دام برس - ريتا قاجو:

برعاية وحضورالسيد عصام خليل وزير الثقافة، تم توقيع كتاب للكاتب الفرنسي "فريدرك بيشون"،الذي ترجمه للعربية الكاتب عدنان عزام، وذلك في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد في دمشق، بحضور مجموعة من المفكرين والكتاب.
الكتاب يحمل عنوان "المحنة السورية لماذا أخطأ الغرب؟"، ويتحدث عن الدور الذي لعبه الغرب في الحرب السورية، بما في ذلك فرنسا، فينتقد الكاتب سياسة بلاده، وكذلك يفضح التآمر الخليجي في دعم الإرهاب ضد سوريا، وفي تصريح خاص لدام برس أكد السيد عصام خليل وزير الثقافة أن الإعلام الغربي منذ البداية كان رهينة التوجهات السياسة للحكومات، وأن المثقفين الغربيين لم يكونوا مستقلين بآرائهم ، وبذلك تم حشد الشارع الغربي خلف الرهان الغبي لحكوماته على إسقاط سوريا، ويشير السيد الوزير أن هذا الكتاب كان نتاجاً مختلفاً تماماً خارج هذه القاعدة، ففضح كاتبه المؤامرة التي استهدفت سوريا، وهو مثال على ما يجب على الكتاب الغربيين فعله من خلال الاحتكام إلى ضمائرهم في نقل الحقيقة، وأن يكونوا محايدين ملتزمين بالمهنية في نقل الوقائع، مشيراً إلى أن عملية حجب الحقائق كانت ممنهجة وهو ما أدى إلى احتشاد الرأي العام الغربي في الصف الخاطئ في موقفه من الأزمة السورية.
وفي سؤال عن الرأي العام الغربي ومدى تغيره خلال الفترة الأخيرة، يجيب السيد الوزير أن الرأي العام تغير، وهناك بعض الأصوات التي بدأت تتعالى في قول الحقيقة وإن كانت بصورة خجولة، ولكن الرأي العام لن ينعكس إيجابيا وفعلياً ما لم يؤثر في صناعة القرارات السياسية لحكوماته، وهو ما يتبلور في تغيرات نوعية ملموسة في المواقف.
دام برس التقت أيضاً الرحالة الكاتب عدنان عزام، الذي ترجم الكتاب الفرنسي إلى اللغة العربية، فيؤكد لدام برس أنه بعد ثلاثين عاماً من تجربته واحتكاكه بالغرب، ثبت أن المفكرين الغربيين يحتشدون لصالح حكوماتهم في كل ما يصب ضد مصلحة الإنسان العربي والقضايا العربية، وأن مفهوم المفكر الغربي الذي يدافع عن القيم النبية ويقف مع الحق دائماً هو من المفاهيم التي يجب تصحيحها عند الشارع العربي فلا يمكن التعميم، ويضيف السيد عدنان أن "فريدرك بيشون" غرد خارج هذا السرب، فجاء كتابه كصرخة حقيقة في زمن تشويه الحقائق، فكان مثقفاً صامداً في وجه زوبعة الكذب والتضليل.
وعن الفحوى العامة للكتاب يقول السيد عدنان، أن هذا الكتاب كتاب توثيقي يرصد فيه الكاتب الوقائع والحقائق التي حصلت منذ عام 2011 في الحرب السورية ويحللها ويربطها ببعضها، ويكشف الدور الذي لعبته فرنسا والغرب بشكل عام في هذه المؤامرة، كما يتحدث عن الدور التركي والدور العربي المتمثل في قطر والسعودية وغيرها.
السيد جهاد بكفلوني المدير العام للهيئة السورية العامة للكتاب في وزارة الثقافة ،أكد لدام برس أن الأهمية الأساسية للكتاب تنبع من كون كاتبه فرنسياً، في الوقت الذي أرادت فيه فرنسا أن تلعب دور "مخلب القط" في الحرب على سوريا، وأن أبرز أخطاء الغرب كانت اعتبار ما يحصل في سوريا حراك لمطالب شعبية فقط، منوهاً أن السيد الرئيس في خطابه الاول بعد الأزمة في مجلس الشعب أشار إلى وجود مطالب محقة للمواطنين، لكن سرعان ما تدخلت الأيادي الغربية والعربية المتآمرة وسلحت الحراك،وأن التهديد أصبح على سوريا أرضاً وشعباً وتاريخاً وهوية.
كما يضيف السيد جهاد أن الدبلوماسية الفرنسية نحّت العقلاء جانباً، وتركت حرية الصراخ لأصحاب المفاهيم المغلوطة والعاطفة الهوجاء، واستشهد بفكرة واردة في الكتاب تصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنه أصبح موظفاً صغيراً يتلقى أوامره من البيت الأبيض في واشنطن، وأن الدول التي ادعت أنها تريد الحرية للشعب السوري ، لا تملك أسس الحرية أصلاً لا شكلاً ولا مضموناً وكمثال على ذلك نظام الكفالة في قطر والسعودية.
بدوره أشار السيد مأمون عبد الكريم مدير المتاحف والآثار السورية، إلى أن وجود علماء ومفكرين وكتاب اجانب يدركون الحقيقية، ويحكمون صوت العقل هو امر إيجابي ومبشر، فهم يقفون ضد الحبر على سوريا ويرفضون العنف والإرهاب المفروض عليها.
وبضيف السيد مأمون أنه في نهاية المطاف الحكم هي الحقائق على أرض الواقع، , و أن صمود سورياً أرضاً وشعباً وقيادةً بعد أربع سنوات من الحرب الهمجية عليها رسالة دعم للمؤسسات الوطنية، والرهان اليوم على الشعب السوري بما يعطيه من أمثلة عن الوحدة والصمود والتحدي، ويشير إلى أن هذا الكتاب يعزز التوجه العالمي الجديد في مكافحة الإرهاب والتطرف، الذي لا تجني عواقبه سوريا فقط، بل يمتد أثره لكل العالم.
وبعد التعريف بالكتاب أمام السادة الحضور، تم توقيعه بحضور السيد الوزير أمام وسائل الإعلام.