دام برس – قصي المحمد:

أفتتح مساء أمس مهرجان الموسيقى العربية في دورته الثالثة بالصوت السوري الأصيل للفنانة ميادة بسيليس والفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وذلك برعاية سيريتل في دار الأسد للثقافة والفنون بدمسق.

وفي تصريح خاص لدام برس عبّرت الفنانة ميادة بسيليس عن سعادتها الكبيرة بافتتاح مهرجان الموسيقى العربية في المشاركة الثانية لها، وهذا يترك لديها الاحساس الكبير الذي  يتولّد في هذا اليوم بشكل خاص لأنّها بنت حلب .. المدينة التي تعاني اليوم من شدّة الآلام . كما رأت  بسيليس أنّ صمود الفن السوري جزء من صمود سورية في وجه كل من حاول تدميرها وتشريد أهلها، ومتمنية أن يلتأم الجرح وتعود سورية إلى ما كانت عليه،

وعن ألبوم "أنت بقلبي" أشارت بسيليس أنّه مجموعة من الأغاني السورية التي تباينت بالإحساس ما بين حب الوطن والحياة والعشق، منها من يتحدث عن حلب  ومنها عن الشام.. وخلال الحفل تم تقديم عدد من الأغاني القديمة التي اعتاد الجمهور سماعها في كل مهرجان".

وفي  لقاء دام برس مع عدد من الحضور  رأى  الإعلامي نزار الفرا أنّ الكثير من الناس كانوا يعتقدون أنّ دار الأوبرا في دمشق توقف فيها أي نشاط فني، واستمرار هذه الدار بكل ما يقدمه  العازفين السوريين والفنانين والفرق المسرحية، هو مفاجأة للجميع.

وتابع الفرا قائلاً: اليوم نجد إرادة  حقيقية لصمود السوريين وإرادة حقيقية لصمود الفن، ومن غير هذا الفن العريق  لا يمكن أن يكون هناك حياة، ومن الخطأ الجسيم أن نقلل من أهمّية هذا النوع من النشاطات لأنّه لا يوجد أهم من الفن  .. الموسيقى غذاء الروح".

وكما أشار الفرا أنّ سورية ولّادة فيها  مهارات وإبداع،  ومهما خرج من خرج، لا يمكن أن تتوقف الحياة في سورية ، هي أشبه بالقطار .. لكل من التزم على  الأرض السورية هو ملتزم بإيمان حقيقي .. العازف يقدم رسالة والمطرب والممثل والراقص والرسام كلّن منهم له رسالته .. تؤكّد أنّ الحياة في هذا البلد مستمرة .. البعض حاول تشكيل فرق في الخارج بتسميات عربية أصيلة لتشويه الموسيقى العربية.. هنا المنبع .. هنا الجذر ولا يمكن أن تستمر الحياة من دون هذا الجذر الأصيل".

الفنانة سلافة فواخرجي أكّدت لدام برس أنّ ما سمعته اليوم هو موسيقى سورية بامتياز .. كانت الفنانة ميادة تقدم إحساس سوري .. هذه التظاهرة الكبيرة مهمة جداً ، من اليوم الأول بالحرب التي دارت على سورية كان الفن السوري مستمر يقدّم الحفلات والأعراس الوطنية من موسيقى وحضارة ، البلد الذي يمتلك شعب لديه احساس وحضارة فنية من الصعب أن يموت وأن ينتهي هذا الفن.

كما عبرّت فواخرجي عن افتخارها الكبير بالجيش العربي السوري الذي لولاه لما كنّا موجودين هنا وانتصاراته الكبيرة هي سبب لاستمرار الحياة و الفن السوري الأصيل.

الإعلامية هناء الصالح وصفت المهرجان بأنّه مزيج من الوجدانيات والتمسك بالوطن والهوية السورية،  حيث تحدثت عن جانبين من الأحاسيس: الجانب الوجداني المتعلق بالصمود وحب الحياة، الشعب السوري  يحب الفرح وثقافة الحياة .. يحب العيش .. يحب الحب أيضاً لكي ينحب .. وهذا اليوم تمثل بالتفاعل بين الفنانة ميادة والجمهور الذي جاء ليعبر  عن هذا الشعور بتواجده بهذه الدار.

الجانب الثاني هو الوطني المتعلق بالتمسك بالوطن والهوية، حيث نجد الجميع يتفاعل مع الأغاني الوطنية وأغاني الشهيد .. دائماً دار الأسد للثقافة والفنون تقدم نموذج لكل الذين يتحدثون على أنّ سورية ماتت .. نقول لهم: " سورية ما زالت مستمرة ومتألقة وصامدة".

الموسيقار سمير كويفاتي قال: "ما نقدمه اليوم هو رسالة للداخل السوري لأن الخارج هدفه تدمير سورية ومهما  بعثنا لهم من رسائل لن تصل لأنهم أرادو لسورية الموت والدمار اليوم سورية صامدة بهمة الأيطال في الجيش السوري .. الكثيرون من يرتادون دار الأسد لديهم جرحى وشهداء وهذا دليل على التمسك بالوطن والحياة والصمود ..

