دام برس :

عملية لم يكن تنظيم داعش توقعها، المصادر الخاصة أشارت إلى أن التنظيم كان يحشد عناصره لاقتحام المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية للحكسة، إلا أن الهجوم الذي نفذته وحدات الجيش العربي السوري على خطوط داعش الأولى في تلك المنطقة، متقدمة نحو مقراته الأمامية للتحشد مكنت وحدات الجيش من استعادة السيطرة على ثمانية قرى هي " الصلالية - الحمر - رد شقرا - صخر - السرب - المجيبرة - رجمان – التبة"، إضافة إلى السيطرة على مفرق البترول وتمشيط مسافة قطرها 4 كلم بحسب ما تؤكده المصادر.

و كنتيجة أولية للمعركة التي حسمت بها القوات السورية مسألة تواجد التنظيم على مقربة من المدينة من تلك الجهة، فإن واحد من أهم طرق نقل الإمداد بالنسبة لداعش من مدينة الشدادي الواقعة على بعد 70 كم جنوب الحسكة، ومنطقة الهول الواقعة على بعد 40 كم شرق الحسكة أيضاً، وبذلك يكون الجيش في طريقه نحو إتمام الفصل بين أكبر تجمعين لداعش في ريف الحسكة، إذ حوّل داعش الشدادي إلى مقره الأساسي في ريف المحافظة، وتعتبر هذه المدينة هي صلة الوصل بين المناطق التي يتواجد فيها داعش في سوريا والعراق، إذ كان التنظيم قد نقل عبر الشدادي ومنها عبر الطرق الصحراوية الآليات الثقيلة التي كانت قد استولى عليها من معسكرات الجيش العراقي في الموصل إلى محيط مطار "الطبقة العسكري" قبل أن يخليه الجيش العربي السوري، وبتوسيع الطوق الناري في الجنوب الشرقي، يكون الجيش العربي السوري كسر أحد أهم أضلع التنظيم، في معركة كسر ضلوع أطلقها الجيش في الجزيرة السورية للحد من خطورة التنظيم الذي عملت مكاينته الإعلامية خلال الفترة الماضية على تصوير المدينة قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيده، مستفيدا من الإعلام الخليجي كثيراً في هذه النقطة.

في العملية التي نفذها الجيش مسيطرا على القرى سابقة الذكر، يكون الجيش قد مكّن لنفسه من إقامة خطوط دفاع متقدمة باتجاه "الشدادي" النقطة الأساس لانطلاق عناصر داعش نحو الهجوم الأخير على المدينة خلال الأسبوع الماضي، وبنشر كمائنه المتقدمة في المنطقة، يكون الجيش قد مكّن نفسه أيضاً من حصر تحرك داعش ودفعه نحو الجنوب، وتشير المصادر إلى أن الجيش ووحدات المغاوير وجها ضربات محكمة على مقرات داعش في قرية العريشة و بالقرب من قصر "حماد الأسعد"، والتي تبعد مسافة 15 كم عن مدينة الحسكة باتجاه الجنوب، وهي نقطة الإمداد التي ينقل منها داعش عناصره والأسلحة من الشدادي إلى منقطة الميلبية حيث فوج المدفعية 122 المخلى من قبل الجيش ليكون الفخ الأساس لاصطياد عناصر داعش، كما إنها –العريشة- نقطة لانتقال عناصر داعش بين الريف الجنوبي والريف الغربي في المحافظة، حيث يتمركز داعش أيضاً في محمية جبل عبد العزيز إلى الجنوب الغربي من المدينة، حيث يشكل هذا التواجد نقطة الانطلاق نحو الهجوم على ناحية "تل تمر" في الريف الغربي، حيث يقوم الجيش العربي السوري بتوجيه ضربات مستمرة لتنظيم داعش في تلك المنطقة الأمر الذي مكّن وحدات الحماية الكردية من صد أكثر من هجوم على الناحية من قبل داعش.

وتشير المصادر إلى أن المعركة التي يخوضها الجيش المسنود بقوات المغاوير "الدفاع الشعبي" وقوات الدفاع الوطني معركة ليست بالسهلة، لكن العمليات التي تنفذ وفق تكتيكات متبدلة مستفيدة من عامل المفاجئة التي يعمل الجيش على تأمينها بأساليب جديدة، مستفيداً من عمليات الجيش الاستخبارية والجوية، الأمر الذي يزيد الطوق الأمني حول مدينة الحسكة، التي يعمل داعش على اختراقها منذ زمن لكن دون جدوى.

عربي برس - محمود عبد اللطيف