دام برس:

كثر الحديث عن منطقة القصير ، وهنا لابد أن نعود إلى قبيل الأزمة السورية حيث كانت منطقة القصير مجرد منطقة جغرافية مأهولة بالسكان تشابه كل المناطق السورية ولكن مع بدء مؤامرة الربيع العربي اتجهت الأنظار إلى المنطقة الوسطى في سورية حيث سعت الغرف السوداء التي تتحكم بملف الأزمة السورية إلى محاولة السيطرة على محافظة حمص وريفها ليتم إعلانها دولة خلافة سلفية ينضم إليها لاحقا مناطق من شمال لبنان وكما تم التخطيط له مسبقا تم حشد كافة الطاقات من اجل احتلال حمص والسيطرة عليها ومع مرور الوقت أفشلت القيادة السورية الحكيمة وحماة الديار ذلك المخطط التآمري.

إن منطقة القصير تشكل نقطة ارتكاز إستراتيجية في أي عمل تقوم به العصابات الإرهابية المسلحة و مع تطور الأزمة وفي ظل اتخاذ القيادة السورية قرار الحسم كان لابد من ضرب أوكار الإرهاب في كل بقعة على خارطة الجمهورية العربية السورية.

ومن هنا جاءت أهمية الحسم في منطقة القصير حيث شكلت تلك المنطقة الخزان الرئيسي للعصابات الإرهابية المسلحة من حيث تقديم الدعم اللوجستي والدعم العسكري ولو لم تكن منطقة القصير تشكل أهمية إستراتيجية لما قام العدو الصهيوني بشن غارة صاروخية على الأراضي السورية.

لقد أراد قادة العصابات الإرهابية المسلحة وبأوامر أمريكية مباشرة أن يفصلوا بين الساحل والداخل السوري لأنهم يعلمون بأن منطقة القصير تشكل مفصل مهم في عملية الحسم النهائي التي طالب بها الشعب السوري مطولا وقد استجابت القيادة السورية لهذا المطلب المحق.

منذ مدة طويلة قامت القيادة العسكرية السورية بحشد قواتها من أجل استعادة مدينة القصير إلى حضن الوطن حيث اتخذت تلك العملية طابعا أمنيا وعسكريا وقد شكلت العملية السورية ضربة موجعة للعصابات الإرهابية المسلحة من حيث مفاجئة التوقيت وأسلوب القتال.

لقد تجمعت في مدينة القصير كل الأسباب لتكون نصف الحرب على سوريا هناك وتتجمع كل الأسباب لتجعل نصرها نصر سوريا على الحرب وهذا ما حصل بشكل ملموس على أرض المعركة.

إن معركة القصير شكلت نقطة حاسمة في الحرب السورية ضد الإرهاب وسيأتي اليوم الذي تدرس فيه معركة القصير في الكليات الحربية كما درست من قبل معركة السلطان يعقوب.

إن القتال المشترك بين شباب المقاومة والجيش العربي السوري على مسرح عمليات واحد مشترك سينتج خبرات وقدرات تلك العمليات شكلت رسالة واضحة إلى كيان الاحتلال الصهيوني بأن حرب الجليل قادمة وسورية ستحقق نصرا قادما على جبهة الجولان وفي جنوب لبنان.

اليوم ولأن القصير شكلت القلعة الأخيرة في معاقل الإرهاب يحاول أعراب الخليج ومن لف لفهم استثمار هذه المعركة سياسيا بعد أن فشلوا فيها عسكريا ولكن القيادة السورية والتي استطاعت أن تحقق النصر العسكري قادرة على أن تحرز نصرا سياسيا ودبلوماسيا وستبقى سورية منتصرة.