Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 12:46:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأمريكي يحضر لمواجهة ضد روسيا .. زمهرير الحرب الباردة سيكون حارقاً

دام برس :

يعض الأمريكي على سيجارة المارلبورو بين شفتيه متفكراً بشأن خصمه الروسي، إذ من الصعب إعادة عجلة التاريخ والوقت إلى حقبة تفتيت الاتحاد السوفييتي، روسيا اليوم أقوى من أي وقت مضى، والقيصرية الروسية باتت أكثر صفة تُطلق على نهج الرئيس فلاديمير بوتين المصمم على إعادة بلاده كقطب عالمي ثاني.

لن توفر واشنطن أي فرصة من شأنها أن تعيد روسيا إلى الوراء، لكن طباخي القرار السياسي في الأروقة الأمريكية يعلمون تماماً بأن هذه المهمة شبه مستحيلة في الوقت الحاضر وتحتاج إلى الكثير من الوقت والكثير من الأدوات.

سوريا كانت بوابة الحرب الباردة الجديدة بين القوتين العظيمتين، بوتين يريد كسر الإرهاب المدعوم خليجياً وتركياً وأمريكياً هناك، والأمريكيون يريدون تغيير خارطة الشرق الأوسط من القلب أي من دمشق، وبين أمنية هذه الدولة وأحلام تلك، يستمر البارود والنار على الأرض، والحرب الجليدية السياسية داخل الأروقة المغلقة.

في آخر تطورات هذا الموضوع كان لافتاً ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي آشتون خلال كلمة ألقاها في نادي واشنطن الاقتصادي من أن الولايات المتحدة أخذت تصرفات روسيا بعين الاعتبار لدى وضع ميزانية الوزارة لعام 2017 المالي، مؤكداً نية البنتاغون طلب مبلغا قدره 3.4 مليار دولار لدعم دول الناتو في أوروبا، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن مبلغ يزيد أربع مرات عن المبلغ المخصص للغرض نفسه سابقا. وأضاف أن السبب الرئيسي لهذه الزيادة هو "قوة روسيا".

إذاً وبالرغم مما يتم الحديث عنه من تفاهم وتنسيق روسي ـ أمريكي في عدد من القضايا أهمها الملف السوري والحرب على الإرهاب، هناك حرب أخرى يتم التحضير لها بهدوء.

تصريح المسؤول الأمريكي بهذا الشكل هو إيصال رسالة للروسي بأن واشنطن لن تقبل بوجود قطب آخر بعد أن سيطرت لعقود على أرجاء المعمورة، ذات الرسالة تتضمن أيضاً إشارات أخرى بأن على موسكو الحذر من سياستها تجاه أمريكا وحلفاءها في الفترة القادمة، فضلاً عن تعاظم القوة العسكرية الروسية، والتي عبرت عنها واشنطن بالقلق مؤخراً لا سيما صواريخ الإس 500 التي تراها أمريكا تهديداً حقيقياً لأحدث طائراتها.

وعلى المستوى الاقتصادي المرتبط بالملف العسكري، باتت روسيا اليوم منافس أكثر شراسة من ذي قبل للأمريكي، بسبب جودة وتطور السلاح الروسي وفعاليته، مما دفع الكثير من الدول للذهاب إلى موسكو وتوقيع صفقات بمليارات الدولارات، فضلاً عن حرب الطاقة الغير معلنة بين القوى العالمية والإقليمية وخطوط مرور الغاز والنفط، إضافةً لفكرة التواجد الروسي في المياه الدافئة، ثم استمرار صمود الدولة السورية وجيشها بوجه الحرب المعلنة عليه، كل تلك الأمور ستجعل من الأمريكي يضع خططاً سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية لمواجهة الروسي في الفترة القادمة، قد يتم تحريك الأقليات في روسيا الاتحادية، وقد يتم تشكيل خلايا وميليشيات مسلحة من المسلمين المتواجدين هناك مثلاً، إضافةً لتدعيم قوة حلف الناتو المضطرب جراء القوة الروسية العسكرية، في إشارة إلى حرب المنصات الصاروخية بين كل من روسيا الاتحادية والحلف منذ سوات.

بالمحصلة فإن كلام وزير الدفاع الأمريكي ينذر بمرحلة حامية بين القوتين الكبيرتين ستكون لها انعكاسات كبيرة على العديد من الملفات، وأهمها الملف السوري، فالروسي مصمم على استغلال الوقت في القضاء على كل الميليشيات الراديكالية داعش والنصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وجيش الفتح، بالتزامن مع المفاوضات والمباحثات السياسية، والأمريكي يعلم هذا الأمر ومن أجل ذلك  هو يحاول مسابقة الوقت أيضاً

عربي برس - علي مخلوف

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz