداد هذه الأعباء مع مرور الوقت عدا عن المخاطر الأمنية التي تمثلها هذه الأزمة على أمنها مع صعود وإتساع نفوذ الجماعات المتطرفة التي تدور في فلك القاعدة، فالخلاف بين تركيا وأمريكا حول الشروط التركية الأخيرة في إقامة المنطقة العازلة شمال سورية، دفع روسيا إلى إستغلال مثل هذا الوضع غير المستقر في سياسات تركيا تجاه المنطقة المحيطة بها وخصوصاً في سورية والعراق، ويمثل هذا الأمر لموسكو بوابة محتملة لإختراق سياسي في جبهة حلفاء واشنطن، وما يجري الآن ليس سوى إختبار روسي لنوايا الأتراك ولمدى رغبتهم في تبديل وجهة تعاملهم الصدامي مع الأوضاع الدولية إنطلاقاً من طموحاتهم الإقليمية في المنطقة.
لكن خطر الإرهاب الذي بات يشكل هاجساً في المنطقة، يدفع دولاً عربية باتجاه تشجيع التسوية في سورية حتى تتمكن مجتمعة من مواجهة هذا الخطر العابر لكل الحدود ، وتتحدث بعض المعطيات أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدفع باتجاه حل سلمي في سورية، على قاعدة أن هناك عدواً مشتركاً لكل من مصر وسورية والعراق ومعهما الأردن ولبنان، خصوصاً بعد مبايعة جماعة "بيت المقدس" لداعش، وهو أبلغ دولاً خليجية أساسية أنه ذاهب لاستئناف العلاقات مع سورية وإعادة التنسيق العسكري والأمني بين المؤسستين العسكرية والأمنية في كلا البلدين، بمعنى إن الرئيس المصري يسعى إلى تأمين عقد لقاء ثلاثي في القاهرة بين مصر والسعودية وسورية، هدفه التمهيد لإنهاء القطيعة مع سورية تدريجياً وإعادتها الى الجامعة العربية، لمواجهة الحلف الذي لا يزال يدعم الإخوان المسلمين والقوى التكفيرية المتطرفة، وعلى إعتبار أن العدو أصبح واحداً من القاهرة الى بغداد وصولاً الى دمشق وبيروت.
وبالمقابل فإن روسيا وبطلب من مصر، تشجّع القيادة السورية على التجاوب مع خطة ستيفان دي ميستورا لإجراء مصالحات في حلب وغيرها من المناطق، تمهيداً لإيجاد تسوية سياسية تسمح لقوى المعارضة المعتدلة السورية التفاهم مع النظام السوري على حلّ سياسي يهيئ لمواجهة القوى التكفيرية التي صارت تشكل خطراً على كل من سورية ومصر والعراق والمنطقة برمتها.
وفي سياق متصل إن الغرب على وشك المشاركة مع قوات الأسد في وجه تنظيم داعش فإعلان وزير الخارجية السورية، أن حكومته مستعدة للتنسيق مع الجميع لمكافحة إرهاب داعش، وأن أي جهد دولي للتصدي لهذا التنظيم يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية، ومن هنا لم يعد هناك مجال للإختباء خلف الأقنعة،  ها هي دمشق على إستعداد مواجهة داعش وخاصة بعد أن التقت أهداف الأسد مع السياسات التي إعتمدتها إدارة أوباما حيال المخاطر التي يحملها هذا التنظيم تجاه دول المنطقة، وبالتالي أرى إن  تمدد "داعش" يفرض على الجميع إعادة حساباتهم، وربما عضّ أصابعهم ندماً.
وفي إطار ذلك يمكنني القول إن إيجاد حل للأزمة السورية، يساهم كثيراً في مواجهة الإرهاب، ولهذا لا بد وأن تترافق الخطة الجديدة للتحالف مع التحرّك السياسي، خصوصاً وأنّه تجمّعت معطيات في الآونة الأخيرة تشير الى وجود مبادرة روسية جديدة لإيجاد حلّ للأزمة في سورية، ما يُمكن أن يجمد من الإقتتال بين قوّات النظام والجماعات المسلّحة. ومن بين أهم المؤشرات الحوار الذي تُعد له روسيا، بين أطرف المعارضة السورية في الخارج والداخل، وبين النظام السوري للبحث في بنود خطة تسوية سياسية شبيهة الى حدّ بعيد بخطة مؤتمر جنيف" 1"، وفي وقت سابق وافقت واشنطن على عودة الدور الروسي الى سورية الذي يعد إعترافاً بأن الإئتلاف الوطني للمعارضة السورية في الخارج لم يعد يشكل في نظر الأميركيين الممثل الوحيد للمعارضة السورية.
وأخيراً أختم مقالتي بالقول إن سورية تحتاج الى سواعد أبنائها قبل سواعد أصدقائها خصوصاً في هذا الوقت الذي نرى العالم من حولنا ينتشر فيه الصراع والقتل والخراب والتدمير، وبإختصار شديد لقد آن الآوان بالمبادرات الوطنية من أجل الوطن، ، وهنا نأمل بعد هذه الفترة العصيبة أن يصبح الحوار ضرورة لا بد منها ولا شيء غير الحوار للخروج من الأزمة ونزع فتيل الإضطرابات وحقن الدماء، ومازال الأمل معقوداً على الحكماء والعقلاء للجلوس إلى طاولة الحوار، هذه الفرضيات تبقى فرضيات حل للجميع لإخراج سورية من هذا المأزق الذي يدمرها يومياً.
Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz