دام برس - بلال سليطين :
يبدو أن وقف عدوان السعودية على الشعب اليمن والمسمى عاصفة الحزم، جاء بعد أن وجهت أميركا السعودية إلى ذلك وعلى وجه السرعة، لدرجة أن الملك السعودي لم يكن على علم بقرار وقف العمليات العسكرية، حيث كان قد طلب قبل ساعات من الحرس الوطني السعودي أن يشارك في عاصفة الحزم، وقد تناقلت هذا الخبر وسائل الإعلام بكثافة خصوصاً قناة العربية التي كانت خلال العدوان الناطق الرسمي باسمه على مدى شهر من الزمن تقريباً، وبدا واضحاً خلال نقل العربية للخبر أن الحرب مستمرة وهي في بداياتها وتُزج فيها قوات جديدة لتحقيق الأهداف.
لكن الحرس الوطني الذي يتهم بأنه يفتقد الخبرة العسكرية ولم يخض حروباً من قبل، لم يكد يتلقف الطلب حتى خرج علينا الناطق الرسمي باسم عاصفة الحزم "العسيري" معلناً وقف الحرب بناء على ماقال أنه طلب الرئيس هادي والحكومة الشرعية، ما عكس بوضوح وجود خلل في القيادة السعودية وجهل الملك "سلمان" بوقائع الأمور، حتى يطلب في الصباح من قطعات مقاتلة المشاركة في حرب ستتوقف في المساء أي قبل أن تتحرك القطعات من مواقعها أو يرتدي مقاتلوها ثيابهم العسكرية.
مراقبون سياسيون أرجعوا ماحدث إلى أن قرار وقف الحرب لم يأت من الملك سلمان الذي أعلم فيه من قبل الأمريكيين، وتقول المصادر أنه شعر باحراج شديد جداً من الموقف الذي وضع فيه أمام شعبه وأمام الرأي العام العالمي، كما أحرج حلفاءه والمنظرون المروجون للحرب.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن مفاوضات أميريكية إيرانية من تحت الطاولة هي من أوصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وتقول المصادر أن السعودية لم تكن شريكاً في المفاوضات وإنما تبلغت بنتيجتها فقط وتم توجيه الأوامر لها بوقف العدوان على الفور، وهذا ما حدث مع محاولات تجميل الصورة والإعلان عن إنطلاق عاصفة الأمل وتحميلها أهدافاً جديدة مكان أهداف عاصفة الحزب التي أعلنت سابقاً.
أهداف عاصفة الحزم التي أعلنتها السعودية سابقاً لم يتحقق منها شيئ خصوصاً الجانب المتعلق باعادة "عبد ربه منصور هادي" إلى كرسي الحكم أقلها في عدن، وإنسحاب الحوثيين منها، حيث لم يعد "هادي" ولم ينسحب "الحوثيون" ووضع السعوديون أنفسهم في موقف لايحسدون عليه.
الإيرانيون كانوا أول من أعلنوا عن وقف العدوان على اليمن، حيث جاء في تصريحات معاون وزير الخارجية الإيراني "أمير عبد اللهيان" بعد ظهر اليوم الثلاثاء أنه يتوقع توقف العدوان خلال ساعات، وهذا ماحصل فعلاً في حين كان الملك السعودي وقتها يعلن عن مشاركة الحرس الوطني في الحرب ما يؤكد ما قاله المراقبون أن المفاوضات تمت بين أميركا وإيران دون مشاركة السعودية فيها، ولا حتى مشاورتها بها.
يذكر أن قرار وقف العدوان جاء بعد يومين فقط على إعلان "عبد المالك الحوثي" أن حركته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان وأنها سترد عليه بقوة، مستنداً في ذلك إلى كتاب الله، حيث ذكر عدة أيات قرآنية تتيح لهم الرد على العدوان، ووصف حركته والشعب اليمني بالمظلومين.