حاولت أن أمضي وقتاً أكبر بالتفكير لأجد كلمات تليق بهذه المناسبة لعلي أوفيها حقها من المجد والعطاء بل من الرفعة والعلياء ..
كثير ما قيل أو قد يقال في وصف الأم ولكن لا أظن أبداً بأن هذا النوع من العطاء والبذل وحتى التضحية يمكن لأحد أن يصفه أو يعطيه كامل وجل حقه ....
هي أمي التي أعطتني من حنانها ودفئها حين بردت وهي أمي التي روتني من دمعها حين عطشت وهي أمي أيضاً التي أعطتني من دمها وسهرت علي وأخذت من عمرها وأعطتني حين مرضت ...
هي أكبر من مجرد كلمة ...وأكبر من مجرد إحساس ....وأكبر من مجرد يوم يخصص لعيدك ... وأيضاً أكبر من مكان وأي زمان....
هذه الكلمة بمعناها الكبير يجب أن تتجسد فينا قولاً وفعلاً وممارسة تحتم علينا أن نرد هذا الجميل لهذا النبع من العطاء الذي أصلاً لا ينتظر منا ان نرده ...
أمي اعذريني أرجوكي واعذري ضعفي اتجاهك فانا مهما قلت من كلمات مهنئة وعبارات مدوية ومهما كان ما جلبته من هدايا ثمينة فلن تكون أثمن منكي وأغلى منكي ...
أمي اعذريني فرغم أن الشيب بدأ يتسلل إلى شعري فلا أستطيع أبداً أن أحرم نفسي من عطائكي ودفئكي فأبقى دائماً أمامك ذاك الطفل الذي يجثو أمام عظمتك طالباً رضاكي...
أمي اعذريني فأنا أبقى مجرد إنسان إمكاناته محدودة أمام عطائكي اللامحدود وتبقى كلماتي مجرد أحرف أمام موسوعة تتلخص في كلمة "أم" ....
أماه اعذريني فتلك الدقائق التي اعطيكي إياها من وقتي لأطمئن عليكي تبقى لا شيء أمام تلك السنين التي أمضيتها وتمضينها وأنت تعطشين بها قبل عطشي وتجوعين فيها قبل جوعي وتدمعين فيها خوفاً من دمعي....
أماه ..أماه ...أماه ..أرجوكي اغفري لي لحظة نسيت بها أن أطلب رضاكي أو نسيت بها أن اسأل عنكي فهي الدنيا بمشاغلها التي ربما أبعدتني تلك اللحظات عنكي ..
الوطن أم والأم وطن ، هما كلمتان من الصعب ان يفترقا عن بعضهما أو ينفصلا فعيد الأم هو عيد الوطن أيضاً ..أمي كل عام وأنت بألف خير ...سورية وطني كل عام وأنت بخير
سورية بلدي كل عام وأنت آمنة ...سورية حبيبتي كل عام وأنت وطني ...سورية عشقي كل عام وأنت حرة أبية ..
سورية كل عام وأنت شامخة يلامس علياؤكي شهب السماء ....كل عام وأنت مشعل من نور يستقي منه العالم اجمع ..
سورية كل عام وأنت قوية بشعبك ..قوية بقلبك الكبير الذي يملأ أرجاء الوطن حبا وعطاء ..قوية بثقافتك ولحمتك الوطنية التي هي عنوان صمودك..
سورية كل عام وأنت بألف ألف خير بقائدك ورمز عطائك الرئيس بشار الأسد .

أحمد حمزة الدرع