دام برس - بلال سليطين:

في مدينة بلا صالات عرض، ينطلق مهرجان خطوات السينمائي في موسمه الثالث، ويشعل شمعته الجديدة في حفل افتتاح جمع السينما والمسرح والموسيقى والغناء وحتى الخطابة.

المهرجان الذي يشهد مشاركات عربية ودولية يختص بالأفلام القصيرة ويتضمن مسابقات في النصوص والأفلام، وقد حظي بدعم من المؤسسة العامة للسينما التي قررت احتضان القائمين على الفيلمين الفائزين وتقديم منحة لهم خلال الموسم الحالي، لإنتاج فيلم جديد.

دعم المهرجان واجب على المؤسسة العامة للسينما التي تعتبر الأم الحاضنة، هذا ما لايعارضه "باسم خباز" معاون مدير المؤسسة ويقول "خباز":النشاطات التي يقيمها القطاع الخاصة مكملة لجهودنا، خصوصاً خلال الأزمة الراهنة التي يقوى فيها نشاطنا في دمشق أكثر من باقي المحافظات، وبالتالي فإن مهرجان خطوات يسد ثغرة هامة في محافظة اللاذقية، واستمراره على مدى ثلاث دورات هو بشرى سارة بالنسبة لنا.

مَنح المهرجان الصبغة الدولية كان أمراً محط إشكال في الأوساط الثقافية التي تناولته كثيراً، إلا أن مدير المهرجان "مجد يونس أحمد" قلل من الأهمية الدولية وأكد ضرورة التركيز على المحلية للوصول إلى هوية سورية وشباب سوري قادر على صناعة فيلمه الحقيقي ليكون سفيراً لسورية في أي مهرجان بالعالم، ويقول "أحمد":بذلك نكون قد حققنا أكثر من هدف (احتضنا الفيلم، شجعنا الشباب، وفتحنا آفاقاً للسينما بجهود شبابية تطوعية).

ويضيف "أحمد":الخطوة الدولية حساسة جداً، وهي تحتاج أساساً أمتن، وانطلاقاً من رؤيتي للواقع أقول نحتاج قوةً وإمكانيات أكبر للحديث عن الموضوع الدولي والحضور الدولي، ونحن في الخطوة الثالثة نراهن على الوصول لمستوى عالي، لاتعنينا المهرجانات الخارجية اليوم بقدر ما يعنينا التأسيس لهوية حقيقية لهذا المهرجان والفخر بأنه سوري بامتياز.

رغم أن المهرجان حظي بدعم لافت من مجموعة من المؤسسات إلا أنه أيضاً شهد عراقيل ووضعاً للعصي بالعجلات من قبل عدة جهات حسب تأكيد مديره "مجد أحمد"، يقول "أحمد: حقيقة وبصدق كل ما نطلبه من الجهات التي نتعامل معها هو الوضوح معنا منذ البداية لكي لايكون هناك مفاجآت غير سارة وبالتالي نقع في الفخ، وعلى سبيل المثال بعض الجهات وعدتنا بدور معين ضمن المهرجان وفي لحظة أداء هذا الدور تنصلوا من وعودهم.

حفل افتتاح المهرجان كان عبارة عن خليط من الفنون ما أثار استفسارات لدى البعض عن أسباب ماقالوا أنه البعد عن السينما في مضمون الحفل، إلا أن مدير المهرجان رد على الجميع بالقول أن ما تضمنه الحفل من فقرات كانت كلها مرتبطة بالسينما بطريقة أبو بأخرى، واستشهدت بالفقرة المسرحية التي استحضرت الشخصيات السينمائية، وأضاف:المعزوفة كانت من موسيقى عالمية وبالتالي هي جزء من السينما، والغناء كان وسيلة لتوجيه تحية للوطن، ومن هذا الباب كان تنوع الحفل.

دعم أي نشاط من هذا النوع أمر ضروري بالنسبة للكاتب السوري الشهير "حسن م يوسف"، "يوسف" وهو من لجنة التحكيم المتخصصة بالنصوص، أكد أن أعضاء اللجنة بينهم اختلاف كبير ومع ذلك فإنهم أجمعوا على النص الفائز، وقال:صحيح أننا لم نتفق ولم نضع معايير واحدة وإنما كل عضو وضع معاييره ومن ثم حددنا العلامة من مائة، والنص الذي سيعلن فوزه نهاية المهرجان نال 71% من العلامة.

"يوسف" ذهب بعيداً في دعمه للمهرجان وأشار إلى أنه يعزز اللحمة المجتمعية ودعا للإكثار منه، قائلاً:إنه يدفع الناس إلى اللقاء في هذه الظروف الصعبة، وأعداؤنا استطاعوا من خلال الفن المسموم الذي يركز على القيم الفردية أن يحولونا إلى أفراد بلا مجتمع، لدرجة تجد فيها الإبن يقول لوالده هذه مشكلتك وليست مشكلتي، هذه القيم التي تروج لها السينما الأميركية لا أحد يلتفت لخطرها، لذلك نحن نحتاج أن نلتقي لكي نحتك مع بعضنا البعض، فعندما تختلف مع شخص وتلتقي به عن قرب تتحول شحنة العداوة إلى شحنة متوازنة وهذا ما ننشده في ظل الظرف الراهن على الأقل، وما يؤمنه لنا المهرجان.

"خطوات" هو مهرجان شبابي يتبناه مجلس الشباب السوري في محافظة اللاذقية الذي يشير رئيسه "غيث سلمان" إلى أنه يحسب لمحافظة اللاذقية إقامة هذا المهرجان في مرحلة تكاد تنعدم فيها النشاطات السينمائية، ويحسب لها أيضاً أنها تعتمد فيه على كواد شبابية تطوعية من أبنائها الذين تعلموا بالتراكم وأثبتوا قدرة كبيرة على العطاء.

يذكر أن مهرجان خطوات السينمائي التالي افتتح فعالياته في 21 شباط وهو يستمر حتى 26 منه في صالة المسرح القومي باللاذقية.