دام برس

أنا محمد الدرة هل تذكرونني، من جنة الخلد أرسل لكم حزني وألمي , هل تعلمون من أنا ؟  أنا ذلك الطفل العربي المظلوم , أنا من تاجر الجميع بدمي، في ذلك البوم كنت مع والدي نتجول وفجأة بدأ إطلاق النار يومها ضمني أبي لصدره حاول حمايتي خبأني خلفه نادى بأعلى صوته " مات الولد .. مات الولد " يومها أحسست بدفئ الموت والأمان يوم فارقت روحي جسدي، قبل اثني عشر عاما سقطت شهيدا على أرض فلسطين المحتلة، هل تعلمون من قتلني، أنا من قتلت بمال أمراء النفط، قد تكون اليد التي أطلقت الرصاص علي يد صهيونية ولكن هل سألتم من مول قتلتي هل سألتم من دفع ثمن الرصاصة التي اخترقت جسدي، اليوم أجيبكم من هنا من جنة الرضوان، صمت حكام الخليج وتخاذلهم هو من أغتال طفولتي، أصدقائي هنا في جنة الفردوس مع الشهداء ابعث لكم برسالتي يا أطفال سورية، إن اليد التي أراقت دمي هي نفسها تلك اليد التي اغتالت فرحتكم وسرقت ابتسامتكم، يدعون الإسلام ويقتلوننا باسمه وهو منهم براء، اليوم يحاولون أن يتاجروا بدم الطفولة مرة ثانية، والغاية واحدة يريدون تقسيم وطننا وهدر دمنا وتحويلنا إلى سلع للبيع والشراء، لا تحزنوا لأنكم بدماء الشهداء ستنتصرون، لن يستطيع أمراء النفط ومشايخ السلفية أن يسرقوا أحلامكم هل تعلمون لماذا؟
لأن لديكم قائد صادق الوعد يحمل بقلبه كل النبل والصدق والإنسانية، لأن فيكم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لأن حماة الديار يحرسون أحلامكم، أصدقائي يكبرون ويذبحون ويغتالون، لكننا نحن بنو يعرب صامدون منا الشهداء ومنا الأحياء تجمعنا العروبة والكرامة، من هنا من جنة الرحمن أبعث لكم كلماتي هذه لتعلمون الحقيقة، اليوم أصبحتم في سورية الشغل الشاغل لكل العالم لأجلكم تعقد الجامعة العربية اجتماعاتها من أجلكم يجتمع العالم في مجلس الأمن والنغمة واحدة باسم الحرية والديمقراطية يجب أن تذبح الطفولة و الإنسانية، أكثر ما يؤلمني بأنه يوم شهادتي لم يصدر بيان عن جامعة العرب يدين ذبحي، عرب بني صهيون باعوا وطني مرتين، مرة يوم النكبة والنكسة يومها كان التخاذل العربي شعار لحكام الخليج، والمرة الثانية يوم باع من ادعوا المقاومة أرضي من اجل حفنة من الريالات، اليوم تحول الجميع إلى دعاة للحرية، وكأن الأرض العربية قد تحررت من رجس الصهاينة، يريدون الصلاة في المسجد الأموي والمسجد الأقصى يهدم رويدا رويدا، يأتون بالمرتزقة والمقاتلين من كل حدب وصوب ويمدونهم بالمال والسلاح وأهلي في غزة محاصرون لا يجدون رغيف الخبز، كل هذا ومن يدعون المقاومة يتمسكون بالسلطة ويقبلون تلك اليد القاتلة، من هنا من جنة الفردوس أرسل لكم رسالتي يا حكام الخليج كفاكم قتل وتدمير نحن أصحاب الأرض الحقيقيون بدمنا كنبنا تاريخها وانتم بين أسطر التاريخ مجرد حروف عابرة، من هنا من جنة الخلد أبعث لكم يا أيها السوريون الشرفاء رسالة من كل شهيد اصمدوا واصبروا فإن النصر قريب وستبقى الجمهورية العربية السورية بقائدها وجيشها وشعبها قلعة للعروبة والمقاومة.