كتبت مي حميدوش

بعد أكثر من أحد عشر شهراً على الأزمة المفتعلة في سورية من قبل رموز الصهيونية العالمية وذيولهم من الدول القطرائيلية. تطورت الأحداث بشكل كبير ومنقطع النظير وبشكل عال الخطورة. فمن خرج في البداية مطالباً بالاصلاح المحق. استغلهم المخربون الضامرين شراً بهذا الوطن والذين فاجأتهم إصلاحات القيادة السورية , فطوروا من قدراتهم التخريبية من قتل وتخريب للمنشآت الحكومية والخدمية, إلى أن تحولت عملياتهم التخريبية لتطال حاجات المواطن اليومية .

فمن استهداف لمواد التدفئة كالمازوت إلى خطوط الغاز والنفط. وكان الأخطر من هذا وذاك الإستهداف المتعمد والذي تعدى كل قوانين الإنسانية والخوف من الله , وصولاً إلى الماء والخبز  , فمنذ الاسبوع تقريباً شهدت سورية أزمة قصد بها المخربون الضغط على الشعب السوري في خطوة لإركاعه فطالت قوتهم اليومي وهي مادة الخبز فسرقوا ودنسوا تلك المادة بقذارتهم , وحتى اليوم لم يتوان هؤلاء المجرمين عن كبح جماح أفعالهم الإجرامية فامتدت العمليات التخريبية لتطال نقاط حيوية منها تلك العملية التي حاولوا من خلالها العبث بمياه الشرب وتسميمها , والعملية الأخرى التي استهدفت خط نقل الغاز الواصل بين حمص وبانياس بالقرب من قرية الرابية التابعة لمنطقة تلكلخ عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى إلى حدوث انفجار وتسرب نحو 460 ألف متر مكعب من الغاز بنقطة التفجير. وتم استهداف أكثر من مرة خطوط نقل النفط والغاز والمشتقات النفطية عبر تفجيرها بعبوات ناسفة، كاستهداف خط نقل النفط جنوب القورية بمحافظة دير الزور وخط نقل مادة المازوت الممتد من حمص إلى حماة وإدلب بين قريتي موسى الحولة وطلس وخط الغاز القادم من حقول المنطقة الوسطى المار بالقرب من مدينة الرستن والذي يغذي محطتي الزارة والزيزون لتوليد الطاقة الكهربائية منتصف كانون الأول الماضي وبداية كانون الثاني الجاري. فالأهمية الكامنة لخطوط الغاز ليست فقط خلق حالة من نقص هذه المادة لتكون متوفرة لدى المواطنين لكن حقدهم يصل إلى حرمان المواطن حتى من إمكانية التدفئة على الكهرباء فالضرر الذي وَلده وخلفه تخريب أنابيب الغاز.

فأية حرية تطالبون وأي إصلاح تنشدون. هل الإصلاح يكون بأفكار صهيونية مريضة. وأنفس موتورة تسعى للقتل والذبح والتنكيل. وحتى الحرمان من أبسط متطلبات الحياة وهي الخبز فما حدث منذ ايام هو إهانة لنعمة الله , حيث تربينا منذ الصغر على أنه إذا وقعت قطعة خبز على الأرض أن نضعها على جبيننا بعد تقبيلها حتى لا يحرمنا الله منها , فيأتي مجموعة من الضالين الحاقدين المدفوعين الأجر من دول البترول لتلقي بها في مجاري الصرف الصحي. فأي عقاب ينتظرون وأي مستقبل ينشدون ولكن ذهب الكثير وما بقي إلا القليل والحق دائماً يبقى فوق الباطل مهما طغى وتجبر...