دام برس - لجين اسماعيل :

افتتح وزير التعليم العالي الدكتور  محمد عامر المارديني اليوم ، الملتقى العلمي حول " التعليم الطبي واحتياجات المجتمع خلال الأزمات" الذي أقامه مركز القياس والتقويم في وزارة التعليم العالي في مشفى الأسد الجامعي بدمشق  بمشاركة عدد من الباحثين والمعنيين في المجال التعليمي والصحي من وزارات التعليم العالي والصحة والدفاع.
و أكّد الدكتور مارديني على أهمية الملتقى انطلاقاً من علاقته بعملية التعليم الطبي بالتعاون مع المؤسسات الصحية على مستوى سورية ، و بشكل خاص في المشافي التعليمية  التابعة لمنظومة التعليم العالي ، مشيراً إلى التركيز على علاقة الموضوع الطبي بالأزمات ، فالكليات في عملية إعادة اللوائح الداخلية و تنظيم للعملية التعليمية بشكل يتلاءم مع معطيات الأزمة .
ولفت إلى وجود اختصاصات نفاخر بها على مستوى العالم نتيجة الأزمة ، فهناك كادر طبي متميز على مستوى العالم في قضايا الجراحة الإسعافية.
من جانبها الدكتورة ميسون دشاش مدير عام مركز القياس و التقويم  في التعليم العالي أوضحت أن هذا الملتقى كان خلاصة عمل دام أربع سنوات لوزارة التعليم و مركز القياس و التقويم ، كما اعتبرته حاجة ماسة وانطلاقة لمرحلة جديدة ، ففي الفترة الماضية  كانت المشافي و المؤسسات التعليمية تقوم بثلاث أشياء  ؛نشاطات تعليمية و خدمية و بحثية ، مركّزة على الأمور التعليمية بقصد تلبية الاحتياجات العاجلة و الإسعافية بفترة  الأزمة بمرحلة سابقة .
و أعربت عن أملها في أن يأخذ التعليم  الطبي في المرحلة الجديدة  نطاقاً مرتكزاً على المجتمع و احتياجاته ، بقصد الانتهاء من مرحلة الأزمة وصولاً إلى مرحلة الإنعاش و التجديد و التعافي .
وأضافت بأن هذا الملتقى  يصبّ في إطار تسليط الضوء على التأسيس  لآلية ترسيخ التعليم الطبي المرتكز على المجتمع من أجل أن تقديم الدعم الاجتماعي و النفسي للمواطن السوري ، لافتةً إلى أن إدخال هذا النوع من التعليم في مناهجنا التعليمية الطبيّة و تشجيع الباحثين و خريجي و طلاب الطب البشري على أن يمتلكوا الحد الأدنى من المعارف و المهارات قبل أن ينخرطوا  في سوق العمل يمثّل  ثمرة جهودٍ و أعمالٍ على مدى أربع سنوات باستطاعتنا ان نكللها بالدخول في مرحلة التجديد و الإنعاش ، وبمناهج تعليمية تليق بمستوى المجتمع السوري و تؤمن له كافة احتياجاته الاقتصادية و الاجتماعية و النفسية .
الدكتور إياد طيجن  معاون مدير صحة ريف دمشق و أخصائي بطب الطوارئ و الجراحة العظمية  أوضح بأن محاضرته ارتكزت على  التخطيط و الإعداد خلال الأزمات ؛ التخطيط الذي يجب اتباعه قبل وقوع الحادثة ،  موضحاً أننا نملك ضعفاً حيث نتجه للاستجابة للكارثة غافلين التخطيط لمواجهتها .
و الدكتور توفيق حسابو  أخصائي جراحة عامة ، مدير الإسعاف و الطوارئ بوزارة الصحة  ، لفت إلى أن محاضرته خاصة بالتدريب ، حيث استعرض دور وزارة الصحة مما قبل الأزمة في التعريف بالكارثة و أطوارها .
و أكد على أهمية التدريب  خاصة في مرحلة ما قبل الكارثة ، إضافة إلى آلية التطبيق  و التدريب العملي للمعلومات النظرية في مرحلة الكارثة ،  فخطة الإعداد في مرحلة الكارثة نحصد من خلالها  ثمرة جهد بكل أنواع المخاطر التي من الممكن أن نواجهها .
كما سلّط  الضوء على مرحلة ما بعد الكارثة  بما يتضمنه من إعاقات و  إصابات نفسية  التي تحتاج إعادة تأهيل و تدريب ، لافتاً إلى سعي  وزارة الصحة من خلال ما يسمى التدريب المجتمعي للاستجابة للكارثة .
كما أقيم على هامش الملتقى معرضاُ للكتب الطبيّة فيحدّثنا عبد الحليم غنوم مدير مركز المنار للكتاب عن الكتب المكتوبة باللغة الفرنسية و الإنكليزية و الألمانية  ، مبيّنا أنهم بصدد إنتاج كتب باللغة الروسية نظرا للإقبال الشديد .
و كانت مشاركتهم اليوم لإثبات تواجدهم على الأرض السورية ،و إضاءة على الخدمات التي يقدّموها للمواطن السوري خاصة فيما يهتم بالكتب العلمية و المراجع بشتى أنواعها .
و أشار إلى فروع هذا المركز المنتشرة بين محافظات دمشق و حلب و حمص ،  مصرّحا أنهم بصدد إحداث مركز في اللاذقية .

وناقشت ورشة العمل والتي تستمر لمدة يومين محاور التعليم الطبي المرتكز على المجتمع خلال فترة الأزمات، والجهوزية والاستجابة والتعافي خلال فترة الأزمات ونقاط القوة والضعف للتعليم الطبي في سورية وطرائق التدريس والتعلم والتقويم والمحاسبة والمسؤولية الاجتماعية للكليات والمشافي الطبية.

إضافة الى بحث أساليب دمج الجوانب الاجتماعية والنفسية في التعليم الطبي، وأفضل الطرق في الرعاية الصحية والإسعافات الأولية خلال الأزمات وتنمية مقدرات الكادر التدريسي خلال الأزمات.

وتخلل ورشة العمل قصص نجاح ودروس مستفادة من الأزمة.

  حضر الافتتاح رئيس جامعة دمشق الدكتور حسان الكردي ومعاون وزير الصحة الدكتور احمد خليفاوي والدكتور حسن الجبه جي معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية والدكتورة سحر الفاهوم معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي  ووزير الصحة السابق الدكتور اياد الشطي وعدد من مديري المشافي وعمداء الكليات.
تصوير : تغريد محمد