دام برس - عاطف عفيف :

تنطلق فعاليات مهرجان خطوات السينمائي الدولي للأفلام القصيرة بدورته الثالثة على خشبة المسرح القومي باللاذقية،والذي يقيمه مجلس الشباب السوري بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما وبرعاية  وزارتي الثقافة والسياحة  والأمانة السورية وشركة MTN  وسلسلة مطاعم الجغنون، تبدأ العروض يومياً الساعة الخامسة مساءً ، وتستمر من الحادي والعشرين من الشهر الجاري و حتى السادس والعشرين منه.

 ويقول مدير المهرجان الفنان مجد يونس أحمد :هي خطوة جديدة يخطوها المهرجان بجهود شباب مبدع متطوع مؤمن بأهمية المهرجان وبدور السينما بما تملكه من قدرة عالية  على التعبير عن الواقع الراهن ورصده وقراءته وتحليله ومن ثم إعادة إنتاجه في لغة سينمائية تؤسس لذاكرة حية من خلال الصورة السينمائية التي تساوي ألف كلمة .

ويقام المهرجان بجهود شباب متطوعين يؤمنون بأن السينما تقف إلى جانب البندقية في الدفاع عن وطن يتعرض لحرب شرسة تطال تاريخه وثقافته وذاكرته،شباب يطمح أن يكون المهرجان سفيرا ثقافيا عابرا للحدود كاشفا عن الصورة  الحقيقية لوطن زاخر بالحضارة والإنسانية  .

ويضيف أحمد بأن المهرجان بدورته الثالثة, ارتفع بشكل ملحوظ عدد الأفلام المشاركة في المهرجان , فقد استقبل المهرجان ما يقارب 40 فيلما، تم اختيار  38 فيلما للمشاركة بالمهرجان ، 19 فيلماً ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان  ،19 فيلماً ضمن العروض الموازية .

والشروط التي يتم على أساسها انتقاء الفيلم للمسابقة , أن يكون جديدا أي إنتاج 2013 – 2014 , ألا يكون معروضا على الانترنيت , وألا يكون مشاركا في مهرجانات دولية , وان لا تزيد مدة الفيلم عن 30 دقيقة

وشملت الأفلام المتقدمة معظم المحافظات السورية ( دمشق – حلب – حمص – طرطوس – اللاذقية – السويداء ) ،وكذلك من الدول العربية ( مصر – موريتانيا – الأردن – لبنان – العراق ) بالإضافة الى فيلم من بولونيا.

وتتضمن فعاليات المهرجان  تكريم  المخرج السينمائي جود سعيد ،والفنان حسين عباس و الفنان الراحل نبيه نعمان ،كما سيقام عدة لقاءات جماهيرية مع  جود سعيد، باسل الخطيب ، حسن م.يوسف و ديانا جبور ويدير اللقاءات د.محمد إسماعيل بصل. وتتوزع الجوائز للأفلام الفائزة :50 ألف لأفضل فيلم ، 40 ألف لأفضل إخراج إضافة لمنحة من المؤسسة العامة للسينما لكل منهما، 30 ألف جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

أما جوائز السيناريو : 30 ألف للأول ، و20 ألف للثاني، و10آلاف للثالث.

ويشير مدير المهرجان بأن الأفلام المقدمة إلى المهرجان متنوعة  ولكن بالأغلب كلها تناقش مسألة الحرب بطرق وأشكال مختلفة من توثيق إلى قصص درامية إلى حكايا عن الشهداء . وبالتالي نجد أن الشباب السوري ليس خارجا عن دائرة الواقع المعاش ويحمل في نفسه قضيته ويتبنى الدفاع عنها بطريقته .

وقال بأنه من المبكر أن نتحدث عن خارطة المهرجان على الساحة الدولية والعربية باعتباره مهرجان ناشئ ولكنه يطمح لأن ينتزع مكانه على الخارطة السينمائية بهدوء ليكون مهرجانا مميزا وليس فقط مجرد رقم بين أرقام الكثير من المهرجانات فتراكم الدورات والخبرة في إقامة دورات المهرجان كفيلة بتحقيق هذا الطموح .

وجديد المهرجان انه تم طرح مسابقة لتأليف سيناريو فيلم قصير , وتقدم إلى هذه المسابقة  27 نصاً من مختلف المحافظات السورية بالإضافة إلى مصر والمغرب .

وتجدر الإشارة إلى أن الكثيرون ممن لديهم هواية بوضع العصي بالدواليب راهنو بالبداية على فشل مهرجان خطوات السينمائي للأفلام القصيرة باللاذقية، وظنوا بأن المهرجان سيولد ميتاً ، لكن ظنونهم ورهاناتهم كانت بالمكان الخطأ، فها هو المهرجان يخطو خطوته الثالثة بكل ثقة وجدارة، واستطاع أن يجذب المزيد من الاهتمام الجماهيري ومن شخصيات فنية وأوساط ثقافية مهمة.

فالبعض علق بأن إقامة هكذا نشاط ثقافي في محافظة اللاذقية بعيداً عن المركز لن يكتب له النجاح ، فالمركز دائماً له الهيبة والسطوة لإقامة نشاطات مهمة على هذا المستوى لكن بإيمان الشباب بالخطوة التي قاموا بها والعمل بعزيمة وتصميم استطاعوا أن يخطو خطوات جرئية وثابتة نحو تحقيق هدفهم.

وبالتأكيد وقع المهرجان ببعض الأخطاء والهنات هنا وهناك،مثله مثل أي نشاط لكن مع العمل والاستفادة من التجارب السابقة  وتجارب الآخرين استطاعت إدارة المهرجان أن تتجاوز الكثير من الأخطاء والمضي قدماً نحو مستقبل أفضل للمهرجان، والدليل أن استمرار المهرجان بدورته الثالثة والتي استقطبت عدد متزايد من الأفلام ومنها أفلام عربية وأجنبية