دام برس – غزل الموسى - اللاذقية :
في أحد أيام الحرب الدائرة في البلاد ستجلس هنا لتكون متفرجاً على ثلاثة أيام منها، بكل ما فيها من تفاصيلٍ عاشرت هذه المنطقة على مدى السنوات السبع الفائتة، من وجهة نظر رجلٍ مرّ بالتناقضات التي فرضت نفسها على الواقع، كما عاشها الكثيرين ممن كانوا في كواليس الأزمة أو في أرض واقعها.
بين الخوف و الشجاعة ، اللامبالاة و الجدية ، العاطفة و القسوة جُمِع سيناريو الفيلم، وكانت الأحداث الواقعية فيه حاضرة الأمر الذي نوهت له شارة فيلم " رجل و ثلاثة أيام " الذي افتتح عرضه الأول في المركز الثقافي في اللاذقية يوم الأحد 7 نيسان /أبريل بحضور مخرجه ومؤلفه جود سعيد ومجموعة من أبطال وممثلي الفيلم، كما حضر حسين عباس مدير المسرح القومي في اللاذقية ومدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم.
كان بادياً التفاعل من الجمهور الحاضر مع شخصية مجد "محمد الأحمد" و هزليته المضحكة المبكية التي جسد فيها شخصية مخرج مسرحي لا مبالي بما يدور حوله من أحداث إلى أن يأتي الواقع ويضعه أمام استشهاد أحد أقربائه " بيرم " وتقع على عاتقه مهمة نقل جثمانه إلى قريته في إدلب ليبدأ مجد الصراع مع ذاته، الذي حاكى في أغلب زواياه الحرب السورية من منظور مختبأ في معظم مشاهد الفيلم.
ومن تردد بطل الفيلم و تخيله لأشياء غير موجودة وحواره مع قريبه الشهيد تكرر سؤال واحد وجهه الكاتب لمن فقدوا الحياة في نصه "هل أنت من مات أم أنا؟ "، ليسلط الضوء على من هم يسيرون ويتنفسون بلا روح، وبعدها يفرض فلسفته بإشارة البدء التي يستطيع الموت أن يعطيها للأحياء في كل مرة يمر فيها من أمامهم.
"بيرم هو كل شخص عزيز فقدناه في هذه الحرب " يتحدث جود سعيد لدام برس و يتابع : " رمزية هذه الشخصية في الفيلم هو ذلك الغائب الذي يبقى بذاكرتنا ويعود في تفاصيل حياتنا اليومية خصوصاً في هذه الحرب"
وعن المقارنة بين "مطر حمص" و "رجل وثلاثة أيام " كون كلاهما يتناولان الأحداث في البلاد وضح سعيد لدام برس : "كان لكل فيلم حكاية مختلفة، بكل منهما كنا نشاهد حياتنا كسوريين من زاوية مختلفة، ولكن" مطر حمص" يختلف عن هذا الفلم أن الحرب فيه كانت محرك الأحداث الأساسي، بينما "رجل وثلاثة أيام " كانت الحرب خلفية لمجريات حياة الشخصيات".
يذكر أن الفيلم شارك في مهرجان مسقط السينمائي الدولي عن فئة الأفلام الروائية الطويلة حيث كانت هي المشاركة الثانية لـ " رجل وثلاثة أيام " في المهرجانات الدولية، بعد أن كان مشاركاً في مهرجان الإسكندرية السينمائي والذي حصل من خلاله بطل الفيلم محمد الأحمد على جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل، لتثبت الأفلام السورية مرة بعد مرة أنها قادرة على أن تصل و توصل معها شغف الحياة الذي لم يغادر هذه البلاد حتى في أسوأ أحوالها ولم تستطع أن تميته حرب.