دام برس:
استقبل المهندس بشر يازجي وزير السياحة الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي في زيارته إلى سورية لرؤية نبض الحياة بعد الانتصارات ومشاركة السوريين أفراحهم واحتفالاتهم بالعيد.
وأشار وزير السياحة خلال استقباله الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية أن سورية الآن تفتح ذراعيها ليس فقط لضيوفها ومحبيها وعشاق تاريخها والمنتمين بحبهم لها بل لكل منتم للبشرية والإنسانية والحضارة.. نرحب بكم د طالب في سورية.. التي حين نقول أنها أرض الحضارات ومهد الديانات فإننا لا نردد كليشية من كليشيهات السنوات الغابرة ولا نتغنى بتاريخ ماض أكل عليه الزمان وشرب.. فإن من يعيش سورية معنا يعرف حق المعرفة أننا نقول ما نعيشه.. كسوريين.. ما نعيشه في المنازل والأزقة والحارات.. سورية الضحكات المرسومة اليوم على وجه كل طفل تلمع عيناه فرحا كما تلمع زينة شجراتها.. اليوم تقضون مرحبا بكم.. عيد الميلاد المجيد في سورية التي تحتفي كل بيوتها كما ترون بغض النظر عن ديانة قاطنيها.. تحتفي بميلاد رمز السلام.. للبشرية جمعاء.. تحتفي بوجودكم كمحبين ومهتمين كما عهدنا بكم.. مهتمين بحقيقة ما جرى ويجري في سورية.. تحتفي بكل من لم يتركها وحيدة في محنتها تصارع الظلام نيابة عن البشرية جمعاء فمرحبا بكم في سورية التي بذلتم كل جهد ممكن لتستعيد مكانتها المستحقة بحكم الضرورة التاريخية والحضارية.
وأكد وزير السياحة خلال اللقاء على الجهود الكبيرة التي تم بذلها لتعافي القطاع السياحي في سورية بالتوازي مع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهاب لإعادة نبض الحياة  إلى كافة المواقع السياحية، منوها بالأضرار التي لحقت بقطاع السياحة جراء الحرب الإرهابية على سورية.
واستعرض السيد الوزير الإجراءات والتسهيلات التي قدمتها الوزارة لتأهيل المنشآت السياحية تمهيدا لإعادة الألق إليها وعودتها مجددا للعمل، لافتا إلى أنه تم التركيز في الفترة الماضية على الارتقاء بسوية الخدمات في المنشآت السياحية وإطلاق البرنامج الوطني للجودة للنهوض بالقطاع وتشجيع السياحة الداخلية.

ولفت الوزير يازجي إلى المشاريع قيد التنفيذ لتنمية قطاع السياحة بمختلف المناطق السورية والحرص على توفير الكوادر المدربة والمؤهلة لرفدهم لسوق العمل، ومنوها أنه سيتم خلال المرحلة المقبلة التركيز على سياحة الأعمال والسياحة الدينية.  
وبدوره أكد الدكتور الرفاعي أهمية السياحة في دعم اقتصاد الدول وضرورة التركيز على السياحة الداخلية ودورها في تعزيز معرفة السكان المحليين بتاريخهم وإعادة اللحمة الوطنية تأسيسا للمستقبل وأشار إلى ضرورة الإسراع بالإجراءات التي يمكنها دعم قطاع السياحة ،مبينا وجود فرصة للاستثمار الصحيح وتفادي الأخطاء التي ارتكبت في دول أخرى عبر مراعاة علاقة السياحة بالبيئة والمجتمع المحلي.
ثم توجه المهندس بشر يازجي وزير السياحة والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالِب الرفاعي لزيارة المركز الوطني للفنون البصرية الذي يعتبر أكبر وأحدث مركز تخصصي في الشرق الأوسط صمم بالشروط الدولية المتعارف عليها في صالات العروض الوطنية الكبرى لاستقبال كل أنماط الفن التشكيلي والأعمال التركيبية والعروض البصرية، ويضم صالات عرض بمساحة 1300 م2 بشروط عالمية وقاعة ورشات عمل بمساحة 900 م2 يمكنها استضافة أكثر من 150 فنانا في ذات الوقت، وقاعة للـ "فيديو أرت" وللكتب وللأعمال الفنية ومسرحا يتسع لألف زائر.
ويشار إلى أن المركز تم افتتاحه خلال فترة الحرب الظالمة على سورية فكان رسالة للعالم أن سورية رغم الأوجاع هي الرائدة  في المنطقة على المستوى الثقافي لأنها تمتلك حضارة متجذرة عميقا لا يمكن أن يزيلها إرهاب أو حرب.
بعد ذلك توجه وزير السياحة المهندس بشر يازجي مع الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية بجولة إلى العراقة وعبق التاريخ من خلال زيارة أسواق الحميدية والبزورية بدمشق التي تعد من أشهر الأسواق وأكثرها جمالا وتألقا، إلى جانب المحلات التي تمتد على جانبي السوق وتشكل بمجملها مدينة تجارية في قلب دمشق القديمة ، تخللها زيارة أهم المعالم التاريخية والسياحية المحيطة بالسوق وشملت الجامع الأموي الذي يشكل شاهدا حيا على عظمة الحضارة السورية وإبداع مهندسيها وبنائيها وفنانيها عبر مختلف العصور التاريخية ، وزيارة مقهى النوفرة الذي يعد من أقدم المقاهي الدمشقية القديمة ومقصدا هاما للزوار تضمنت تقديم عرض لرقصة المولوية التراثية.
كما زار وزير السياحة والدكتور الرفاعي قصر العظم أحد أهم معالم دمشق القديمة وأروع المباني الإسلامية والذي يعد نموذجا للبناء الدمشقي القديم بحجارته الملونة وأقسامه وقاعاته وحدائقه الداخلية وقاعاته الدمشقية،  وتجولا في أقسامه الداخلية والخارجية وقاعاته التي تعرض الكثير من العادات والتقاليد وتمثل الفلكلور السوري، وهو من أهم مقاصد السياح في مدينة دمشق القديمة.
واختتمت الجولة بزيارة بيت نظام  وهو أحد البيوت الدمشقية التي تم ترميمها من قبل مؤسسة الآغا خان.
وبين وزير السياحة خلال الجولة أن  السيد الرفاعي كان له رؤيته المتميزة تجاه سورية ودورها ومكانتها وحقيقة ما يجري فيها وضرورة أن تقف منظمة السياحة العالمية أمام مسؤولياتها الواسعة بتوصيف ما يجري والوقوف إلى جانب سورية وأهلها في قضيتهم المحقة خاصة مع إدراكه لهول الخسارة التي خسرتها البشرية جمعاء باستهداف الظلاميين الممنهج لثروات سورية ومقدراتها..
بعد ذلك شارك المهندس بشر يازجي وزير السياحة والدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية أطفال سورية رسائل المحبة وأغاني السلام وفرحتهم واحتفالكم بالعيد خلال الفعالية الميلادية "غني للحب " التي أقامها مركز دمر الطبي بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، وتخللها عرض لكورال منارة باب شرقي وتراتيل الميلاد وأناشيد المحبة والسلام.
ونوه وزير السياحة بأن السيد الرفاعي اختار سورية ليقضي فيها الميلاد المجيد، ليشارك أهلها رسالتهم الأبدية والأزلية بالسلام والمحبة واليوم هم يخطون خطواتهم الواثقة تجاه سورية المعافاة ويرفعون الصوت بتراتيل الأمل والفرح والحب.