دام برس - لجين اسماعيل :

في مدينة تقبع بين تلال وجبال ، عرفت بطيبة أهلها و ناسها ، من إنسان غلبه شغفه و حبّه لقلمه ، بات القلم جزءاً من حياته ، و اتّخذ من التمثيل أداةً يعبّر عن كتاباته ، فاتّجه نحو التمثيل المسرحي بحركات إيمائية ترجم من خلالها كتاباته و حروفه .
شخصية في ريعان الشباب ، غلبته الموهبة و الإبداع اختار الخوض في مجالات عدّة فانتقل من التمثيل إلى النجاح غير المتوقع " الكتابة " ، فَلاقى جمهوراً ومتابعات ، أحبّوه لقلمه و حبره ، إنه الفنان يسر دولي لنتابع :
بدايةً لو تحدّثنا أكثر عن شخصية يسر دولي ؟
يقول : أنا من بلدة على حدود تركيا ، من منطقة رأس العين ، دخلت في مجال هندسة الاتصالات  في الجامعة الأوربية ، فدرست لمدة سنتين ، و لظروف معينة اضطررت لإيقاف متابعة دراستي ، فاتّجهت نحو التمثيل ، فكانت أولى مشاركاتي في مسلسل " زمن البرغوث " بجزأيه ، إضافة إلى مشاركات أخرى في مسلسل حصان طروادة ، وطن حاف ، بقعة ضوء ، ثمّ بعد ذلك بعد أن وجدت النجاح في التمثيل ، اتجهت إلى ما أسميه النجاح غير المنتظر و غير المتوقع ، فأخذت يداي تترجم تلك الشخصيات من خلال الكتابة .
ما السرّ وراء اختيارك التمثيل خاصة بعد أن تخطّيت  مرحلة معينة في الجامعة ؟
يشير الفنان يسر إلى أن التمثيل حلمه ، وعشقه ، كان الداعم الوحيد له في تلك المرحلة عمه حسام دولي ، لافتاً إلى تدخل و اعتراض أهله و خاصة والدته في بداية دخوله المشوار الفني ،
لكن تبدّلت نظرتها للتمثيل و الشاشة التلفزيونية بعد أن رأته للمرة الأولى حيث كانت  له الدافع المعنوي .
ما ذا يعني التمثيل و الكتابة  بالنسبة ل يسر دولي ؟
يرى دولي أن التمثيل موهبة ، و ما الكتابة إلا أداةٌ للتعبير عن الشخصيات في كافة حالاتها من أحزان ، بكاء ، غيرة و جنون ، و يقول : التمثيل ساعدني في تقمص أي شخصية و الدخول في إحساسها  ليكون صادقاً ، فالكتابة صدق مبادئ تصدر عن القلب  .
أي الأدوار يمثل شخصية يسر دولي ؟
أنا أرى أن البيئة الشامية لا تقدّم للممثل ، و لا تعطي العمق المطلوب  ، و يعتبر أن القوة في التمثيل و الأداء تكمن في تمثيل أدوار مركبة  لشخصيات ذوات إعاقة أو ممن يعانون اضطراباً نفسياً .
ما الجديد الذي يحضر له يسر دولي لعام 2015 ؟
هناك تحضيرات لعمل مع المخرج نجدة أنزور و أنور التاج و لؤي  النوري ، كما أعلن عن بدئه ببرنامج إنساني وطني ستكون له أصداءه عند عرضه ، مضيفاً : " إحساسي يقول لي أن هذا البرنامج سيلاقي عروضا كثيرة ، و  سيعرض على مستوى قنوات واسعة " ، ويذكر أن هذا البرنامج فكرة و إعداد و تقديم و إخراج و مشاركة في التمثيل من قبل يسر دولي .
وقد أشار إلى حفلات له في اللاذقية و طرطوس ثم العودة إلى  جامعة دمشق ومسرح الحمرا ليقدم ما يسمى " ستاند أب دراما " بما يشبه "الحكي الفاضي " يعرضه بطريقة تمثيلية وحركات وتنقل  بين الناس .
عودتنا في كتاباتك أن تلقيها باللغة العامية ... نوّد لو تهدي مؤسسة دام برس بعضاً من خواطرك ؟
كُلّهنَّ خُلِقنَ من تراب
كوكي من تراب
جوجي موجي كلهن خلقن من تراب
إلا أنتِ خُلِقت من غياب
من رحيل
خُلِقت من عذاب
من مستحيل
من شمسٍ في آخر البحر الأزرق تغرق
خلقت من غسق
من وعدٍ ما صدق
من صدق ما نطق
من نطق يجرح , يذبح
من لحنٍ حزين لبزق
أنتِ من جُرِحت فجرحت
أنتِ من راهن على كسري فكسبتِ و ربحتِ و رفعتِ يدك عالياً حاملةً كأسا من بأسي من يأسي
و ميداليةً من ذهب ، و ذهاب
من عقاب
وصفّق الجمهور المحتشد حولك برافو برافو
و ألقى معجبٌ منهم عليك وردة حمراء
و الوردة التي أقبع معها في الزاوية هناك حمراء
تذكرني بك في أول لقاء
عندما وضعتي من عطرك عليها
غيرةً من عطرها عليّ ووضعتها في كتاب أشعاري
فـ مرّ الزمان و جفّ زهر الرمان و جفّت الوردة الحمراء في كتاب أشعاري
وحدها أشعاري لا تجف ولا تخفّ ولا تكفّ ولا تقل و لا تكلّ و لا تملّ
وفية ..!!

و فيّ باقية صادحة تقول لي الحب يا بني يبان في النهايات ،
الحب يا بنيّ يبان في النهايات وحدها تخدع البدايات ، وحدها تكذب ،
نزوةٌ تقول لك أن هذا الشخص هو ما تبحث عنه ، تكذب
تخبرك أنه ليس كغيره تكذب
سيحبك بجنون تكذب ، لغيرك لن يكون تكذب ،لن يخون تكذب تكذب
هم يأتوك ليفارقوك ، هم يأتوك ليجرحوك و يفارقوك
هم يأتوك ليعدوك أن يجرحوك و يفارقوك و يتركوك مع صورهم على هاتفك المحمول و عدّة رسائل يُذكَر منها
" صباح الخير حبيبي ، تصبح ع خير حبيبي ، اشتئتلك ، اشتئتلي ، بس توصل رنلي ، نسيتك أنا حنّلي ، باي ، باي ، باي

ما الرسالة التي تودّ توجيهها عبر مؤسسة دام برس الإعلامية ؟
يقول يسر : إن لم يكن الغد جميل ، فما بعده أجمل ، ومع بعضنا نعمّرها لا ندمّرها ، نحميها لا نمحوها ، نطفئها لا نحرقها ، و أكّد على الصبر لنعيش الظلمة نور  ، و لنبني الحجر دور ،
أن نعيش الأمل و المحبة و المودة فيما بيننا ، فالخلاف في الآراء لا يعني عداء ،كما دعا المغتربين للعودة ، فكم اشتاقت دمشق لتطأ أقدام هؤلاء ترابها و يعود الأمن و الأمان .

تصوير : تغريد محمد