دام برس : متابعة : لينا عليشة

 تتميز قرية مجادل الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من محافظة السويداء بطبيعتها الساحرة وبالتلال التي تحيط بها من كل النواحي بالإضافة إلى الحراج الطبيعية في الجهة الشمالية من القرية والتي تمتد على مساحة واسعة ومن أبرز التلال الجميلة التي تحيط بالقرية "تل الجوبة" وهو تل مجوف بشكل مخروطي وما يزيده جمالا المغارات الطبيعية العديدة داخله وكذلك تل "العبد" الذي يشمخ في الجهة الشمالية من القرية.

ويوضح رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين أن أصل تسمية "مجادل" تعود إلى كلمة مجدل أي الحصن أوالقصر وذلك لكونها محاطة بالتلال وكأنها قلعة حيث كانت عصية على الغزاة وأثناء الحروب كانت ملجأ آمنا لكل من ينشد الأمن والخير وهناك من يقول إنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة المجادلة التي سكنتها قديما.

ويشير زين الدين إلى أن "مجادل" تعتبر قرية أثرية شأنها شأن بقية القرى في محافظة السويداء ويعود تاريخ البلدة القديمة لعصور متعددة كان آخرها العصرين الروماني واليوناني مبينا أن بيوتها تحتوي على العديد من الآثار الرومانية المنقولة مثل القناطر وبوابات "الحلس" ويمر بها طريق "اللجاة" الشهيرة كما تضم القرية ثلاثة قصور أثرية إضافة إلى شهرتها بعذوبة مياهها وخصوبة تربتها البركانية ويلفت زين الدين إلى أن بيوت "مجادل" القديمة تمتد فوق الصخور البازلتية وعثر فيها على نقوش يونانية وعلى العديد من النصوص والكتابات والمخطوطات الأثرية التي تم ترقيمها من قبل دائرة آثار السويداء.

وتتميز القرية أيضا بوفرة المياه الباطنية فيها والتي تشكل مصدر مياه للقرى التي حولها وأقيم فيها العديد من الآبار التي تمتاز بمياهها النقية العذبة حيث تتربع قرية "مجادل" الخصبة على بحر من المياه العذبة التي تمتد حتى "تل شيحان" ويقال إن تلك المياه ساهمت في تبريد غليان بركان شيحان.

وجدير بالذكر أنه تم سبر أعماق المياه الموجودة تحت قرية "مجادل" من قبل بعثات علمية متعددة حيث قدرت تلك البعثات بأن سماكة المياه كبيرة حتى أن معظم أهل القرية يملكون آبارا سطحية تتراوح أعماقها بين 35 و70 متر فقط بالإضافة إلى وجود الآبار الارتوازية ذات الأعماق التي تفوق المئة متر.