دام برس - ياسر حيدر - اللاذقية :
بثقة موسيقيٍ معاصر وشجنٍ سجدت له المشاعر، قوةٌ وعزمٌ واضحٌ وصادح للحنٍ هز عرش العوالم، "وردة في الحرب" مقطوعةٌ ألفها الشاب جعفر عيسى لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه بتصنيفها واحدة من أفضل ست مقطوعات موسيقية من بين ألفي مقطوعة على مستوى العالم ضمن مسابقة أقامتها جامعة السوربون الفرنسية.

جعفر عيسى طالب كلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين والملحن الموهوب حدّث دام برس بثقة و إصرار كبير قائلاً: "بدأت بالعزف بعمر الثانية عشر، تعلمت بمفردي أصول التلحين و المقامات دون مساعدة أحد أبداً، كنت أقضي ما يقارب 12 ساعة يومياً في الاستماع والتدريب حتى وصلت هذه المرحلة".

وتابع : "(وردة في الحرب) ألفتها منتصف السنة الماضية لتلقى انتشاراً عظيماً تفاجأت به، حتى جاءت الفرصة الأكبر عن طريق اتحاد الطلبة وأحد الأصدقاء المتواجدين في فرنسا لتقديم المقطوعة ضمن المسابقة العالمية، لتجتاز المراحل الستة للتصفيات وتحتل مكاناً لها من بين أفضل ست مقطوعات على مستوى العالم".

عند سماع المقطوعة يخيلُ لك أنها ضربٌ من الخيال، سحرٌ تراقص بين يدي جعفر ليخلق سمفونية عشقٍ سوري عتيق، ليخبرنا بأنه أراد التميّز في طريقة رد الوفاء والعرفان لسورية الحبيبة.

وعن مستقبل ألحانه وضح عيسى لدام برس :" أربعون لحناً عالمياً منهم من أُنجز ومنهم قيد الإنجاز سيتم الإفصاح عنهم في الأيام المقبلة، المقطوعة ستُعزَف في فرنسا في المرحلة القادمة بعد رفضي الأولي بسبب وجود ثلاث عازفين يحملون الجنسية الإسرائيلية ضمن الأوركسترا والذي سيتم استبدالهم، فليس من المعقول أن تذبل وردتي بعزف الصهاينة الذين كانوا سبباً مباشراً للحرب في بلدي".
تضيعُ الصفات في غياهب جمالها و تنكفئ خجولةً من قدسيّة مضمونها، فهذه المقطوعة مثالاً يثبت بأن السوريون أتقنوا التعامل مع بشاعة الحرب، فحول الكثير منهم رمادها إلى بعثُ جديد للجمال وخلق للمشاعر، ليتكفل الإنجاز بعدها بجذب الأنظار العالمية إليه.