دام برس - لجين اسماعيل :

برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي ، احتفلت وزارة الثقافة أمس بيوم عيدها تحت عنوان اليوم السوري للمصالحة الوطنية و ذلك في دار الأسد للثقافة و الفنون بحضور وزير الثقافة عصام خليل ووزير الإعلام عمران الزعبي ووزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط ، وزير المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر ، إضافة إلى عدد من المعنيين .
و قد صرح رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي بأن انعقاد هذه الاحتفالية في يوم الثقافة الوطنية و السورية فيه  انعكاس لحالة معافاة تمرّ بها سورية
فكما تعلمون سورية هي مهد الثقافات و الحضارات ، و مركز العلوم ومن هذا المنطلق هذه الحاضنة التي احتضنت كل ثقافات و حضارات التاريخ المتمثلة بعشرين حضارة اندمجت لتنتج هذه الثقافة و الحضارة المنتشرة على امتدادا الوطن .
و أشار إلى أن الالتقاء في مثل هكذا مناسبات يدل على اهتمام وزارة الثقافة بالفكر ، و بأنها الحاضنة الكبيرة التي تحصن هذا الفكر خاصة من الغزو الثقافي الذي أصبح ضائقة تجتاز الحدود و القيم التي تربى عليها هذا الشعب و عاش خلالها تمازج تلك الثقافات .
اليوم وزارة الثقافة ومن خلال اهتمامها كمؤسسة  توجت هذه الاحتفالية بدءا مما شاهدناه ، لافتاً إلى  تمازج الموسيقى العذبة التي تعكس ثقافة و حضارة البلد التي  تدل على أن سورية دائما بحالة تنامي و إبداع و عطاء مستمر .
و أعرب عن أن الاحتفالية في هذا العام لها وقعها الخاص خاصة و أن سورية تمر بأزمة تدخل عامها الرابع ،مشددا على ضرورة إيلاء كل الاهتمام لما تنتجه وزارة الثقافة و ما تحصله من قيم لهذا الجيل الذي يتعرض لحالة من الغزو الثقافي .
و من جانبه السيد وزير الثقافة عصام خليل أكد على أن الاحتفال بيوم وزارة الثقافة جاء انطلاقا من إدراك الحاجات لاستنهاض الإرث السوري العظيم بما فيه من حربة و جلال و كبرياء ، و لمواجهة مشروع ظلاميّ تكفيريّ ، نشهر الثقافة دفاعا عن قيم و مشروع حضاري كان و ما يزال ملهما للإنسانية بما فيها من سموٍّ روحي و قدرة على التجديد و الإبداع .
و أشار إلى أن الرهان يبقى على المشروع الثقافي القادر على ترسيخ وعي عام يستجيب للحاجات المجتمعية و يحشد السوريين في الاصطفاف الوطني الصحيح القادر على حسم المواجهة .
و جاءت احتفالية اليوم للمصالحة الوطنية و ذلك لأن الوطن بحاجة أبنائه جميعا ، ليكونوا يداً واحدةً في مواجهة الفكر و التطرف و الفكر الغريب ، مؤكدا على التصميم على تحقيق المصالحة الوطنية انطلاقا من التصميم على النصر فالمشروع الثقافي رديف حيوي للجيش المقدس لأن بطولاته الأسطورية مؤسسة على ثقافة الفداء ، ثقافة التضحية ، ثقافة الاستشهاد في سبيل الوطن .
و كان للفنانين حضورهم اللافت و المميز في الحفل فيقول نقيب الفنانين زهير رمضان يشكر وزير الثقافة على هذا الخطوة و اللافتة الرائعة التي عنوانها يوم الثقافة السورية في تعزيز المصالحة الوطنية و الحوار الوطني التي تحمل بين طيّاتها رسالة حضارية و موضوعية لكل الناس في البلد و خارجها ، و تقول لكافة فئات الشعب السوري و من وراءهم أن سورية بلد الخير و المحبة و السلام ، لافتا إلى رحابة صدرها و قلبها الكبير الذي يتسع و يجمع كافة السوريين .
و قد أكد على البلد أولى بأبنائه ، مشددا على تشابك الأيدي و العودة لبناء سورية الحضارة و التاريخ ، و الثقافة  ، فكل إنسان من خلال موقعه و حضوره و ثقافته و فكره ، يؤدي و يكون بأدائه عالي المستوى خاصة و إن وضع نصب عينيه استقلالية وحدة سورية و مصيرها و العيش الرغيد و ثقافة و تاريخ و حضارة سورية  فالجميع معنيٌّ بالهم الوطني .
