كتبت مي حميدوش

لدى دخولك إلى متحف اللوفر الفرنسي الشهير تجد عبارة مكتوبة على أحد جدرانه وهي: لكل إنسان في هذا العالم وطنان, وطنه الأم وسورية. كلام يحوي في مضامينه أبعاداً كبيرة , لو نظر له الناس بتعمق وفهم ليعرفوا الكثير عن سورية وعن تاريخها وتاريخ شعبها وأرضها التي حضنت كل حضارات العالم وأديانه. ولكن هناك فئة وللأسف من جهلة التاريخ. أو من يغمضون أعينهم عن الحقيقة وعن تاريخ سورية العظيم ويخرجون للعلن ليحذّروا من خطورة وقوع حرب أهلية في سورية. ويلوحون بورقة الحرب الأهلية وهم نسوا أنهم في حضرة دولة قامت منذ القدم على تعدد الأديان . دولة اختلط فيها دم المسلم والمسيحي منذ الأزل دفاعاً عن ترابها الغالي وأرضها واستقلالها. دولة قاتلت المستعمرين عبر التاريخ وكان آخرهم المستعمر الفرنسي ليس بقائد واحد من دين واحد أو طائفة واحدة بل تنوعوا فمن الشيخ صالح العلي في الساحل السوري وسلطان باشا الأطرش في جبل العرب إلى ابراهيم هنانو في جبل الزاوية وحسن الخراط في دمشق وأحمد مريود في الجولان. دولة كهذه اختلطت فيها كل هذه الدماء لم ولن يكون فيها حرب طائفية. دولة تجمع جلسات أبنائها حوارات بعيدة  كل البعد عن كل ماله طابع ديني أو طائفي. دعوات مدفوعة الأجر لبعض الأشخاص للدخول إلى سورية عبر هذا الباب الذي لن يفتح لهم بفضل وعي شعبها  العظيم الذي سيحبط مخططاتهم الفاشلة.

إن من يحاول أن يدفع سورية وشعبها نحو هذا المنحى يعلم في قرارة نفسه أنه فشل في كل المحاولات السابقة. سواءً كان في فرض عقوبات في مجلس الأمن و التدخل الخارجي في الشؤون السورية أو الرهان على الجيش العربي السوري الذي أثبت للعالم متانته التي أرعبت الجميع وأظهر تماسكاً منقطع النظير فاجئ كل من راهن على اهتزازه. فبعد كل هذا لجئ المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبأدوات عربية مخجلة إلى ورقته الأخيرة المتبقية لديه , وهي الضرب على الوتر العاطفي الذي لم ولن يحصل طالما هناك شعباً سورياً ينزل تحت المطر والبرد إلى الشوارع بالملايين وليس بالعشرات والمئات , ليقول كلمة واحدة تعبر أصدق تعبير عن حب هذا الشعب الكبير المتماسك خلف قائد هذا الوطن السيد الرئيس بشار الأسد. الذي قال في كلمته أمام مجلس الشعب السوري رداً على شعار يُردده السوريون دائماً "الله سورية بشار وبس" فقال: "الله سورية شعبي وبس". قائد كهذا يعتمد على شعبه في كل خطوة يقوم بها . ويتخذ قراراته من نبض الشعب الكبير الذي لن يلين أمام هذه العاصفة التي ستمضي مع الرياح لتبقى ذكريات تكتب في كتب تاريخنا كمراحل صعبة مرت على سورية التي تجاوزتها بفضل شعبها المتماسك بوحدته وقيادته المقاومة.

فلا نباح الكبير ولا نهيق الاجير ولا صياح الديك الصغير ولا عقوبات العراعير ستؤثر على شعب سورية المناضل الكبير, الذي لم ولن تنكسر له إرادة مهما استمروا في خططهم العدوانية ومهما اسمروا في غييهم وتجبرهم وفبركتهم وأكاذيبهم , وستبقى سورية قوية بشعبها وبوحدتها الوطنية , ولأخذ العلم أن هذا القلق الذي يأتينا منهم يزيدنا قوة ومنعة وتماسكاً ويزيدنا محبة لبعضنا البعض بعون الله سبحانه وتعالى