دام برس :
لم يفلح زهران علّوش بقصف دمشق سوى بقتل مدنيين وتهشيم منازل ليس إلا، فغزوته الصاروخية إنتهت مع غروب ذلك اليوم الذي إتسم بالهمجية، مسقطاً القناع عن رجلٍ زعم الحرية والقتال من اجلها يوماً.
تعدّدت الأسباب وقصف علوش الصاروخي واحد، فهو حاول إستعراض قوته في شكلٍ هستيري ساعياً لايصال الرسائل للصديق والعدو في آن، من أنه يمتلك “جيش” يمكنه مقارعة الجيش السوري وتهديده بعقر داره. تتحوّل تدريجياً ميليشيات “علوش” المدعومة سعودياً إلى “جيشٍ نظامي” مشروع بدأه علّوش قبل مدّة عبر تغيير اسماء الكتائب والألوية لتصبح “ارقاماً”، أمر، يريد “الشيخ” من خلاله ان يتحوّل إلى حاكمٍ ذو مملكة معزولة بعد ان إقتلع كل معارضيه تقريباً.
توقيت قصف العاصمة مدروس بشكلٍ مؤكد، هو أتى في أعقاب إنفضاض الحاضنة الشعبية للمعارضة في العديد من مناطق الغوطة وجنوح أخرى نحو المصالحة والسلم، وهو أمر يضر الرجل الذي يتفاخر بأنه “ذو إمتداد شعبي”. رسائل علّوش الدمويّة التي أراد إيصالها للجيش السوري تتمحور حول انه القوة العسكرية الوحيدة المواجهة لـ “النظام” في الغوطة، جاعلاً من نفسه رأس حربة. أما الرسائل الموجّهة إلى صف المعارضة، فتدل على أنه المتحكّم بزمام الأمور، وإن أي نشاط لا بد ان يمرّ عبره، فيما لم يستثني “داعش” من رسائله محاولاً سرقة “ثمار قتال الجيش السوري” منها.
إلا انّ العامل الأهم لاسباب القصف فيعود كما أشرنا إلى إنفضاض الحاضنة الشعبية. تقول مصادر في الغوطة الشرقية لـ “الحدث نيوز”، ان المستهدف الأبرز من عمليات القصف كان الخارجون من الغوطة، حيث إهتم علّوش بتوضيح رسالة لهم مفادها ان “العاصمة ليست بعيدة عن النار التي ستلاحقهم إليها”. غضب “علّوش” من إنفضاض الحاضنة الشعبية تجلّى صاروخياً، حيث حاول الضرب على وقع إنتصارات الدولة وتشتيتها، راداً عبر قصف المدنيين منتقماً من الموقف الذي كان يوماً ينادي بحرّيته، هو ايضاً يحاول نقل المعركة إلى داخل العاصمة، فضائياً بعد عدم إستطاعته التحرّك عسكرياً بشكلٍ لائق داخل دمشق ابداً.
وتشير مصادر ميدانية لـ “الحدث نيوز”، ان عمليات القصف الصاروخي أتت في وقتٍ فعّلت فيه الهجمات العسكرية من طرف جيش الأسلام في جوبر، وهذا يدل على سعي الأخير لتشتيت الجيش ايضاً في هذا المحور، وما يؤكد هذه الفرضية ايضاً، هي سقوط صواريخ في محيط حي جوبر وإمتداده الجغرافي.
إشعال “علّوش” لجبهة العاصمة لم يتحقّق سوى إعلامياً، فعلى الرغم من سقوط عشرات الصواريخ على العاصمة وسقوط شهداء، إلى ان ذلك لم يؤثر في النفوس، ولم يؤدي إلى حالة حظر تجوّل مفروضة ايداً، بل ان المشهد كان متابعة ما تيسّر من الدمشقيين لنشاطهم في العاصمة وإن بحذر، العاصمة التي لم تُشلّ كما تخّيل علوش الذي إستخدم السلاح الاعلامي لتعويم تهديداته، وما أن حلّ ظلام ذلك اليوم حتى عاد كل شيء إلى طبيعته، فأين المكسب العلّوشي؟