أما الأستاذ جهاد بكفلوني اختارت وزارة الثقافة في يوم عيدها عنوانا يعكس الطبيعة الحضارية للشعب السوري الذي عاش و منذ ألاف السنين في إطار وحدة وطنية متماسكة يشهد لها القاصيو الداني ، و عرفت هذه الأرض مزيجاً من التعايش الحضاري الذي كان مضرب المثل و مدعاةً لتلاحق أفكار انعكست أبجديةً أولى عرفها التاريخ و سجل بمداد الفخر و الكبرياء الأبجدية الأولى التي اخترعها الإنسان السوري في أوغاريت
و إذا طقنا في أرجاء الوطن الغالي ففي كل حجر معطّر بكبرياء سورية قصة مجدٍ تليد ، و شعب يصرّ بفئاته على تجاوز الأزمة  ـ و على أن يكون التعايش الحضاري وسيلة  للحوار بين أبناء وطن واحد ، يرفضون أن تدخل الأصابع الأجنبية لتلقي بين أبناء الشعب الواحد  بذور التفرقة و البغضاء ، هذا الشعب قادر على تضميد جراح الأزمة لأنه يعرف من يبني ممن يهدم و يعرف بأن اليد الغربية لم تكن إلا يدا لطخت عبر تاريخها الطويل بدم الإنسان
قادرون على تكريس يوم وزارة الثقافة يوما للمصالحة الوطنية الفعاليات لا تقتصر على مدينة دمشق فحسب و إنما تمتد لتشمل محافظات القطر كافة و كان لحضور السيد الحلقي اليد البيضاء التي تعكس نصاعة الثقافة السورية في وطن يلتفّ حول قائد الشعب  معلنا أنه أكبر من المحن التي لن تحصد إلا الخيبة لأن هناك شعبا آثر أن يبني الحياة و يعلن حضارته .
و بدوره مدير ثقافة ريف دمشق سمير المطرود أكد على  ذكرى تأسيس وزارة الثقافة في هذا اليوم بعد مضي  ست و خمسون عاما لنعود بأذهاننا إلى الوحدة العربية بين سورية و مصر ، و أشار إلى أن اليوم يحمل بين إيقاعاته الموسيقية و ترانيمه الأصيلة مضموناً وطنياً  عروبياً و قومياً  عالي المستوى عندما اختارته وزارة الثقافة لأن يكون ذكرى للتأسيس كما يحمل  انطلاقة عيد يترسخ في المستقبل و يكون بمثابة برنامج يتم العمل  عليه .
و نوّه إلى توحيد خطى المراكز الثقافية التي انطلقت على امتداد مساحة الجغرافية السورية بلسان و قلب واحد لتتحدث عن عناوين ؛ المصالحة الوطنية ، أسس العيش المشترك ،التسامح في سورية  ، عناوين ثقافة الشعب العظيم المتجذر في التاريخ صاحب الحضارة و الميراث التاريخي الكبير .
و أضاف : جاء هذا اليوم للمصالحة الوطنية للتعبير عن الرفض  لكل  اختصار و تجزئة للتاريخ السوري و قال : فكما ورثنا سورية حرة عزيزة عن أبائنا و أجدادنا سنورثها للأحفاد لأن هذه الأرض هي لأحفادنا أمانة في أعناقنا نستعيرها منهم .
الفنان و المسرحي كفاح الخوص أثنى و ثمن هذا اليوم بكل تفاصيله مبتدئا بعبارة رب صدفة خير من ألف ميعاد فالتقاء و مصادفة يوم المصالحة الوطنية مع الاحتفال السنوي اﻷول لذكرى تأسيس وزارة الثقافة و هذا إن دل على شيء فهو ترسيخ للخطى السابقة الثابتة فالخطوة الأولى كالأخيرة في أي مشروع .
كما أعرب عن سعادته و فخره بهذه التوأمة المعنوية حسب ما وصفها آملا أن تعمل تلك التوأمة على انفراج البلد فالحب هو ما يجمع أبناء الشعب السوري .
و بدوره عميد معهد الفنون المسرحية تامر العربيد قال أن اليوم يوما سنويا للثقافة السورية لافتا إلى  انطلاق الفعاليات الثقافية عبر ندوات و قد كانت احتفالية الاوبرا تتويجا لما تم البدء به .
حيث وصف العروض المسرحية و القصصية التي ستقدم باللوحة الفسيفسائية  التي تعكس مشهد الثقافة السورية متنوعة و ملونة بين مسرح و غناء و موسيقا رقص و سينما ...
مشددا على دور وزارة الثقافة و قيامها بدورها في نشر الوعي .
و الجدير بالذكر أن الاحتفالية بدأت بافتتاح رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي معرضا للفن التشكيلي جنبا إلى جنب مع معرض الهيئة السورية للكتاب ساهم فيه العديد من الفنانين الذين قدموا أطروحات بصرية لافتة لينتقل بعدها الحضور لمتابعة افتتاح ركن السينما في بهو دار الأوبرا.
وقدم مغنو وعازفو اوركسترا طلاب معهد صلحي الوادي مجموعة من الأغاني الوطنية بقيادة الفنان عدنان فتح الله وإشراف المايسترو محمد زغلول حيث كان أبرز الأناشيد التي قدمتها الأوركسترا أغنية راياتك بالعالي يا سورية.
وقد واكبت الفرقة السيمفونية الوطنية هذا الحدث المميز حيث قدمت مقطوعات موسيقية عالمية بقيادة الفنان المايسترو ميساك باغبودريان.

تصوير : تغريد محمد