Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 20:13:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل سينجح عنان بتطبيق خطته الجديدة في أروقة مجلس الأمن ؟؟ بقلم : اياد الجاجة

دام برس

في الرابع عشر من نيسان العام الحالي أصدر مجلس الأمن القرار رقم 2042 بإنشاء بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة لرصد وقف أعمال العنف المسلح بجميع أشكاله من جانب كافة الأطراف في سوريا، وقد أتى هذا القرار في سياق خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان، الذي تم تكليفه كمبعوث خاص لحل الأزمة السورية التي لا يخفى على أحد أنها أصبحت أزمة دولية بامتياز.
منذ اللحظة الأولى ركز السيد عنان على ضرورة الالتزام بوقف القتال والتوصل بشكل عاجل إلى وقف فعال للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة وذلك لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد.
و كان واضحا منذ البداية أن خطة كوفى عنان ولدت من رحم حالة الانقسام الدولي تجاه الأزمة السورية، ولم تكن وليدة إرادة حقيقية يمكن أن تنتج حلاً حاسماً ينهى الأزمة، فلقد بنى عنان خطته على هامش المساحات المسموح بها من جانب الأطراف المعنية بالأزمة والتي وضعت سقفا لحدود التدخل، لهذا عبرت الخطة عن مساحات التوافق مما أضعف من فرصتها في النجاح، وليس أدل على ذلك من مساواتها بين طرفي الأزمة في سوريا وفقا لوجهة النظر السورية والروسية رغم الخلافات العميقة بينهما.
وبناء عليه فقد تأثرت خطة عنان بتعقيدات الصراع الإقليمي على سوريا الذي لا يعطى دلالات على وجود فرص حقيقية لنجاح أية مبادرة على المدى المنظور، فمشيخات الخليج تدعم المجموعات المسلحة إعلاميا وماديا وتساهم في تسليحها وتتبنى حتمية انتقال للسلطة في سوريا كآلية ضرورية لحل الأزمة، في الوقت الذي يدعم الشعب السوري إضافة إلى كل من إيران والعراق ومجموعة بريكس وعلى رأسها روسيا والصين القيادة السورية، و في الوقت نفسه الذي تمثل فيه تداعيات خيارات التعامل مع الأزمة السورية بكافة أشكالها مجهولا تخشاه كل من تركيا والعدو الإسرائيلي رغم اختلاف مصالح كل منهما في سوريا والمنطقة.
والى جانب هذا البعد الإقليمي يأتي الموقف الدولي الذي يؤثر ويتأثر بالموقف الإقليمي ويضع بحسبانه التعقيدات الإقليمية ليمثل عاملا إضافيا يؤجل مرحلة حسم الأزمة في سوريا، حيث لا تزال مواقف روسيا والصين ثابتة فيما يتعلق برفض التدخل في الشأن الداخلي السوري واحترام إرادة الشعب السوري الذي يؤيد بغالبيته الساحقة مسيرة الإصلاحات التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد، ولا توجد مؤشرات حقيقية على تغير هذا الموقف، وذلك في مواجهة مواقف أمريكية وغربية يغلب عليها طابع الغباء السياسي.
ومن هذه المنطلقات يترقب العالم بأسره ما هو جديد السيد عنان في حل الأزمة السورية وذلك في ضوء محادثاته الأخيرة مع الرئيس الأسد وبعد جولته على بعض دول الجوار حيث تحدث في تصريحات له اثر لقائه مع رئيس الوزراء العراقي في بغداد إنه متأكد من أن مجلس الأمن الدولي سيتخذ الإجراء المناسب وقرارا بشأن المراقبين معبرا عن خوفه بان تمتد الأزمة السورية إلى دول الجوار، ومن طهران أعلن المبعوث الأممي أن الرئيس الأسد اقترح وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لإنهاء العنف في مختلف أرجاء البلاد.
والسؤال هو هل سيجد عنان الحل للأزمة السورية في ظل استمرار بعض الأنظمة و المشيخات بتأمين كل أشكال الدعم للعصابات المسلحة وهو من قال «هذه الأزمة اندلعت منذ 16 شهراً، لكني بدأت التعامل معها منذ ثلاثة أشهر، وبُذلت جهود كبيرة لمحاولة حل هذه المشكلة بالطرق السلمية والسياسية».
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz