كتبت مي حميدوش

استفاق السوريون يوم الجمعة على أصوات انفجارات هزت عاصمة العرب وقلب العروبة النابض دمشق. دمشق التي شكلت عاصمة لدولة التعايش المشترك, دولة تشكل بخليطها باقة زهور وكل زهرة تشكل طائفة معينة, لها رائحتها ولونها وعبيرها الفريد. فلا يكتمل جمال تلك الباقة إلا بتواجد جميع هذه الورود. فهذا الحال لم يرُق لأعداء سورية, فحاولوا تقويضه عبر مراحل متعددة استغلوا المطالب التي خرجت في بداية الأحداث وبعدها شكلوا السيناريو الذي يودون إرساله وفعله في سورية. فبدأ المسلسل حلقة وراء حلقة وأحداثاً خلف أحداث. راهنوا على الشارع فكان الشارع مُتمسكاً بقيادته, ثم راهنوا على إنشقاق في الجيش فكان جيشنا الباسل في المرصاد. راهنوا على الإقتصاد ففاجئهم الإقتصاد السوري. راهنوا على رفض المبادرات العربية فجاء الرد بقبول المبادرة العربية ولكن وفق شروطنا نحن. فبعد كل هذا الفشل لم يبق امامهم سوى حلقتهم الأخيرة التي تدل على مدى تخبطهم واستسلامهم. قد يظن البعض عندما يرون التفجير في العاصمة دمشق بأن الأمور أصبحت خارج نطاق السيطرة. ولكن ماهو مجهول عند البعض بأن العدو عندما يرى نفسه في مراحله الأخيرة يبدأ بإطلاق كل أحقاده وأسلحته وهذا ما حدث في فيتنام أيام العدوان الأمريكي عليها , فعندما بدأ الأمريكي الإنسحاب من فيتنام رمى بأكبر كميات من اسلحته على فيتنام. وما حدث في لبنان وغزة لهو أكبر دليل على أن عدونا وصل إلى آخر حلقاته. والتفجيرين الإرهابيين الذين حصلا في دمشق يوم الجمعة هما الدليل على أننا وصلنا إلى النهاية. حاولوا إرهاب شعبنا وتخويفه ولكن شعبنا الكبير وبعد ساعات من التفجير الآثم هموا بالنزول إلى الشوارع بالآلاف دون خوف من حقد ومُتفجرات الأعداء. وهتفوا بصوت واحد بأنهم سيبقون الأوفياء لهذا الوطن والواقفين إلى جانب الجيش وعناصر الأمن في وجه هذه المؤامرة التي أصبحت واضحة للعلن بأنها ليست ثورة من أجل حرية كما سوقت له بعض محطات الفتنة والتحريض وإنما نحن أمام حالة من الإرهاب المنظم. وقد خرج شيوخ الفتنة وللأسف نُطلق عليهم كلمة شيوخ منذ أيام يدعون إلى الجهاد في سورية. إلى الجهاد ضد إخوانهم في الإسلام والعروبة والوطنية. فهل أنت مرتاح الآن أيها العرعور, يامن ساهمت في مجزرة مدرسة المدفعية في حلب أثناء أحداث الإخوان المسلمون في ثمانينيات القرن الماضي. هل أنت مرتاح وأنت ترى دماء السوريين تُراق على يد إخوانهم. ولكن الشعب السوري قال لك كلمته, فقد خسئت أيها المرتزق. أيها المريض المعتوه, يا مصاص الدماء, يامن تقبع بين الجدران خوفاً من رؤية شمس الحق التي إن جاءت بعينيك فستحرقك وتحولك إلى رماد متناثر على الأرض تدوسه أقدام المارة. فاصبر قليلاً وسترى نهايتك فلا يصح إلا الصحيح. ونقول لك ولأمثالك ومن يدعمكم من زعماء الخليج والغرب كما قال أحدا المواطنون البارحة على شاشة الفضائية السورية تعالوا وانظروا, هل يمكنكم تمييز الدم السني أو الشيعي أو العلوي أو المسيحي عن بعضهم, هذا هو الشعب السوري دم واحد ولحم واحد لا يُفرقهم حاقد ولا يزعزع إيمانهم إرهابي كالعرعور والقرضاوي. وستبقى سورية بشعبها شوكة تقض مضاجعهم كما كانت عبر تاريخها الكبير..