دام برس-عمارابراهيم :

برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أقيمت اليوم ندوة ثقافة بعنوان غد سورية يبدأ اليوم وذلك في مسرح الحمراء بدمشق
قدمها كل من الباحثين الدكتورة ايسر ميداني والباحث الرحالة عدنان عزام حيث تم تقسيم الندوة على محورين تولت الدكتورة أيسر الجزء الأول منه بشرحها عن اهمية بناء الإنسان السوري بعد ثلاثة سنوات من العدوان على سورية والتي استهدفت أخلاقه وعاداته وحضارته واقتصاده وكل شيء حيث أن الغد يبدأ من اليوم بإصلاح الإنسان والوطن لتشرق شمس سورية على العالم بأسره
ووضحت الدكتورة ميداني أن هذه مهمة صعبة تتطلب أن يتكاتف السوريون مع بعضهم بكافة المجالات لإعادة الحياة إلى القرى والمدن السورية بإعادة امتلاكنا لثقافتنا وتراثنا الفني والعلمي والثقافي

وأضافت ميداني في مداخلتها تحت عنوان "إعادة إعمار الإنسان والوطن" أشارت فيها إلى أن الاعتداءات الممنهجة التي استهدفت الشعب السوري في ارواحه ومعتقداته وأخلاقه وتاريخه وحضارته واقتصاده وعلمه ومرافق حياته اليومية والمستقبلية خلقت شروخا وجروحا عميقة في القلوب والنفوس والمعتقدات والأجساد.

وأشارت ميداني إلى أن ممارسات العصابات الإرهابية المسلحة وجرائمها خلفت اعدادا غفيرة من الارامل والثكالى واليتامى والجرحى والاطفال والمشردين فمدن كاملة وقرى ومرافق وثروات وطنية دمرت ونهبت ونفوس مرضت من روءية الفظائع والتنكيل الممنهج للارهابيين.

واعتبرت أن اعادة البناء الانساني واللحمة والأمل إلى النفوس مهمة صعبة تتطلب ان نتصدى لها جميعا بكل مجالاتنا واختصاصاتنا لإعادة الحياة الى مدننا وقرانا ومجتمعنا بإعادة امتلاكنا لثقافتنا وتراثنا الفني والعلمي والطبي والمعماري.

وأكدت على أن بناء الإنسان السوري من جديد يتطلب إعادة تعميم ثقافة احترام الآخر من خلال الاعداد والتعليم الفكري والثقافي واحترام المرأة والأسرة.

واعتبرت الدكتورة ميداني أن المرأة هي المتضرر الاساسي من هذه الحرب الكونية التي تشن على سورية التي جعلتها "سلعة تباع وتشترى" مشيرة إلى ضرورة توفر حل اسعافي لاعادة الاحترام للمراة واعطائها كل حقوقها.

ولم تغفل ميداني الحديث عن أهمية الاهتمام بالمعوقين الذين ارتفعت نسبتهم بشكل كبير وذلك باعادة تاهيلهم جسديا ومهنيا ليكونوا أعضاء فاعلين بالمجتمع لافتة إلى ضرورة الاهتمام بالاطفال المشردين وذلك بتوجيه عناية خاصة اليهم كي لا يحولهم الإرهابيون إلى قتلة.

ولفتت إلى ضرورة الاهتمام بالفن والثقافة والموسيقا وتقديم كل ما يلزم للانسان كي يصبح منتجا على مختلف الصعد إضافة إلى بناء الفكر المقاوم وتسليط الضوء على حضارتنا وفننا المعماري الرائع وترسيخ قيم الانتماء لجذورنا الاصيلة والتمسك والاعتزاز بها.

وركزت ميداني على ضرورة الاعتزاز بثقافتنا وقيمنا فقسم كبير من المثقفين العرب اصبحوا ادوت للثقافة الغربية ما يتطلب احداث ثورة ثقافية فعلية لاعادة دراسة تلك المفاهيم وتعزيز التمسك بالثقافة العربية.

فيما  تحدث الباحث عدنان عزام عن تجربته في الإستغراب  وشرح عن مخاطر ما قام به الغرب من تشويه لحضارة الشرق عن طريق ما قام به المستشرقون الغربيون عندما لم ينقلوا الصورة الحقيقية للشرق عن طريق المستشرقين الأوروبيين
تحدث الباحث عن ظاهرة الاستشراق  كونها ظاهرة خطيرة باطنها استعبادي سلطوي تميز بين الغرب والشرق وأفضلية الغربي على الشرقي وهي ظاهرة  قام  بها الغرب ليسهل السيطرة على الشرق واحتلاله وإثارة النعرات الطائفية
ولفت الباحث لضرورة تنبه العرب وضرورة مواجهة هذه الظاهرة والمؤامرة كونها لن تتوقف مالم يواجهها الشعب العربي
وتتم مقاومة لغرب الصهيوني وشعاراته المثالية وسياسته الاستعمارية بتطبيق ماجاء في خطاب السيد الرئيس بشار الاسد بتواضع المسؤولين ومحاربة الفساد وفتح الباب للمواطنين وتنمية حب الوطن والدفاع عنه واعادة الثقافة العقائدية التي يطالبنا الغرب بحذفها والالتصاق بارضنا وثقافتنا والالتفافحول الوطن وقيادته لا في خدمة الصهيونية وتواجه المؤامرة ايضا بالقضاء على الطابور الخامس الذي يشيع اجواء الهزيمة في الامة ويبث بذور التفرقة في الوطن
ولفت الباحث إلى اهمية الإستغراب لمواجهة الاستشراق كونه جهد وعلم عماده الفكر المقاوم نكتسبه بالقراءة ومواكبة الحداثق الحقيقية وليس قشورها المتمثلة في تقليد الغرب بمشربه ولباسه ومعيشته وهو مشروع العرب الواجب وضعه لمعرفة ذاتنا ومقاومة الغرب الصهيوني

يذكر أن الدكتورة أيسر ميداني‏‏ خريجة علوم فيزياء - كيمياء جامعة دمشق‏‏ دكتوراه في الكيمياء من جامعة باريس السادسة دكتورة في المعلوماتية‏‏ ومديرة مشاريع معلوماتية إدارة التغيير منذ عام1980 في باريس‏‏ رئيس مجلس أمناء شبكة العلماء السوريين "نوسيتا"‏.

والرحالة عدنان عزام درس الحقوق في جامعة دمشق وبدأ رحلته في سن الرابعة والعشرين وهو مقيم في فرنسا منذ عام1986 حيث أصدر كتاب فارس الأمل عام1989 وأعاد نشره باسم بين الشرق والغرب عام2004 وأنتج وأخرج فيلم مسيرة القيم من أجل العدالة والمساواة كما نال وسام الاستحقاق الفرنسي بدرجة فارس عام 2009.

وفي نهاية الندوة وقع الباحث عدنان عزام كتابه الذي حمل عنوان الاستغراب