دام برس :
القمر أقرب الكواكب الى الأرض وأيضا أقربها لقلوب البشر أمتلك مكانة عميقة في التراث البشري القديم من أساطير وتراث ونقوشات أثرية وحتى أمتلك تقويمه الخاص في حضارات ماقبل الميلاد.
و لأنه مهم للبشر فمعرفة كيفية تشكله وتاريخ هذا التشكل تتصدر قائمة أهتمامات الفكر البشري فوجوده فكريا مرتبط بالوجود الأنساني على سطح الأرض, و الا إن لم يكن موجودا في وقت ما كانوا فيه البشر يسكنون الأرض فكيف كانت الأرض تنار في المساء؟
من المعروف اليوم علميا أن القمر كان نتيجة اصطدام جسيم  يقارب حجم كوكب المريخ بكوكب الأرض، نوع الجسيم أو عدد الاصطدامات غير معروف بالنسبة لنا حتى الآن، لكن المعروف أنه حدث في بدايات تشكل نظامنا الشمسي وتسبب برفع درجة حرارة الأرض إلى حد بعيد، حيث احتاجت ملايين السنين لتبرد وتصبح ملاءمة لبداية الحياة عليها.
وبما أن القمر مجرد من أي غلاف جوي  فهو عرضة للتصادم مع المذنبات والنيازك الصغيرة بشكل دائم، فالغلاف الجوي الأرضي هو الذي يحميها من التصادمات بإحراقها للأجسام التي تدخله بفعل الاحتكاك مع الهواء.
مع عدم قدرة القمر على منع الأجسام من صدم سطحه، فجزء كبير من الصخور عليه لا تعدو عن كونها بقايا لنيازك صغيرة اصطدمت به بوقت من الأوقات، وهذا الأمر يصعب تحديد عمر القمر كون الوصول إلى صخور مؤكدة المصدر -من المؤكد كونها موجودة منذ بداية تشكل القمر- أمر صعب للغاية.
وفقاً لبحث جديد قام بهUCLA " " (قسم علوم الفضاء والكواكب والأرض في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس)  في تاريخ 11 كانون الثاني/يناير 2017 فالقمر أقدم بقليل من التوقعات السابقة لعمره، فمع كون معظم التوقعات السابقة تعطي للقمر عمراً يقارب 4.4 بليون سنة (بعد تشكل النظام الشمسي بـ150-200 مليون سنة)، فالدراسة الجديدة تؤكد أن القمر أٌقدم من ذلك بعمر يبلغ 4.51 بليون سنة (مع هامش خطأ يبلغ 10 ملايين سنة) أي أن تشكله كان بعد تشكل النظام الشمسي بحوالي 60 مليون سنة فقط.
البحث الجديد اعتمد على تحليل فلز الزركون في العينات التي جلبتها رحلة Apollo 14 إلى القمر عام 1971. ومع حسابات دقيقة لعمر الزركون الموجود في العينات (مع أخذ تأثير الإشعاع الكوني على تحديد العمر بعين الاعتبار) فالنتيجة كانت 4.51 بليون سنة، مع ثقة كبيرة من العلماء بكونها دقيقة إلى حد بعيد وستصمد لمدة طويلة من الزمن.
وفقاً لتصريح للدكتورة باربوني (Barboni) – باحثة في UCLA"" والكاتبة الأساسية للورقة البحثية : النتائج الجديدة ذات أهمية كبيرة في فهم تشكل وتطور القمر والأرض والنظام الشمسي عموماً, فالعمر الجديد للقمر أكثر منطقية خصوصاً مع كون تشكل القمر كان من شأنه أن يرفع درجة حرارة الأرض بشكل كبير عدا عن إعادة تشكيلها عموماً، مما يعني أنها كانت ستحتاج لوقت طويل لتبرد وتستقر قبل أن تصبح جاهزة لتبدأ الحياة بالظهور عليها.
وهذه النتائج تشير لأمكانية مستقبلية بعيدة الأمد قليلا تستطيع تحديد العمر الدقيق تقريبا لأمكانية التواجد البشري على سطح الأرض, أي متى أصبحت الكرة الأرضية ملائمة للوجود البشري والكائنات الحية الاخرى.
كريم مهند شمس