دام برس:

بعيداً عن الاحصاءات ونسب المشاهدة، التي تحدد أي مسلسل رمضاني احتل المرتبة الأولى في لبنان، خصوصاً وأن الصراع يبدو واضحاً بين الجهتين المنفذتين لمسلسليّ "اتهام" و"لو" على احتلال المرتبة الاولى. يمكن القول أن مسلسل "اتهام" فتح ابواب التمثيل على مصراعيها أمام الفنانة ميريام فارس التي حاولت أن تتحدى من خلال هذا العمل وأن تثبت انها لا تعتمد على الغناء، (حتى انها رفضت أداء تيتر المسلسل) او الرقص، كما أكدت انها قادرة على النجاح في اي مجال فني تقتحمه.
ميريام فارس التي تمحورت كل أحداث المسلسل حولها، من خلال تجسيدها لشخصية "ريم" الفتاة التي تعرضت للخديعة وأقحمت عالم الدعارة بالقوة، ولكنها تمكنت من الافلات ومن ثم الانتقام، بالغت كثيراً في بكائها ونحيبها، حتى عندما تحدثت الى حبيبها خالد لتؤكد له انها تحبه بكت ايضاً. صحيح ان "ريم" فقدت امها وتخلى خطيبها عنها وانقلب الكل عليها، ولكن كان بإمكانها أن تعبر عن حزنها وألمها، بطريقة مختلفة، وليس فقط من خلال البكاء.
كان بإمكان المشاهد ان يقدّر بكاء ريم على قبر والدتها أو هي داخل السجن وفي سواها من المواقف المؤثرة الأخرى، ولكن لم يكن قادراً على تحمل بكائها في معظم المشاهد، خصوصاً وان بكاءها كان مستمراً وعلى شكل نحيب ويتسبب بالاكتئاب، والذي كان بالإمكان تجنبه من خلال استخدام أداء مختلف يعبر عن الحزن او الألم.
كثيرة هي الاعمال التي تحدثت عن المعاناة والألم ولكن لم يلجأ الممثلون الذين شاركوها فيها الى البكاء والنحيب كما فعلت ميريام، ومن بينها اعمال جسد فيها الممثلون، ادوار اشخاص اصيبوا بالسرطان أو ادوار اشخاص فقدوا عزيزين على قلوبهم. فهل جاء أداء ميريام الباكي لدور "ريم" بتوجيه من المخرج ام انها رأت انه الأداء الأنسب لدورها، مع انها في الحلقة الأولى من المسلسل، وُصفت بـ الفتاة القوية و"اخت الرجال" ولا يعقل لفتاة تحمل هذه المواصفات ان يكون البكاء ملازماً لها طوال الوقت.
أحدى المواطنين اللبنانين علق على بكاء ميريام قائلا "لماذا يتحدثون عن ازمة مياه في لبنان... هل يعقل ان يعاني لبنان من شح في المياه بوجود دموع ميريام فارس؟؟"