دام برس - لين محمد :
كشجر السنديان ، عام إبداعي أكاديمي... ونستمر... هذا ما قاله د.تامر العربيد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بمناسبة بدء العام الأكاديمي 2016-2017 في المعهد تأكيدا منه بقاء واستمرار المعهد العالي في مسيرته الإبداعية و الفنية بتخريج الدفعات المعطاءة منذ تأسيسه سنة 1977 متغلبا على واقع الدمار و الخراب و الحرب التي نشهدها.
و بمناسبة بدء العام الأكاديمي الجديد 2016-2017 افتتح المعهد العالي للفنون المسرحية أبوابه للطلاب الجدد بالتظاهرة المسرحية الأكاديمية "أول الحكاية 2" برعاية وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد على مسرح "سعد الله ونوس" يوم الثلاثاء 10/11 لينتهي ب 10/15 يوم السبت لتضم هذه الظاهرة عروض على مدى خمسة أيام شارك فيها طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بكافة أقسامه ( قسم التمثيل- قسم الرقص- قسم التقنيات المسرحية- قسم الدراسات المسرحية- قسم التصميم المسرحي).
و يذكر أن الافتتاح بأيامه الخمسة تضمن عرض احتفالي بعنوان "في أمل" بإشراف فني للدكتور تامر العربيد, و بإشراف الأساتذة (سامر عمران- وسيم قزق- نورس عثمان).

قدم طلاب المعهد عرضاً "في أمل" كعرض افتتاح للعام الجديد ليعبروا بأجسادهم و أرواحهم رسالتهم للطلاب  الجدد من خلال ما قدموه من عروض الأنماط و القتال المسرحي, و مشاهد بسيطة لكن دقيقة من واقعنا الحالي, و لقطات تائهة مما يدور في عقل كل سوري في سكيتشات جميلة قدموها بأداء رائع في الحركة و الصوت و الليونة, و الانسجام التام مع بعضهم و مع الخشبة بتفاعل أرواحهم على المسرحلتقديم عملهم بإخلاص كامل لهذه المؤسسة الإبداعية, و لشغفهم.
في روح التشاركية لهذه الظاهرة قُدمت ثلاثة أفلام عُرضت في الأيام الثلاثة الأخيرة لقسم الدراسات المسرحية بعنوان (نستالجيا) إخراج علي ياغي, و لقسم السينوغرافيا أو التصميم المسرحي بعنوان (ثقب) و كان نتاج لورشة عمل مع كل من "غيث محمود" و "ميار النوري" ,ولقسم التقنيات المسرحية بعنوان (قاع) تأليف و إخراج "أسعد سنديان".
كما أشرف كل من الدكتورة "ميسون علي" و الدكتور "مصطفى عبود" على جلستي مناقشة مشاريع التخرج لنيل درجة الإجازة في الفنون المسرحية (قسم الدراسات المسرحية) للطالبين "خديجة كمحة" و "حازم بو سعد" ليكونوا فرصة للطلاب الجدد للتعرف على مشاريع تخرج قسم الدراسات المسرحية أي نتيجة هذا القسم و للتعرف عليه كقسم أكثر.
و شارك كل من الخريجين من قسم التمثيل دفعة 2012-2013 مجدي المقبل و ممروة الأطرش بعرض كان نتاج ورشة عمل ,وقراءة مسرحية دراماتورجية لمسرحية (الدب) للكاتب و الأديب الروسي "أنطون تشيخوف" عُرضت في الأيام الأربعة الأخيرة على خشبة استديو "د.شريف شاكر".
بينما تميز قسم التصميم المسرحي بتقديم معرض لرسوم لطلاب قسم السينوغرافيا بإشراف الأستاذ "نزار بلال".
أما قسم الرقص الذي أبدع في "أول الحكاية 2" من خلال أداءه بعرض "في أمل" بتنوع اللوحات التي قدمها بجاذبية الأداء ,وسلاسة الحركة على المسرح ,والتناسق في الحركة,والإحساس الجماعي بالروح الواحدة للعمل,والإيمان العميق بما يقدموه للطلبة الجدد ,كما تميزوا بعرض (لقاء) الذي  كان نتاج للدروس العملية لقسم الرقص لعام 2016بإشراف الأساتذة (حور ملص- نغم معلا- محمد طرابلسي-محمد شباط- نورس عثمان- معروف ديوانية) ,وبإشراف عام للأستاذ "معتز ملاطية لي" و الذي اُختتمت به فعاليات التظاهرة المسرحية فضم لوحات من الرقص الشعبي لننتقل إلى الأجواء اللاتينية مع الأساتذة "ميس دلول" و "محمد شباط" ,ومنه إلى الرقص التعبيري في لوحات نقلوا بحركة و ليونة أجسادهم و أعينهم الحية في كل مشهد مشاعر و أفكار كل لوحة قدموها.
صمد طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية رغم كل العقبات و الظروف المحيطة بهم و كل وجوه الحرب الذي نواجهها.

صمدوا بإرادتهم و إصرارهم لتقديم الأفضل. صمدوا بانسجامهم على المسرح و خلفه,و ثقتهم بأنفسهم, و بهذه المؤسسة التعليمية الإبداعية التي ترعاهم. صمدوا كشجر السنديان المنسجم بروحه و قوته و ألوانه. صمدوا بشغفهم الذي أصبح يحكمهم لا يحكموه.
من هنا و على مسرح سعد الله ونوس ,وفي استمرار تظاهرة الفن و الأمل تعود على مسامعنا كلمات الكاتب المسرحي العظيم (سعد الله ونوس) "إننا محكومون بالأمل".