دام برس

 أن الشعب العربي السوري بغالبيته الساحقة وعلى مختلف شرائحه فهم المخطط التآمري وأستوعب الضربة الأولى وتحول من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، سوريا التي كانت ومازالت وستبقى قائمة على الثالوث المقدس الذي يشكل ضلعه الأول القائد الاستثنائي السيد الرئيس بشار الأسد الذي حمل لواء الإصلاح والتطوير والتحديث وبقي ملتزما بقضايا الأمة حاملا لهمومها، والضلع الثاني يتمثل بالجيش العربي السوري صاحب العقيدة القتالية المتمثلة بشعار " وطن ، شرف ، إخلاص" الجيش الذي بذل أفراده وصف ضباطه وضباطه الغالي والرخيص في سبيل الحفاظ على كرامة المواطن وسيادة الوطن، والضلع الثالث والذي يتمثل بالشعب السوري الحر الأبي والذي التف حول قيادته السياسية وجيشه الباسل من أجل المضي في مسيرة التغيير والتحرير والإصلاح.
مع مضي عدة أشهر من عمر الأزمة السورية والتي انتقلت من مرحلة إلى أخرى ومن خطة هجومية تآمرية إلى خطط بديلة والهدف الذي يجمع كل هؤلاء المتآمرين هو ضرب الوحدة الوطنية وتقسيم سورية، قد شكلت الحرب النفسية والتي يشكل بها الإعلام اللاعب الرئيسي أخطر أنواع الحروب وأشرسها وفي المرحلة الأخيرة من عمر الأزمة شكلت خطة إسقاط الإعلام السوري عبر إيقاف بث المحطات الفضائية الوطنية وبث الأخبار الكاذبة وحملات التضليل الإعلامي وتشويه صورة رموز الوطن وإعلان الانشقاقات التي توحي بانهيار الدولة  ومؤسساتها .
في يوم جريمة دمشق ابتدأت قوى التكالب الاستعماري بتنفيذ مخططها عبر عدة محاور ومع فشل العصابات الإرهابية المسلحة بتحقيق أي انتصار على الأرض كان لابد من الانتقال إلى الخطة البديلة والقائمة على نشر الأخبار الكاذبة وإضعاف الروح المعنوية لدى الشعب السوري ومضت الأيام مسرعة والشعب السوري يزداد إيماناً وقوة وعزيمة ويحضر نفسه للاحتفال بالنصر إلى أن جاء الخبر العاجل عبر محطات التلفزة والذي يعلن إقالة رياض حجاب من رئاسة الحكومة السورية والذي كان يوم أمس يقود عدة اجتماعات نوعية من أجل تجاوز الأزمة ,وتتوالى الأخبار ومن مصادر غير رسمية لتعلن هروب حجاب إلى الأردن مع عائلته وبدأت ما تسمى  صفحات التنسيقيات بتداول الأخبار والتي توحي بانشقاق عدد من الوزراء وكأن الحكومة السورية قد انهارت وأن ساعة الصفر التي طالما تأجلت قد تحققت.
إن الشعب العربي السوري لديه كل الثقة بقرارات قيادته السياسية والتي يعلم بأنها نابعة من نبض الشارع ومصلحته ولكن ألا يحق لهذا الشعب بأن يعلم ما هو سبب الإقالة، لماذا لم يصدر أي بيان صحفي عن رئاسة مجلس الوزراء يوضح حقيقة الأمور وما هو الرابط بين التفجير الإرهابي في مبنى الإذاعة والتلفزيون وبين خبر الإقالة.
بعد أن طالت شائعة الانشقاق وزراء الحكومة السورية العتيدة أعلن بعض الوزراء الذين استهدفتهم هذه الشائعات بأنهم ما زالوا على رأس عملهم ، وبقي رئيس الحكومة المقال محط تجاذب بين مصدق لخبر هروبه ونافيا لخبر انشقاقه.
إن الإعلام السوري الذي شهد له العدو قبل الصديق والذي شكل قلعة صامدة في الدفاع عن سيادة الوطن وقف اليوم عاجزاً أمام إطلاق أي تصريح يوضح حقيقة ما يجري وترك المواطن يقع فريسة لمحطات التضليل الوهابية، فمنذ مدة وإعلامنا المناضل يخاطب عقولنا بأن نكون على قدر المسؤولية وبأن نتجاهل أي خبر لا يصدر عنه بشكل رسمي ولكن على ما يبدو أنه عندما جاء دوره في المعركة بدا حائراً وهنا نحن لسنا بصدد أن نوجه الانتقادات لأحد بل نتكلم من حرصنا على أن يبقى إعلامنا الوطني صاحب مصداقية وسرعة في نقل المعلومة الصحيحة لأن المواطن السوري والذي تحمل كل الصعاب من أجل أن تبقى الجمهورية العربية السورية سيدة مستقلة من حقه بأن نحترم عقله ونحافظ على معنوياته ونعزز ثقته بإعلامه، هذه الأسئلة بحاجة إلى جواب واضح وصريح يبين حقيقة ما جرى ولا بد من محاسبة المقصرين.
خاصة وأن خبر إقالة حجاب قد أعطى دفعاً معنوياً ولو بشكل جزئي للمعارضة ومن لف لفها وحرك الشارع لبعض الوقت نحو الأسوأ , وهنا وقعت الحكومة بثغرة كان من الفترض تلافيها , إذ كان لابد لها من إصدار ببيان صغير بعدد الكلمات لكن نتيجته كانت ستكون كبيرة عن الرأي العام وتجعله يقف بالاتجاه الصحيح على أقل تقدير , لذلك نأمل أن لايتأخر صدور بيان يوضح للشارع السوري بشكل خاص حقيقة الإقالة لمنع ازدياد الفجوة , وبالتالي منع إعطاء المجال لقنوات الفتنة التحليل والتركيب على مقاسها . وأقول : مابين إقالة رياض حجاب وانشقاقه وتقصير الحكومة بإصدار بيان توضيحي ..ضاعت حليمة

إذ لايخفى على أحد أن الجمهورية العربية السورية تتعرض لحرب كونية تضافرت فيها جهود كل قوى التآمر من أجل القضاء على مفهوم المقاومة وإقامة شرق أوسط جديد مبني على دويلات طائفية متناحرة ويتحقق حلم بني صهيون في إقامة دولتهم المزعومة من الفرات إلى النيل، لقد كانت سورية ومازالت تشكل رأس الحربة في المشروع المقاوم وقد قدم الشعب السوري على مر التاريخ التضحيات الجسام دفاعاً عن قضايا الأمة، ومنذ انتصار تموز تم اتخاذ القرار في غرف التآمر العربية الغربية من أجل القضاء على حركات المقاومة والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وابتدأ ضخ الأموال وتجنيد العملاء وتهريب السلاح والسماح للفساد بأن يستشري في كل مفاصل الدولة كل ذلك من أجل تفتيت بنية الدولة السورية والتي تشكل المؤسسات فيها الرافعة الرئيسية لأن سورية ومنذ قيام الحركة التصحيحية , تحولت من دولة انقلابات إلى دولة مؤسسات، ومع انتشار الفكر المتطرف في دول عالمنا العربي بدأ المشروع التآمري بالانتشار في أرجاء أمتنا حيث تم تفتيت الدول العربية تحت شعار الربيع العربي وحقوق الشعوب بالحريات والديمقراطية والنتيجة كانت خلق بؤر متوترة متناحرة حطمت أمل الأمة العربية في أن تحقق مشروعا متكاملا يرتقي به المواطن العربي.