دام برس :
يحضر راعي البقر الأمريكي كل ما لديه من براميل البراندي والسكوتش، يمسك عود ثقاب في يديه لإشعال سيجارة المارلبورو بين شفتيه قبل إلقاء ما تبقى من عود الثقاب على المنطقة لإشعالها أيضاً، يبتسم ابتسامة خبيثة شاخصاً بعينيه نحو سورية، فهو يخفي تحت قبعته الخطة "ب" التي لطالما رددها في كل مناسبة ونهق لها الأعرابي عند كل فرصة لصب كيديته البدوية على الدمشقيين.
لم يكن الخيار العسكري والتدخل البري في يوم من الأيام خياراً منطقياً رغم كثرة الحديث عنه والتلويح به في فترات مضت، إذ أن لعبة الأمم تُقام اليوم على الأرض السورية، وعندما يدخل الجبابرة تلك اللعبة فإن حساباتهم في كل خطوة ستكون محسوبة، وخطوة الدخول في العمل العسكري ليست سوى مغامرة قد تكون مميتة لصاحبها، إذ أن سورية ليست ليبيا أو العراق أو اليمن.
وعلى هذا الأساس لم يكن الحديث عن خيار عسكري سوى استعراض كلامي لا أكثر، لكن أن يتقدم خمسون موظفاً في الخارجية الأمريكية بعريضة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يطالبونه فيها بتوجيه ضربات عسكرية لدمشق من أجل التخلص من القيادة السورية فهو أمر لافت وقد يكون له معاني هامة وخطرة.
بعض وسائل الإعلام ربطت بين هذا الحدث وبين تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن نفاد صبر واشنطن في ما يتعلق بالأزمة السورية، وتحذيرات مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان من أن الدولة السورية في وضع أقوى مما كانت عليه العام الماضي نتيجة الدعم الروسي لها، وأن داعش لديه نية لشن هجمات في الغرب، وان عناصره يتسللون بين اللاجئين.
إذاً هناك عدة إشارات مترابطة في هذا السياق نفاذ صبر أمريكا على لسان وزير خارجيتها كيري، وخوف رئيس استخباراتها من قوة الدولة السورية، وقيام موظفين بتقديم طلبات للتخلص من القيادة السورية، كل هذا أيضاً يتزامن مع السباق الانتخابي للرئاسة الأمريكية بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب والمرشحين هما الأسوأ بالنسبة للمحور ( الروسي ـ الإيراني ـ السوري ـ اللبناني ـ العراقي).
كما أن تلك المواقف قد ترتبط بشكل أو بآخر مع ما يحدث على المشهد الميداني من دعم أمريكي كبير لقوات سورية الديمقراطية، وسباقها مع روسيا "من سيسبق من في تحرير الرقة من قبضة داعش" إضافةً لزيادة وتيرة الحرد السعودي من عدم قيام ماما أمريكا باتخاذ خطوات عدائية ضد دمشق تشفي غليل الصدر البدوي لدى أباطرة النفط.
هذه التصريحات والمواقف العدائية تتقاطع أيضاً مع الإعلان عن تشكيل ميليشيا جديدة في الجنوب السوري وتحديداً في درعا تحت اسم "جيش خالد بن الوليد" بضوء أخضر أمريكي.
ثم نسمع كلام المسؤولين الروس من التأكيد على وحدة سورية والتحذير من محاولات تقسميها، والدعوة لإيجاد حل نهائي للأزمة لأن استمرارها قد يؤدي إلى التقسيم فعلاً "بحسب وجهة النظر الروسية".
بعد كل ما سبق سيتضح أن هناك تطورات خطيرة تحدث في الكواليس لم يتم الإعلان عنها، ونحن الآن في فترة التمهيد لها، فهل سيعزز الأمريكيون وحلفاؤهم الغربيون من وجود الضباط والمستشارين العسكريين "الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والألمان) في الشمال السوري دعماً لقوات سورية الديمقراطية بحجة مساعدتهم في محاربة داعش؟ وهل سيكون هؤلاء الضباط والمستشارون بمثابة النواة التدريبية والمشرفة على تشكيل ميليشيا جديدة قد يُعلن عنها قريباً بحيث تكون أساساً لما كانت واشنطن تبحث عنه سابقاً " أي جيش معارضة معتدلة"؟!
عاجل - علي مخلوف
2016-06-19 18:16:39 | دمشق |
مارح يطلع بايدو شي بس رغم هالشي لازم نحنا كسوريين نكون حذرين وخاصة بهي الفترة .... | |
سومر |