دام برس:

اليوم استكمل الأعراب مسرحيتهم  , حيث تمت مراسم الخنوع في جامعة الدول الناطقة بالعربية، حيث يرى البعض أن ما جرى اليوم من مهزلة سياسية قد يكون لها أثر على واقع الأزمة السورية , ولهذا البعض نقول إنه منذ أن تأسست جامعة الدول العربية كانت وكراً للتآمر على قضايا الأمة حيث يسجل التاريخ بأن هذا الكيان المصطنع لم يستطع اتخاذ أي قرار غير الشجب والتنديد.

السؤال الأهم الذي علينا أن نطرحه .. ما الفائدة المرجوة من تسليم مقعد الجمهورية العربية السورية لفئة من شذاذ الآفاق وقطاع الطرق والمتسولين، هذه المعارضات الممولة خليجياً ما هي إلا أدوات تنفيذية بيد حكام بني صهيون، مع بدء خديعة الربيع العربي كان الهدف الحقيقي من وراء اطلاق تلك المؤامرة هو ضرب محور المقاومة وتفتيت المنطقة إلى مجموعة من الدويلات الطائفية الخاضعة.

وبعد مرور عامين على الأزمة السورية سقطت كل مفاهيم العمل العربي المشترك أو أي مفهوم لكيان الجامعة العربية , حيث سقط القناع عن هذا الكيان الفرق الذي تحدثنا عنه هو أن ما كان يحاك من مؤامرات من تحت الطاولة قد ظهر إلى العلن وأن من باع القضية الفلسطينية وقبض ثمنها جاء اليوم ليطلق رصاصة الرحمة على مفهوم العروبة.

إن ما يحزن حقيقة هو أن الجمهورية العربية السورية هي من دعمت حركات المقاومة ودفعت الأثمان الباهظة لتحافظ على القضية الفلسطينية , لكن من ادعوا أنهم مقاومون باعوا قضيتهم وقبضوا ثمنها وعلى الرغم من ذلك لم تتعرض سورية لأي منهم بسوء حتى بعد أن أعلنوا حربهم عليها.

سورية ليست كلمة عابرة في قاموس العرب أو مجرد أرض جغرافية ليتم تسليمها لأحفاد بنو جهل كما تم اليوم في مجلس النفاق , سورية ليست مجرد علم يرفع أو راية تستبدل.

سورية هي مزيج من التاريخ والحضارة الانسانية، هي دولة محورية في العالم تحولت إلى قطب رئيسي في صراع الأقطاب الحاصل اليوم، سورية تمتلك التاريخ والمستقبل ونحن على يقين كامل بأن الجمهورية العربية السورية ستبقى قلعة العروبة الصامدة في وجه كل المؤامرات.

سورية قد وقفت وعبر التاريخ مع كل من اعتبرتهم أشقاء لطالما استضافت سورية على أرضها اللاجئين وقدمت كل أشكال الدعم من أجل الحفاظ على القومية العربية سورية لم تبخل في العطاء وما كان من هؤولاء الاشقاء إلا أن خضعوا وانصاعوا لأوامر أسيادهم في بلاد العم سام فمنهم من كشر عن أنيابه ومنهم من نأى بنفسه ومنهم من صمت وكلهم وجه لعملة واحدة شعارها الغدر.

سورية اليوم قد سددت ثمن مواقفها الثابتة والمبدئية وهي تعلم بأن أبنائها هم من قال الله تعالى فيهم " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " أبناء سورية مصممون على المضي خلف قيادتهم الحكيمة وجيشهم الأبي لرفع راية النصر، ما جرى اليوم في مجلس الأعراب ليس سوى مسرحية فاشلة وأصحاب هذه المسرحية يعلمون أنه لا قيمة قانونية لما تم اتخاذه اليوم من قرارات وأن الجمهورية العربية السورية هي دولة مستقلة ذات سيادة وأن الشعب العربي السوري هو وحده صاحب القرار وأن هذا الشعب قد اتخذ قراره بدعم قيادته السياسية وبالتضحية إلى جانب حماة الديار.

الشعب السوري أطلق اليوم لاءات ثلاث حيث قال لا رئيس إلا السيد الرئيس بشار الأسد يمثله  , و لا علم إلا علم الجمهورية العربية السورية بنجمتيه يمثله ولا جيش إلا الجيش العربي السوري يمثله .