كتبت مي حميدوش

البارحة ودون سابق إنذار ووفق أجندة ومخطط محضر مسبقاً من قبل أمريكا والغرب ظهر على العلن النبيل غير العربي ومعه وزير خارجية قطر الحاصل على رئاسة الجامعة بناءً على تنازل مريب من قِبل دولة فلسطين في مسرحية إن دلت على شيء فإنها تدل على ما خططوا له أن يحصل في سورية العروبة, وقلعة الصمود الوحيدة التي ما زالت صامدة في وجه الصهاينة وتقسيم المنطقة. ولكن يبدو أن السيد النبيل غير العربي ومعه وزير خارجية قطر لم يستطيعوا الإنتظار ريثما تأتي اللجنة العربية التي رحبت بها سورية منذ أيام لتفقد تنفيذ بنود المبادرة العربية , فظهر بيانهم الختامي واضحاً تمام الوضوح لما كان مُبيتاً لبلد ودولة كبيرة كسورية. ولكن ليس مستغرباً على من يُسمون بالعرب أن يقوموا بتنفيذ هكذا مهمة وهم من فتحوا الباب على مصراعيه للناتو بأن يفعل ما فعل بالشعب الليبي , ويخلف مئة وثلاثين ألف قتيل هذا عدا الجرحى والمُشردين. ليس غريباً هكذا موقف من دولة أرسلت قواتها الجوية لدعم الناتو في قصفه لليبيين. ولكنهم للأسف يظهر بأنهم نسوا أن سورية ليست ليبيا, وليست السودان, وليست العراق, بل علينا تذكيرهم بأن سورية هي من ركائز الجامعة العربية. وأهم المؤسسين لها. ويبدو أن السيد القطري لا يعلم بأن وجوده في جامعة الدول العربية بدأ منذ العام 1971 أي بأن تاريخه حديث. وإن تكلمنا هنا بمبدأ احترام الكبير فقط لسنه, فإننا نجد بأن قطر يجب أن تنحني لتقبل يد الجمهورية العربية السورية لأنها أكبر منها سناً من ناحية تواجدها في جامعة الدول العربية بستة وعشرين عاماً ولكن اليوم بالذات فقدوا كل الإحترام والأخلاق العربية. ولكن هكذا قرارات لن تؤثر على الموقف السوري الذي عاش في الأزمات وقوي بها وخرج منها كما سيخرج الآن من هذه الأزمة الحالية بعزيمة أقوى. حتى ولو كانت الخسائر كبيرة. وهذا القرار لن يكون سوى دفعة لنا نحو الأمام للثبات والوقوف في وجه المؤامرة الكبرى التي تستهدف العروبة والشرف العربي المُتبقي هنا في سورية

ومع هذا يقول الطبل حمد رداً على تعقيب يوسف الأحمد الذي رفض القرار , يقول : أنا مؤدب وتربيتي لاتسمح لي بالرد وأترفع عن ذلك , ونحن نقول : أين كانت تربايتك عندما قرأت الورقة التي كتبت في أميركا وغيرها من الدول المعادية لسورية ؟ وأين كنت عندما ذهبت إلى إسرائيل خلسة ياوطواط للتحريض على سورية قلب العروبة النابض , وستبقى كذلك رغماً عن إنفك القذر ؟ ثم أين كنت من غزو العراق واحتلاله وقصف ليبيا وقتل الآلاف من المدنيين الليبيين ؟ أيضاً أين أنت ونبيلك اللاعربي من فلسطين وشعب فلسطين الأعزل ؟ على كل أنت وأسيادك مكشوفين من بداية اللعبة القذرة , وسورية تترفع دائماً عن ذلك وهي قوية بشعبها وبكرامتها التي لم تهتز ولن تهتز أبداً .

لكن نحن لانلومكم على هذا العمل الإجرامي الخطير , لأنه ليس من صنعكم لوحدكم , بل من صنع أسيادكم في أميركا وإسرائيل والسعودية ممثلين بالبطل الخفي سعود الفيصل , الذي لم يحضر إلى جلسة الجامعة العربية عن عبث أو لسواد عيون العرب , بل لينفذ الأجندة التي رسمها مع الإسرائليين منذ زمن , ووجوده بلباسه الرسمي أكبر دليل على أن السعودية غيرت لباسها العربي الأصيل بلباس غربي أفرنجي بامتياز , وبالفعل هذا هو اللاعب الخفي الذي يرسم الخرائط في العالم العربي وخاصة في سورية , وهو من يريد ضرب عزة سورية وكرامتها , وهذا بعيد المنال عنه وعن أسياده , وسيبقى يهز طوال حياته ولم يحقق شيئاً من حلمه التلمودي .

وفوق هذا يطل السعدان الصغير عبر اليوتيوب ويقول : أخجل من الموقف اللبناني في الجامعة العربية وهذا هو موقف حزب الله وليس موقف لبنان , ولو كنت رئيساً للحكومة لكنت غيرت الموقف إلى موقف مشرف , فيا سعدان الحريري أنت لاتمثل نفسك حتى تمثل الآخرين , وعار عليك أن تتكلم على الهواء مباشرة ياوطواط زمانك .

وأخيراً نحن لانعتب على أميركا وأوروبا ولكن نعتب على الأشقاء العربان الذين يقرؤون البيانات المكتوبة فقط دون معرفة أبعادها عليهم بالذات والتي لم ولن تتأخر كثيراً , ومع كل مايفعلونه ستبقى سورية قلعة الصمود والتصدي وقلب العروبة النابض , ولن تتخلى عن محيطها العربي مهما كلفها من ثمن وستبقى راية العز خفاقة في سماء العالم إلى الأبد بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.