دام برس- تغريد يازجي:

مجموعة من اللوحات الفنية تقام في هيشون أرت كافيه ،قامت الفنانة ديما مقصود بعرض 40 لوحة ترصد فيها معاناة المرأة والإنسان بالعموم ،درست الفنون التطبيقية بمعهد وليد عزت بدمشق سنة 2009 وتخرجت منه عام 2012 باختصاص الخزف ،ثم أخذت أدواتها وتابعت طريقها الفني بطرق وأساليب مختلفة عن الفن التقليدي ، وهي من مواليد جبلة عام 1977،جمعت إلهامها من مدينة العشق دمشق فقد عاشت فيها خمسة عشرة عاماً في منطقة باب توما.

بدأت مسيرتها بالمشاركة في المعارض الجماعية ، واختارت هذا المعرض ليكون الأول لها صورت من خلاله  معاناة المرأة عبر لوحاتها باعتقادها أن الحياة والأنثى علاقة مترابطة لأن من فهم الحياة تمكن من فهم الأنثى.

أكدت مقصود أنها اختارت موضوعاً يقترب من واقعنا لأن اللوحة بنظرها مسرحاً للتعبير عن واقع مر محورها المرأة والوجوه واختارت لكل وجه لغة لونية تنقل رسالة معينة يشرحها الفن التشكيلي محاولة أن تثبت للمجتمع أن اللوحة قادرة أن تحكي وتعالج قضايا شائكة كما تفعل الرواية ويفعل المسرح.

اختارت لوحاتها بأحجام وقياسات مختلفة واستخدمت مواد وتقنيات متنوعة من الاكريليك على القماش والكانسون ،بالإضافة إلى مواد أخرى مثل الرمل والحبر الصيني وكونت مواد لونية أخرى ابتكرتها بنفسها،إلا أنها عبرت بميلها إلى استخدام اللوحة ذات القياس الكبير لأنها تجد حرية أكبر لأدواتها.

أشارت مقصود أن للوحة دلالات متعددة تشير الفنان إليها وتطلب منه أن يتعامل معها حيث قالت :« بالرغم أني أريد أن أخضعها لقراري كما أتخيلها  لكنها تنتهي كما تريد أن تكون ،وان أرغمتها للخضوع لمخيلتي فقط عندها سأكون خرجت من الفن إلى الرسم والخط ، لأن الفن لا يصبح فناً طالما لم تتحطم بعض قيوده وبروتوكولاته ،واللوحة الجميلة تمتلك تكنيك عالي ،واللوحة المجنونة تمتلك حس عالي ،فان كان الإحساس متكافئ مع التكنيك عندها ستكون لوحة خارقة وان كان الإحساس سيدها عندها سنحصل على لوحة نشعر بها ونتحسسها ،لذلك لن أخضع لوحتي للون معين أو زمن واحد بل أترك مشيئة العقل الباطن يسيرها«.

شرحت مقصود لدام برس عن بعض لوحاتها قائلة:  « لدي أربعة أعمال اخترت لها عنوان "نمط العيون" لأني أظهرت فيها حاجة الإنسان للخروج من الضيق إلى عالم أكثر إشراقاً ،و لوحة بعنوان "المرأة الشارع" توجد فيها أنثى تتوسط اللوحة وعلى جانبيها دلالات رمزية لأبنية عشوائية رمادية اللون تميل إلى السواد وهو حال المرأة في العمل ، ولوحة اخترت لها عنوان "الشقيقتان" وفيها أبرزت حاجة الأنثى إلى الأنثى لأن الأنثى الوحيدة من يتفهم ألم ومعاناة الأنثى الأخرى وهذا ما عبرت عنه في اللوحة بوجود  أنثى تتكئ على كتف الأخرى ،واخترت مجموعة من اللوحات  ترصد الأزمة السورية ومنها لوحة وضعتها تحت عنوان "صعود"وهي عبارة عن نافذة مغلقة وبجوارها سلم وهي فسحة أمل للخروج من النافذة المغلقة والصعود إلى الحياة «.

وأخيرا ذكرت مقصود أن لتنوع حياتها واختلاف فصولها سبب أكبر لكل إلهاماتها الفكرية والفنية والشعرية، وأنها ستقوم في المستقبل  القريب بطباعة مجموعة شعرية لها وهو ما يوفر لها دعم في فنها التشكيلي في رصد الثقافة التعبيرية بلغات فنية وأدبية .