دام برس - نور قاسم :

افتتح وزير الثقافة السيد محمد الأحمد أمس معرض الخريف السنوي للفنون التشكيلية في خان أسعد باشا والذي يشارك فيه كوكبة من الفنانين المخضرمين. وقال وزير الثقافة: "نحن أمة تستند إلى آلاف السنوات من الحضارة والتراث والتاريخ المجيد، ونحن نمتلك من العراقة ما لا يمتلكه غيرنا لذلك استهدفت سورية"، وأشار إلى ضرورة إظهار هذه الأمكنة التاريخية مثل خان أسعد باشا والعودة إليها كلما قصدنا العمل الثقافي، لافتاً إلى أهمية الحضارة وخاصة الآثار وتابع الأحمد: "يوم سقطت بغداد أول ما تم المس به هو متحف بغداد للعمل على محي الذاكرة التاريخية، ومن هنا أقول إن هذه الحرب لم تكن فقط حربا سياسية ولكنها أيضا ثقافية بامتياز".

وكان لدام برس لقاءات مع عدد من الفنانين المشاركين، حيث أكّد الفنان التشكيلي سامي الكور أن "معرض الخريف السنوي هو تقليد سنوي يضم مجموعة من الفنانين الهامين في البلد على الساحة التشكيلية وميزته بتنوعه الكبير وتبادل الخبرات"، وأشار إلى مشاركته في المعرض بلوحة تحت عنوان "مساء" لافتاً إلى أنها تحتوي على مشهد ليلي وإطلالة نافذة بألوان خافتة، فيها جو رومانسي حالم يعكس وجوداً لأشخاص بشكل غير مباشر من خلال الفوضى التي تتخلل اللوحة.

بدوره الفنان نبيل السمان قال: "نحن مجموعة من الفنانين السوريين لم ننقطع أي سنة عن المشاركة، بل سجلنا حضورنا بصورة أكبر، ونقول إن للثقافة دوراً هاماً ضد الظلامية أو الحالة الكئيبة التي حاولوا وضعنا بها". وأشار السمّان إلى محاولات طمس الهوية السورية من خلال تحطيم الآثار، والهوية السورية هي هوية فن، لافتاً إلى ضرورة المشاركة في إعادة إعمار سورية بكل القطاعات سواء الفنية أو الثقافية لبناء الحجر والإنسان.

من جانبه الفنان وليد الآغا أشار إلى أن استمرار الفنون التشكيلية في سورية وعدم انقطاعها هو دليل عافية قائلاً: "نحن نعبر عن وجودنا من خلال الجمال السوري وتاريخه". وعن اللوحة المشارك بها بعنوان "من التاريخ" يقول الآغا إنه يعني بهذا العنوان تاريخ وثقافة سورية التي تحمل كنوز وافرة بمناخها ومواطنيها وترابها، مضيفاً: "ركزت في لوحتي على مفهوم التعايش من خلال الحروف السريانية، العربية والسومرية".

الفنان مصطفى علي قال عن المنحوتة المشارك بها التي تحمل عنوان (سقوط الحجر): "حاولت بناء جسد من الحطام والبقايا والشظايا الذي هو بحالة سقوط وانهيار، وقد أطلقت على عملي اسم سقوط الحجر كناية عن أن سورية مثل الصخر الجلمود التي من الممكن أن تسقط من أعلى الجبال ولكنها تبقى متماسكة ولا تتفتت، بل تبقى كما هي بعنفوانها وقوتها كما الصخر الجلمود تماما".

الفنان علي السرميني لفت إلى أن الفنانين التشكيليين عملوا خلال الأزمة على تطوير عملهم أكثر من أجل مواكبة الفن العربي والعالمي. وأضاف: "الفنانون خلال الأزمة حاربوا الإرهاب بنشدهم الجمال والحرية والسلام"، موجهاً تحية لحماة الوطن الذين لولاهم ما استطاع أي فنان إنجاز فنه لإبراز جمال سورية.