Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 00:47:47
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا جرى في انقرة عام 2008 ؟ بقلم : ناصر قنديل

إحدى الوثائق الأميركية المنشورة في مركز دراسات الشرق الأدني في جامعة بروكنغز تتحدث عن سلسلة إجتماعات شهدتها أنقرة للبحث في مستقبل مصر ما بعد حسني مبارك ، وتشير الوثيقة إلى شراكة قيادة التنظيم العالمي للأخوان المسلمين في هذه المشاورات التي تواصلت لأكثر من ثلاثة شهور ، وأعيد إستئنافها في واشنطن في خريف العام 2010 ، وتقول الوثيقة أن المشاورات التي أقترح الأتراك إضافة حكومة دولة قطر إلى تفاصيلها كشريك عربي ضروري لضمان نجاح أهدافها ، تمخضت عن تولي الحكومة التركية مرحلة إعادة هيكلة وتنظيم وتكوين جماعة الأخوان بما يجعلها جزءا من مشروع سياسي يتناسب أمنيا وفكريا مع التصور التركي للإسلام السياسي ، كإطار مدني تعددي متصالح مع مفهوم العلمانية من جهة ، وقادرعلى تقبل التعايش مع وجود إسرائيل والمصالح الغربية بعيدا عن مفاهيم الجهاد والمقاومة ، من جهة أخرى ، على الطريقة القطرية ، مقابل تعهد القيادة العليا للأخوان بالقبول بعدم المساس بإتفاقيات كامب ديفيد ، بعد رحيل حسني مبارك من الحكم في مصر ، تحت شعار فقهي وضعه الشيخ يوسف القرضاوي عنوانه الإلتزام بالعهود وما وقعه السلف .الوثيقة تقول أن التفاهم أفضى إلى التوصل لخطة متعددة الجوانب ، على رأسها ضمان إنتقال سلس للسلطة في مصر بتعاون الجيش مع الأخوان هناك ، وقد أستقدم لهذا الغرض ضباط مصريون لحضور بعض الإجتماعات تطرقت لتفاصيل آليات التنسيق والتعاون بين الجيش والأخوان ، كما تقول أن مهلة إعادة التكوين التي تعهدتها تركيا وأستغرقت سنتين تضمنت إنشاء مدرسة كوادر وإعداد حزبي في أنقرة لمدة سنتين ، شهدت تخريج ألف جامعي ورجل دين لتسلم مواقع فاعلة في المشهد السياسي الجديد ، ينتمون إلى كل من العراق ومصر وسوريا والأردن ، إضافة لليمن وتونس والسودان وليبيا ، وهي الدول التي تضمنت طلبا أميركيا صريحا بأن تشملها ساحات التعاون .تضيف الوثيقة أن التفاهم كان على توظيف السنيتن اللازمتين لتأهيل الأخوان في تسريع مسارات التوصل إلى تفاهم مثلث على الساحة الفلسطينية ، يتضمن إشتراك كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية في مفاوضات عاجلة من جهة ، وحركة حماس والسلطة الفلسطينية من جهة ثانية ، والسعي اتغييرات هيكلية في بنية حركة حماس تتناسب مع إنجاح هذا المثلث ، من جهة ثالثة ، لضمان نجاح مفاوضات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية لإستباق أي دور علني للأخوان في السلطة ، بإعلان نهاية القضية الفلسطينية وإعفاء الأخوان من عبء تغطية تسوية تتضمن تنازلات جوهرية لإسرائيل ، فيما يكفيهم عبء الحفاظ على إتفاقيات كامب ديفيد ، مقابل إستعدادهم للمساهمة في تنظيم تغييرات في بنية حركة حماس تستهدف إقصاء القيادات المتمسكة بخط المقاومة وعلى رأسها الدكتور خالد مشعل عن موقع القرار ، من بوابة تفاهم فلسطيني فلسطيني يقايض إبتعاد مشعل بإقصاء بعض القيادات المتطرفة ضد حماس من سلطة محمود عباس برعاية تركية قطرية .أهمية قطر التي تنبه لها الأتراك وتحمس لها الأميركيون ، تنبع حسب الوثيقة ، من المصداقية التي تمتلكها قناة الجزيرة القطرية لدى شرائح واسعة من الرأي العام العربي ، من جهة ، وللدور الذي يمكن للشيخ القرضاوي القيام به لتحريك شرائح لا تحبذ التعاون مع الأخوان في الشارع الإسلامي ، من جهة ثانية ،خصوصا أئمة المساجد والعلماء الذي يفضلون علاقة شراكة لا تبعية مع الأخوان ، يمكن لإتحاد العلماء المسلمين الذي يتزعمه القرضاوي أن يتولاها بتمويل قطري سخي لكن بمصالحة سعودية قطرية لنجاح هذا الدور ، والتنسيق مع القيادة السعودية لا يجب أن يؤدي إلى ظهورها في الصورة ، لعدم إمتلاكها جاذبية كتلك التي حازتها قطر بسبب موقف أميرها من الحربين الإسرائيلتين على لبنان وغزة .تقول الوثيقة أن قناة الجزيرة أعيدت هيكلتها هي الأخرى وجرت مساندتها بقناة تركية ناطقة باللغة العربية ، وقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنكليزية ، وأن التغيير الديمقراطي بات الطريق الحتمي لتجديد المشروع الأميركي في المنطقة ، وضمان مصالح واشنطن العليا ،وأن زوال الكثير من الأصدقاء من مواقع الحكم يبدو تضحية ضرورية بعدما أستهلكوا القدرة على البقاء ، وأن مثل هذه التضحية التي تفزع البعض في البداية ستبدو كبداية سعيدة لنهاية سعيدة إذا تدحرجت كرة التغيير لتطال خصوما شرسين لا يمكن التعاون معهم .الوثيقة لا تتحدث عن ثورة في مصر ولا ثورة في تونس ولا إضطرابات في سوريا ، لكنها تقول إن مثال الإسلام التركي أثبت صلاحيته للتعميم إذا ضمن قيادة تنظيم الأخوان المسلمين تحت رايته ، وأن حرية الإعلام التي تبنتها قطر نجحت في غزو الشارع العربي وباتت سلاحا فعالا لايجوز إغفال أهميته ، وتختم بأن التحفظ والقلق الإسرائيليين من التغيير ومن مواقف تركيا وقطر ، هو تحفظ وقلق مفيدين لما يوفرانه من مصداقية شعبية للموقفين التركي والقطري ، لكن في نهاية الطريق ستكون إسرائيل المستفيد الأول ، لأن شرعية كامب ديفيد من نظام ديمقراطي أقوى بكثير من شرعية نظام متهالك ، ولأن إسرائيل تستطيع أن تضمن فك علاقة سوريا بالمقاومات اللبنانية والفلسطينية إذا نجح التفاهم المثلث التركي القطري الأخواني ، وهذا بذاته بوليصة تأمين تاريخية لأمن إسرائيل .لا تعليق ، ولا علاقة لهذا بما يجري في سوريا بنظر البعض ، طالما أن المشهد تصنعه قناة الجزيرة ، دماء وإصلاح وشهود عيان ، الرحمة للذين يسقطون ، والرئيس باراك اوباما يقول بلسانة متحدثة رسمية ما قالته إسرائيل قبل يومين ، سوريا ستسقر إذا قطعت علاقتها بقوى المقاومة ؟

دام برس

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz