دام برس- نور قاسم :
سورية مهد الحضارات ومنبع الفن والآداب دائماً ما يخلق عبر ثراها قناديل تضيء درب من أضلوا الطريق وهذه القناديل تتمثل بالكتاب ،المفكرين،الباحثين والفنانين.
يوم أمس 13/7/2017 تم تكريم مجموعة من عملاقة الأدب والفن في سورية بحضور وزير الثقافة السيد محمد الأحمد في دار الأسد بدمشق.
والمكرمون هم:
الفنانة ميادة الحناوي ، الأديب حسسن م يوسف ، والباحث الناقد والمترجم الأب الياس زحلاوي .
ميادة الحناوي التي سرقت القلوب بصوتها الأخاذ فما ان يسمع شذاها حتى تميل النفوس طربا وتنتشي.
اكتشف موهبتها عبد الوهاب وقصدت القاهرة لمدة سنتين لتهيء نفسها في الغناء وقد تعاملت مع كبار الكتاب والملحنين المصريين وعلى رأسهم محمد الموجي ولكن فرصتها الكبرى كانت مع بليغ حمدي الذي غنت له أنا بعشقك، الحب يلي كان، أنا اعمل إيه.
من ألبوماتها ما تجربنيش، توبة وأنا مغرمة بيك الخ...
وشاركت في اغنية تسلم ترابك يا شام مع عدد من المغنين الكبار.
وقد عبرت عن فرحتها الكبيرة حتى وان رفضت الإدلاء بكلمتها سواء على المسرح أثناء التكريم او للوسائل الإعلامية ف عيونها كانت تشع فرحا وتقول الكثير في داخلها.
وكرم في مجال الآداب (حسن م يوسف ) كاتب وأديب وصحفي الذي شغل الكثيرين بقلمه الجريء الحر فهو لم يكن يوما من هواة المجاملات بل كان كاتبا ناقدا بامتياز .

كتب العديد من الكتب والمسرحيات والأعمال التلفزيونية والأفلام السينمائية
من مجموعاته القصصية: الآنسة صبحة، أب مستعار والساخر لا يخرس ...الخ
ومن أعماله المسرحية الأصدقاء الستة وهي مسرحية للأطفال
أهم أعماله التلفزيونية نهاية رجل شجاع، إخوة التراب الذي حصل على الجائزة الذهبية في القاهرة والجزء الثاني من إخوة التراب الذي حصل على الجائزة الفضية في مهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون.
بحيث أعرب عن فرحه وقال بأنه شيء لطيف أن أجد نفسي هنا بين رفاق الحروف وسرني كثيرا بأنهم تذكروني.
وأشار بان  والذي يعني له اكثر من كل شيء هو ان هذا التقدير جاء من داخل وطني سورية الحبيب وليس من أي جهة خارجية تحمل بين طياتها أهداف سياسية معينة في ظل هذه الظروف.
وخص دام برس بالقول أن الكاتب الحقيقي هو من يحاكي هموم الناس ويجب عليه ان يعرف كيف يستخدم قلمه لكي يصل الى ما يريده.
وأضاف أيضا ان على الكاتب ان يتقبل كل شيء بصدر رحب فالصبر والحنكة هي من أهم السمات التي يمكن ان يتمتع بها الكاتب الحقيقي.
ومن المكرمين أيضا الباحث الناقد والمترجم الأب الياس زحلاوي
الذي قدم ارثا ثقافيا ضخما لوطنه بمجهوده المتواصل عبر ترجمات لأعمال ذات قيمة بالإضافة الى كتاباته التي كانت تسلط الأضواء على معاناة الناس.
ومن أعماله: مسرحية المدينة المصلوبة ، المجتمع والعنف عمل مترجم، فكر هيغل السياسي عمل مترجم ومن أجل فلسطين ....الخ.

ذكر لنا بأنه لم يكن يوماً يحلم بتكريم وكان همه التقاط حاجات الناس وبأنه سعيد بهذا التقدير الذي لم يكن ينتظره يوماً.
وخص دام برس بالقول حول الواقع الثقافي بأنه ثقافة دون حرية ليست بثقافة ونحن اليوم بأمس الحاجة الى حرية ولكن حرية مسؤولة، محبة ومضحية لا حرية منفلتة وصدقا في أعماق الإنسان السوري من الطاقات ما يتجاوز أي تصور وخبرتي مع الشبيبة طيلة حياتي تؤكد ذلك.
وكلي ثقة بأن سوريا سوف تنطلق لما هو أرقى وأنقى وذلك بفضل وقوفها شامخة وبفضل وقفة أصدقائها الروس وحزب الله وإيران.
وقد حصل المكرمون على جائزة تقدر بمليون ليرة سورية بالإضافة إلى ميدالية ذهبية.
وكم نشعر بالفخر والاعتزاز بوجود قامات سورية أثبتت وجودها وتعد مرجعا مهما ويزداد اعتزازنا بوجود هذا الاهتمام الجميل بالرغم من كل ما يحيط بسوريا في ظل ظروف صعبة ولا يسعنا إلا شكر الجهات المهتمة والتي لا يغيب عن بالها إقامة مثل هذا التكريم.

هذا وكان وزير الثقافة محمد الأحمد قال للفائزين خلال كلمة له في بداية الحفل “إن ثقافة بلدكم وشعبكم تتشرف بكم وبعطائكم وبما بذلتموه من كد وجهد من أجل أن تقدموا صورة ناصعة وحقيقية عن حضارة سورية وإرثها الغني وإسهامها الكبير في تاريخ الإنسانية”.

وأكد الأحمد أن سورية تحظى بطاقات هائلة كما ونوعا وتضم كوادر في مجالات عديدة ففيها رغم الحرب الظالمة وفرة من المبدعين بالشعر والقصة والرواية والمسرح والسينما ومختلف الفنون الذين لم يتوقفوا عن ممارسة دورهم وزادتهم الحرب إصراراً وصمودا وتحديا وتناغموا بروعة مع جيشهم وشعبهم في درء العدوان.

وتابع الأحمد “إن سورية صمدت بفضل قيادتها وجيشها وأبنائها المدافعين عنها وبفضل ثقافتها العريقة وحضارتها الممتدة في التاريخ وبفضل الأدباء والباحثين والفنانين المبدعين”، مؤكداً أن إرادة السوريين هي المضي قدماً في الطريق التي يشقونها اليوم بصلابة واقتدار من أجل إعلاء كيان الحب والحياة والخير والجمال وأن النشاطات الثقافية المقامة يوميا تشكل إيقاعاً لحياتنا الثقافية التي تأبى الرضوخ والاستسلام.