دام برس - قصي المحمد:

طالب عدد كبير من الخريجين والمسجلين في ماجستيرات التأهيل والتخصص وزارة التعليم العالي بإحداث درجة الدكتوراه لهذه الماجستيرات والسماح لهم باستكمال تحصيلهم العلمي فيها، معتبرين أنّ هذا المطلب حقً لهم بكونهم من طلاب الدراسات العليا، ومؤكّدين أنّ هدفهم فقط الحصول على درجة علمية عليا متخصصة في  الاقسام المسجّلين ضمنها لعلّها تساهم بإيجاد مرتّب وظيفي لهم بشكل افضل، وليس غايتهم ممارسة مهنة التدريس في الجامعة.

وأشار الطلبة من خلال ممثلين لهم تواصلوا مع «دام برس» إلى أنّ مطلبهم جاء انطلاقاً من الهدف الرئيسي من إحداث ماجستيرات التأهيل والتخصص التي غايتها تأهيل وتدريب مهارات الدارسين، بالإضافة إلى رفد سوق العمل ببعض الاختصاصات التي يتطلّبها، ورفع سوية الكوادر العاملة في المؤسسات المختلفة وتأهيلها تأهيلاً جيداً بحيث تعود و تعمل على تطوير تلك المؤسسات.

مصدر خاص لــ «دام برس»: نفتقر إلى «البيئة التمّكينية»  وللأمانة العلمية لإحدائها

حول الموضوع صرّح مصدر مطّلع لـ «دام برس» بأنّ هذا المطلب شائك ومعقّد، والتجارب العالمية حوله قليلة، معظمها يذهب في اطار إدارة الأعمال فقط، مشيراً إلى أنّ هذه التجارب تؤكّد أنّه  لا فائدة لدرجة الدكتوراه في ماجستيرات التأهيل والتخصص، ورأى المصدر أنّ هذه البرامج بشكل عام هي مضيعة للوقت ولا قيمة مضافة لها، وبمقارنتها مع الدراسات الأكاديمية نجد أنّها تفتقر إلى الأمانة العلمية وضعف الإشكاليات البحثية التي ترتبط بجوهر أي بحث علمي، لأن الأبحاث في دراسات التأهيل والتخصص تحتاج إلى دوام عملي في مؤسسات إدارية خلال فترة دراسة الدكتوراه، ليكون الباحث مطلع على واقع عمل تلك المؤسسة لإيجاد حل لإشكالية البحث الخاص به.

وبيّن المصدر أنّ «البيئة التمّكينية» حسب وصفه، لإدارة الاعمال في سورية غير متوفرة، فهي بحد ذاتها إشكالية كبيرة ضمن هذه الموضوع، فمن ناحية الإشراف يجب الأخذ بعين الاعتبار موضوع المشرفين على الطلاب المسجّلين في درجة الدكتوراه، في الحقيقة غير متوّفر لدينا، متسائلاً ؟؟ كيف يمكن أن يُسجّل لطالب ولا يوجد مشرف مختص عليه، مع العلم أنّ وزارة التعليم العالي ليس لديها من يحملون دكتوراه مهنية إلّا ما ندر!!، معظم حاملي شهادة الدكتوراه في الجامعات السورية هم أكاديميون «وفاقــد الشيء لا يعطيه».

وأشار المصدر  إلى أنه من الأفضل  اليوم يكون توجيه الشباب «قوّة العمل» إلى إعادة بناء الدولة من خلال الدخول إلى سوق العمل، فالتحصيل العلمي الدراسات التأهيلية غير مجدي ومضيعة للوقت، وفي الواقع الكثير من حملة الدكتوراه الأكاديمية التي يعوّل عليها يعملون بغير اختصاصهم أو بأمور إدارية و وظائف بسيطة جداً لا ترتقى لمستواهم الأكاديمي، موضّحاً أنّ غياب توافر مراكز أبحاث علمية تجذب هؤلاء إلى بحث علمي حقيقي أثر على القيمة العلمية للأكاديميين أيضاً.

أفيوني لــ «دام برس»: إحداث درجة دكتوراه يحتاج إلى قوانين وكادر تدريسي مختص

ومن جانبه رئيس جامعة حلب الدكتور مصطفى الأفيوني بيّن في تصريح لــ «دام برس» أن إحداث درجة دكتوراه في الحقيقة يحتاج إلى قوانين وأنظمة وكادر تدريسي مختص، بالإضافة إلى وطبيعة التسجيل في ماجستيرات التأهيل والتخصص مفتوحة اليوم للكل تقريباً، أمّا بالنسبة للقيمة المضافة قال الأفيوني أن لكل مرحلة تعليمية منفعتها، ولكن يقدّر ذلك ضمن درجة اهتمام الدارسين، مشيراً إلى أنه لم  يسبق الحديث مسبقاً لهم الحديث عن الموضوع. متمنياً مستقبلاً أن يعاد النظر بهذا فيه - ضمن الإمكانيات المتوفرة - من قبل المعنيين بوزارة التعليم العالي.

مصادر خاصة من جامعة دمشق

وفي سياق متصل، أشار عدد من المتابعين أنّ الاتحاد الوطني لطلبة سورية من خلال ممثليه في مجلس التعليم العالي طرح الموضوع ولكن لا يوجد جواب كامل إلى الآن حوله، متأملين صدور قرار بذلك قريباً، مع العلم أنّ مصادر مطلعة في جامعة دمشق أكّدت أنه تم تشكيل لجنة مختصة لإعادة النظر بالموضوع في وزارة التعليم العالي، ولم تصل إلى نتيجة إلى تاريخه.