دام برس :

في عمليةٍ مباغتة وبهدوء، نجح الجيش السوري بقضم مساحة هامة تقع على المدخل الجنوبي لبلدة مضايا في ريف دمشق الغربي.

“الهدنة لا تلغي المحاذير وتُبدّد المخاطر”، هذا ما يلخصه مصدر ميداني لـ “الحدث نيوز” متحدثاً عن طبيعة العمل الحالي ويقول أن “الهدنة وعلى الرغم من أنها أرست وقفاً لإطلاق النار، لكن ذلك لا يعني أن نغض النظر عن الأخطار وتحركات المسلحين، فنحن وهم في رصدٍ ومتابعة مستمرة”. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، إلا أن الجيش السوري آثر متابعة نشاطه العسكري الذي يعتمد على عدم وجود ثقة متبادلة بين طرفي الصراع.

وبعد سريان مفعول الهدنة، بات هم الجيش السوري كيفية تأمين محيط مضايا ومنع وصول الدعم العسكري واللوجستي للجماعات المسلحة في الداخل، ووضع نصب عينيه تأمين محيط المدينة ما يتيح تحرك قواته وإمدادها بالكامل دون أي خطر. الخطر هذا إستشعره الجيش السوري عند إقتراب مجموعات مسلحة من كتل سكنية تقع إلى الجنوب من البلدة. وبحسب المصدر، فإن “السيطرة على تلك الكتل تتيح للمسلحين وضع عين على أوتستراد مضايا – الزبداني الذي يعتبر طريق هام بالنسبة إلى الجيش السوري”.

وعلمت “الحدث نيوز” إن المجموعة المسلحة التي كانت تتردّد صوب الكُتل، ربما خطّطت لإستهداف قافلات الجيش السوري على هذا الطريق، أو كانت تعمل على عميلة رصد حركة هذه القافلات. وكون العمل العسكري لا يسمح بالثغرات، كان لا بد من وضع حد لهذا الأمر. وتفيد معلومات “الحدث نيوز”، أن وحدات خاصة من الجيش السوري عبرت ليلاً بإتجاه تلك الكتل السكنية وقامت بنشر جنود فيها وإتخاذها منطقة عسكرية آمنية للجيش عُبر عن ذلك من خلال رفع العلم السوري عليها، ما فجر موجة غضب بالنسبة إلى المسلحين في الداخل.

وتبعد الكتل التي سيطر عليها الجيش السوري بهدوء عن الساحة العامة في البلدة مسافة 400م، وبالتالي بات الجيش يسيطر نظرياً على وسط البلدة ويكشفها من زاوية هامة كما أنه منع المسلحين من الإقتراب صوب زاوية تسمع برؤية أوضح لطريق مضايا – الزبداني، وهو يُفهم منه أسباب غضب الجماعات المسلحة التي باتت تحركاتها وسط المدينة تحت أعين الجنود سيما وأن الوسط يربط ببعضه الأحياء التي يُسيطر عليها هؤلاء وإن تنقلهم فيها إنطلاقاً من الوسط إلزامي.

وبحسب معلومات “الحدث نيوز”، فإن عملية السيطرة أتت دون إطلاق نار أو عملية عسكرية بل إكتفي بتقدم قوات وإنتشارها في الكتل. وتم تعزيز المنطقة لاحقاً بسواتر ترابية بهدف السماح للجنود بالتنقل في راحة أكبر.

وتفيد المعلومات أيضاً، أن المسلحين المعارضين أبدوا غضبهم من الذي حصل معتبرين أنه “خرق للهدنة” حيث عملوا على التواصل مع لجنة المصالحة بهدف إجبار الجيش على العودة إلى الخلف نحو مدخل البلدة الجنوبي حيث آخر نقطة تابعة له، لكن الجيش رفض ذلك متذرعاً بأمرين. الأول أن المسلحين يعمدون لمراقبة حركة قافلاته التي تمر على طريق مضايا – الزبداني وهو أمر يعتبره خطيراً، أما الثاني أنه أنذر المسلحين عبر لجنة المصالحة قبل عدة أيام بضرورة عدم التقدم مجدداً إلى هذه المنطقة التي يعتبرها “منطقة فك إشتباك” لكنهم تجاهلوا التحذيرات ما أجبره على التقدم نحوها وتأمينها.

إذاً، تشهد مضايا جولات من المعارك العسكرية الصامتة التي يسعى الجيش عبرها إلى تعزيز مواضعه وتأمين خط إمداده وزيادة الطوق على المجموعات المسلحة في الداخل.

الحدث نيوز