المايسترو عدنان فتح الله بعمر لا يتجاوز ال 33 عاماً قدّم أروع القطع الموسيقية، وقال: تعتبر هذه الفعالية مهمة معنوياً بشكل كبير جداً، و بشكل خاص  مع الثنائي الفني .. الفنانة ميادة بسيليس والفنان الكبير سمير كويفاتي من أغنوا مشوار المكتبة الغنائية السورية بالكثير من الأغاني والمقطوعات الموسيقية.

وأشار فتح الله  أنه دائماً فرقة الموسيقى العربية تهدف إلى طرح  تجارب موسيقية جديدة للشباب في كل الحفلات الموسيقية الدورية للفرقة،  من أجل أن يكون للجيل القادم تجارب في مجال الموسيقى الشرقية والفلكلور العربي الأصيل .

الفنان طاهر مامللي تحدّث عن استمرارية الفن السورية رغم الحرب على سورية ومهرجان الموسيقى العربية هو دليل على ذلك، لا بد أن ندرك بأنّنا لا يمكن أن نستخدم الحرب كشمّاعة لنبعد عن أنفسنا الكثير من الأمور .. يجب  أن يحاسب كلّاً منا نفسة وعلينا أن نقدم  كل ما يمكن من جهد لأن المتلقي لا يغفر لنا .. انا كفان يجب أن أحترم  كل الحضور لا يمكن أن أتقاضى عن انتقاد يوجّه لسوء التنظيم إن كان  في المهرجان أو الموسيقى أو الحفل  أو في التعامل مع الشعب السوري الذي أثبتت للعالم  كله انّه  لم يتوقف في معركته المقاومة ..

وعن أعماله الفنية قال مامللي: نحضّر لفلم مع المخرج نجدت أنزور، يتحدث عن سجناء مدينة حلب يتخلله موسيقى ذات طابع خاص بالإضافة إلى عمل موسيقي بـ /6/ تشرين يتم العمل عليه الآن".

الفنانة إيناس لطوف .. بيّنت أنه من الضروري لكل فنان أن يعتاد إلى هذا المكان الذي يعتبر بالنسبة لي الكثير "دار الأسد للثقافة والفنون" .. و وجودي اليوم في دار الأوبرا مهم جداً وبشكل خاص بوجود صوت كبير .. الفنانة ميادة بسيليس والموسيقار "سمير كويفاتي" الذي يحمل بما يقدمه من ذوق رفيع، ومايسترو "عدنان فتح الله"  الوصف له قليل .. 

وقالت لطوف : في اطار تحضيرها للحفل الذي كان من المفرض أن يبدأ في السابع والعشرين من الشهر القادم أنه "من المحتمل يقدّم أو يؤجل أيام قليلة".

الفنان الشاب رامي كزعل خلال حضوره لافتتاح مهرجان الموسيقى العربية قال: "من الضروري أن نسمع اليوم  أغاني وموسيقى هادئة .. ميادة بسيليس  من الأصوات الكبيرة  المليئة بكل ما يحتويه الفن  من احاسيس ومشاعر .. عندما نتحدث في هذه التظاهرة الفنية  نحن نتكلم عن نوع من الفن يقدم في هذه الدار .. هو نوع من الفن الملتزم مع فرقة الموسيقا العربية .. هو الفن العربي السوري العريق ذو الجودة الفنية العالية .. ونوعية الجمهور هنا  من المتذوقين للفن ، الذين دائماً يقولون نحن ما أحوجنا لمثل هذا النوع.

الاستاذ علاء سلمور رئيس قسم الإعلام في شركة سيريتل قال: "الصوت عندما يغني الحب والوطن .. عندما يغني الشهيد و سورية .. عندما يغني الواقع والأمل .. نراه متكامل  وخاصة عندما يكون منفرداً لا شبيه له .. صوت يشبه حضارة سورية وعندما يكون لحن الحياة صادق بكل نغماته ونوتاته الموسيقية نحن ندعم مثل هذه الأعمال .. الأيقونة السورية ميادة بسيليس والموسيقار الرائع سمير كويفاتي من أصدقاء شركة سيريتل نتمنى لهم المزيد من الـتألق والنجاح".

وعن رعاية شركة سيريتل لهذا المهرجان قال سلمور: "رعايتنا للمتألقة ميادة بسيليس جاء من إيماننا بالمواهب المتميزة والأصوات الراقية الثمينة التي تحلق في سماء الإبداع، ندعمهم لنكمل معهم رسالتهم الصادقة لأنهم سوريون ولأن سيريتل سورية بكل إعتزاز".

أمر جندلي أحد الحاضرين عبّرت عن عشقها لهذا النوع من الفن وقالت:  ما يدفعني دائماً للحضور هنا هو ما يقدم في هذه الدار لأن دار الأوبرا السورية ترى وتسمع فيها  الفن السوري الأصيل .. و اليوم وجود المايسترو عدنان فتح الله والفنانة المتألقة ميادة بسيليس الصوت الحر وصوت الحق  وهذه   فرصة كبيرة للحضور .. وهذا يعتبر رسالة للعالم أجمع بأنّ الفن السوري مستمر ولا يمكن لأحد أن يوقفه".

يستمر المهرجان في الفترة ما بين 18 – 27 أب الجاري من الشهر الجاري ويستضيف خلاله عدد من الفنانين السوريين واللبنانيين:( المتألقة ليندا بيطار .. ومروان محفوظ .. مصطفى هلال .. رضا والكثير .. ).