دام برس – قصي المحمد:

احتفلت كلية الاقتصاد بجامعة دمشق بتخريج دفعة جديدة من طلابها سمّيت بــ «دفعة النصر» حيث بلغ عدد الخريجين فيها (386) وطالباً وطالبة، وذلك مساء يوم أمس في دار الأسد للثقافة والفنون.

وخلال الحفل أكّد رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي  على إنّ استمرار الجامعة  بتخريج هؤلاء الطلبة هو فخر كبير وخاصة بعد اجتيازهم مسيرة علم دامت أربعة سنوات من عمرهم خلال أزمة صعبة، مشيراً إلى أنّ نجاحهم نابعاً من مسؤوليتهم العلمية والوطنية، ومن جهودهم  الصادقة و المخلصة التي بذلوها في سبيل ذلك،

كما بين الكردي أن دور هؤلاء الشباب الخريجين سيكون كبيراً ومهماً انطلاقاً من المسؤولية التي تقع على عاتقهم ليساهموا في مرحلة إعادة إعمار سورية بعد هذه الحرب الظالمة التي نمر بها، بالإضافة إلى أنّ عملهم الداعم والرئيسي سيكون في الاقتصاد الوطني وذلك من خلال إشراكهم في مشاريع مستقبلية يجسّدون خلالها ما تعلموه.

ومن جانبه نقيب المهن المالية والمحاسبية في سورية زهير تيناوي بين أهمّية دور حاملي الاجازة في الاقتصاد بمختلف اختصاصاتها في سورية وخاصة أننا نعيش حالة حرب صعبة طالت البشر والحجر تعرض خلالها الاقتصاد الوطني إلى صدمات كبيرة وكان أولها العقوبات الاقتصادية على سورية، فمن هنا تكمن أهمية تنظيم هؤلاء الخريجين ضمن هذه النقابة المحدثة بإطار مهني  حيث سيتم تأطير عمل الخريجين في مختلف فروعها بالمحافظات، مشيراً تيناوي إلى أنّ أي خريج من كلية الاقتصاد يحق له الانتساب إلى النقابة والتي بدورها تستقبل خريجي 48 اختصاصاً  من مختلف الجامعات السورية.

وبدوره عميد كلية الاقتصاد الدكتور عدنان غانم عبّر عن فخره الكبير بهؤلاء الخريجين من يحملون قيمة علمية كبيرة مناشدهم بإكمال مسيرتهم العلمية من خلال زيادة  الخبرات والمعارف معتبراً أن العقول النيرة هي التي لا تقف عند حداً معيناً وإنّما تسعى للمزيد، وهي أساس تطور المجتمعات جميعها اتساعهاً واستمراراً ، وذلك يكمن من قوّة تحصيلها العلمي والإنجازات الكثيرة والعمل الدؤوب للحصول على المرتبة الأعلى والتفرّد الابداع في مختلف مناحي الحياة.

وأشار رئيس فرع جامعة دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية المهندس اياد طلب إلى النصر الكبير الذي حصل مؤخراً في حلب مبيناً أنّ دفعة النصر هي تجسّد أسمى رايات الصمود و البطولة والتحدي الكبير الذي حققه الطلبة في مختلف الجامعات السورية، وخاصة أنّ هؤلاء الخريجين معظمهم قد ارتادوا مقاعد علمهم في ظل حرب كونية عصفت على سورية، لافتاً إلى  دور الاتحاد الوطني لطلبة سورية الداعم والمساند للطلبة منذ تأسيسه على يد الطالب الأول الرئيس الراحل والخالد في النفوس حافظ الأسد.

ولفت رئيس مكتب الملتقيات و العمل  الوطني في فرع جامعة دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية علي بركات إلى الدور الكبير  الذي يقع على عاتق الاتحاد الوطني لطلبة سورية كونه المنظمة الطلابية الوحيدة والأكبر المعنية بمتابعة قضايا الطلبة ومشاكلهم مع الكليات ورئاسة الجامعة من خلال المكاتب والهيئات الإدارية التابعة له، موضحاً أنّ تنظيم حفل تخرج طلاب كلية الاقتصاد والمشاركة فيه، جاء انطلاقاً من هذا الدور فهو ليس سوى إكمالاً لمسيرة الدعم لهم التي بدأت بها هذه المنظمة الطلابية منذ أول يوم دخلوا فيه هؤلاء الطلاب  إلى الجامعة حتى تخرّجهم. مؤكّداً على الاستمرار بتقديم المساعدة  بجميع  الوسائل الممكنة كل ما يمكن من خلال تنظيم كل الفعاليات وإقامة الدورات التدريبية التي تزودهم بقيمة علمية مضافة.

وفي لقاء «دام برس» مع عدد من  الخريجين ، قالت الطالبة مجد اسماعيل - قسم المصارف – أنّ فرحتها في هذا اليوم هي  " فرحة العمر"، متمنية أنّ تكمل مسيرة تحصيلها العلمي في الدراسات العليا ، مقدّمة هذا النجاح الكبير والتميز الذي حصلت علية لوالديها من أرهقهم سهر الليال والسنين منذ طفولتها إلى اليوم، متوجهة بالشكر الكبير لكل من ساندها و وقف معها خلال مرحلة تحصيلها العلمي معتبرةً أنّ النجاح ليس من السهل الحصول عليه إلا بالكد والسهر والمتابعة.

وأضافت زميلتها راما الخيمي - قسم المحاسبة بالقول: "ليس من السهل الوصول اليوم إلى هذه المنصّة إلا بالتعب والجهد الكبير المبذول وخاصة اليوم نحن نعيش حالة حرب أرادها المتآمرون على سورية حرب علم عندما حاولوا أن يمنعوننا من الذهاب إلى مقاعدنا في الجامعة ولكن إصرارانا وإيماننا وحبنا لهذا البلد واقتناعنا بأنّ العلم هو السبيل الوحيد إلى النصر هو سر نجاحنا وتفوقنا وانتصارنا، كما توجهت راما إلى تقديم تحية شكر لكل من ساندها خلال دراستها من أسرتها ومدرّسيها وكل أصدقائها.

حضر الحفل أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خالد الحلبوني ورئيس مكتب الشباب الفرعي الدكتور جورج الريس وأعضاء فرع جامعة دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية وعدد من عمداء الكليات والأساتذة وحشد كبير من الإعلاميين والاهالي ذوي الخريجين وأقاربهم.