دام برس

لقد اعتاد الشارع السوري في كل ليلة تسبق عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن تنقل قنوات الكذب والتضليل أخبار عاجلة عن مجزرة وحشية ترتكب بحقه ، وكعادتهم فلائحة الاتهام جاهزة والأسماء مكتوبة سلفا، وبعيد عن المواقف السياسية يتبادر الى الذهن عدة أسئلة، هل من المعقول أن يكون النظام السوري ساذجاً الى درجة أن يرتكب مجازر في كل مرة سيعقد فيها مجلس الأمن جلسة لمناقشة الأزمة السورية، واذا سلمنا جدلا بذلك، هل سيرتكب النظام أخطاء متكررة من حيث أنه يترك ورائه آثار الجريمة وجثث القتلى، ولنفترض ذلك ايضا, كيف استطاع الشهود العيان أن يتواجدوا في مكان المجزرة وأن يقوموا بالتصوير، وماهي تلك التقنية التي يمتلكها هؤلاء الشهود ليستطيعوا بأن يبثوا الصور عبر الفضائيات وبشكل مباشر، والجواب الوحيد على هذه التساؤلات بأن من قام بتصوير هذه المجزرة والتعليق عليها بهذا الهدوء ونقلها الى قنوات النفاق بهذه السرعة هو على علم مسبق بحدوثها وبالتالي هو من ارتكبها وحقيقة ما جرى في تلك الليلة  هو اقتحام مئات الإرهابيين المسلحين قرية التريمسة الآمنة بريف حماة واعتدائهم على منازل القرية واطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين العزل وتفجير عدد كبير من المنازل من أجل ايقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا وتصوير العملية وكأن الجيش العربي السوري هو من قام باقتحام القرية بعد أن قصفها، وبعد أن ارتكبت المجزرة وتم تصوير الضحايا من أجل استغلال الحدث والتأثير على جلسة مجلس الأمن من أجل اصدار قرارات تحت الفصل السابع، ولكن كعادتهم حماة الديار لبوا نداء الواجب وقاموا بدخول القرية والاشتباك مع العصابات المسلحة وتطهير القرية من فلول تلك العصابات والملفت للنظر وجود مقاتلين اتراك وليبيين.

واذا كانت قنوات الافتراء الناطقة بالعربية تصنع الشهود العيان المجهولين الهوية والانتماء فإن أبناء سورية الشرفاء نقلوا الحقيقة من أرض الحدث وهم أشخاص حقيقيون مواطنون ينتمون الى سورية.

أبو عارف الخالد وهو من أهالي القرية نقل حقيقة ما جرى في اتصال مع التلفزيون العربي السوري قائلا :"إن القرية عاشت مصيبة حقيقية بعد أن هاجمتها مجموعات إرهابية مسلحة منذ الصباح وفتحت نيران أسلحتها على المنازل والأهالي وقتلت أكثر من 50 شخصا وقامت بتفجير منزل ابن عمي بعبوة ناسفة وقتلت امرأة وولدها أمام أعين الناس".

وأضاف الخالد "إن أهالي القرية يعيشون ظروفا صعبة ونحن طالبنا الجيش والقوى الأمنية بالتدخل لتخليصنا من الإرهابيين الذين لم يسلم منهم بشر أو حجر ولو كان هناك تواجد للجيش أو الأمن لما استطاع الإرهابيون الدخول إلى البيوت وارتكاب المجازر فيها".

وفي ضوء ذلك ندع الحكم لأصحاب العقول والذمم، لأن شعبنا السوري عرف على مر العصور بمواقفه الانسانية وبعشقه لوطنه، وحماة الديار هم سياج الوطن وحصنه الحصين.