دام برس: 

في مثل هذا اليوم واجهت حامية البرلمان، من رجال الدرك والشرطة الذين كانوا يحرسون مبنى المجلس، نيران المستعمر الفرنسي وقذائفه حين تصدى حفنة من الرجال الأشاوس لقوات المستعمر وصمدوا في وجه عمليات التدمير.

في التاسع والعشرين من أيار نستعيد ذكرى العدوان الفرنسي على البرلمان في ظل حرب شرسة تقودها دول الاستعمار القديم فما أشبه اليوم بالأمس كيف لا وفي كل يوم من عمر الأزمة السورية يسقط الشهداء دفاعا عن الوطن واستقلاله هذه هو قدرنا كسوريين أن نقدم أرواحنا فداء لوطننا وحريته واستقلاله.

في ظل واقع الانتداب فرنسا كغيرها من الدول الاستعمارية لم تأبه بما يمثله البرلمان السوري من قوة ومعنى لدى السوريين والعالم متجاوزة الأعراف والقوانين الدولية باعتدائها عليه وعلى حاميته وهو ما يشابهها به الاحتلال الصهيوني من جرائم وحروب تجاوز بها كل أنظمة الدين والسياسة والأخلاق مخلفا شعبا مهجرا وبيوتا مدمرة وشهداء في كل شبر من أرض فلسطين ولبنان وسوري. واليوم وفي نفس الذكرى سمحت دول الاحتلال الأوروبي بتسليح مرتزقتهم على الأرض السورية من أجل استباحة الدم السوري أكثر وأيضا كعادتها ضربت بكل المواثيق والقوانين الدولية بعرض الحائط.

من قام في الماضي باحتلال سورية وقتل أبنائها وسرقة ثرواتها يحاول اليوم أن ينال من صمودها ويعيد إنتاج الماضي ولكن برؤية حديثة الفرق بين الماضي والحاضر هو فقط بأن في الماضي لجئ الاستعمار إلى التدخل المباشر واليوم ينفذ هذه المهم من يحملون الجنسية السورية من مرتزقة وقطاع طرق.

في الماضي لم ترحم نيران مدفعيتهم وطائراتهم الحجر أو البشر، الأخضر أو اليابس،بوحشية لا توصف قصفت قوات الانتداب الفرنسي دمشق ، ودمرت المنازل والمتاجروالشوارع، وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ.

واليوم يتكرر المشهد ذاته بشكل أو بآخر لكن السوريين الشرفاء وحدهم من يدعمون جيشهم الباسل وقيادتهم الحكيمة ويقدمون الغالي والرخيص من أجل الحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله.

يحق للغرب والعالم بأن يشرد الشعوب ويحتل الدول وبأن يقتل ويقسم ويسرق والهدف هو خدمة مصالح بني صهيون ولكن الجمهورية العربية السورية ستبقى أرض الفداء والمقاومة وسيبقى الشعب السوري صامداً في وجه المؤامرة واقفاً وراء قيادته الحكيمة وجيشه العقائدي ولا بد أنينتصر الحق على الباطل ولن تؤثر قرارت الغرب الظالمة على مسيرة النصر