دام برس:

لم يكن إعلان استقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مفاجئة سياسية كما أرادها البعض فالمتابعين للواقع اللبناني يعلمون بأن حكومة الميقاتي التي تشكلت في وقتها كحل وسطي من أجل الحفاظ على الوحدة اللبنانية كانت عبارة عن قنبلة موقوتة لا بد أن يتم تفجيرها لصالح قوى الرابع عشر من آذار لأن الوقائع كانت تثبت أنه مع كل مشكلة كانت تواجه الحكومة اللبنانية كانت هناك العديد من المواقف التي تثير الشك فكيف لبيك المختارة المعروف بمواقفه المتحولة ان يحافظ على تماسك حكومة يشارك بها لولا أن هناك وراء الأكمة ما ورائها.

مع بدء الأزمة السورية التي مولتها دويلات النفط والغاز كانت القوى المعادية لنهج المقاومة تتابع ما يجري على الساحة السورية الداخلية وتقوم بتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للعصابات الإرهابية المسلحة من أجل استمرار الأزمة السورية ونقل مفاعيلها إلى الأراضي اللبنانية من أجل تحقيق حلم التقسيم في المنطقة فأمراء الحرب الأهلية في لبنان عادوا اليوم لتنفيذ مخططهم والذي لن يستفيد منه سوى حليفهم الصهيوني.

قد يخطئ من يظن بأن قرار استقالة حكومة النأي بالنفس هو كما قيل من أجل إفساح المجال لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، لأن قرار تشكيل هذه الحكومة لا بد أن يكون بيد السفارة الامريكية في بيروت وقوى المقاومة في لبنان لن يقبلوا بأن يكونوا مرتهنين لأوامر السفير فيلتمان.

بعد فشل مفاعيل المؤامرة التي تتعرض لها الجمهورية العربية السورية ومع صمود الشعب السوري وانتصارات الجيش العربي السوري وفي ضوء حكمة القيادة السورية كان لابد من الانتقال إلى خطة بديلة تهدف إلى نقل الصراع إلى الساحة اللبنانية من أجل زج المقاومة وسلاحها في اتون حرب أهلية تأخذ طابع طائفي من أجل كسر صمود محور المقاومة في وجه الخريف العربي فعلى ما يبدو أن التهديدات التي أطلقها وزير خارجية قطر الناطق الرسمي باسم مشروع التآمر الصهيوعربي تحولت إلى أمر عمليات تم تنفيذه .

إذا أردنا تحليل الواقع كما هو نجد بأن الحركة السلفية المتطرفة في لبنان والتي تتخذ من الوهابية معتقدا ومبدأ التكفير منهجا شكلت تحالفات استراتيجية مع قوى الرابع عشر من آذار من أجل تقاسم المصالح وتنفيذ المخططات التآمرية إن الهدف الاستراتيجي من وراء كل ما يجري على الساحة العربية هو نشر الفكر الظلامي الحاقد والقضاء على الفكر المعتدل.

قبل تقديمه للاستقالة متحججا ببعض الأمور التنفيذية والمتعلقة بالسياسة الداخلية اللبنانية كانت طرابلس اللبنانية تستعد لتفجير الموقف الأمني من أجل التغطية على الهزائم المتلاحقة التي مني بها فريق التآمر اللبناني.

ويرى المتابعون للشأن اللبناني أن الهدف الحقيقي من وراء إعلان ميقاتي استقالته أمس هو إعادة خلط الأوراق في المنطقة في ضوء التجاذبات السياسية الحاصلة على الساحة الاقليمية.