دام برس - أحمد حمزة الدرع :

شهدت الأرض فجر أمس  الثلاثاء مرور الكويكب EM 26 2000   دون أن يشكل أي خطورة على كوكب الأرض حيث مر على مسافة حوالي 3 مليون كم أي ما يعادل 7 أضعاف المسافة بين الأرض والقمر ويبلغ قطر الكويكب 280 متر أي ما يعادل حجم ثلاث ملاعب كرة قدم وذلك فضلا عن سرعته الكبيرة التي قدرت بحوالي 42 ألف كم بالساعة .

وقال الباحث الفلكي السوري وسام الحسين في تصريح خاص : " تشهد الأرض باستمرار مرور قريب منها للكويكبات ففي أواسط العام الماضي شهدت الأرض مرور الكويكب KA 2 وذلك فجر يوم 1 حزيران 2013 وكان بقطر حوالي 2.7 كم ومر على مسافة تقارب 6 مليون كم من الأرض "

طبعا يحاول العلماء باسمرار البحث عن حلول لتدارك اصطدام أي كويكب  يهدد الأرض كما يتم الاعتماد على مقياس لمدى خطورة الكويكبات على الأرض يسمى مقياس تورينو لتحديد درجة الخطورة من 10 درجات على سلم المقياس .

وأضاف الحسين : سنشهد  في العام الحالي أيضا مرور عدد من الكويكبات طبعا دون خطورة تذكر على الأرض نذكر منها الكويكب CU13 2014  الذي سيمر يوم 11 آذار القادم بمسافة تقارب 3 مليون كم ، حيث نشير هنا إلى أن الكويكبات والأجسام النيزكية الكبيرة التي تصل لسطح الأرض  نادرة نسبياً حيث أن معظمها يسقط في البحار والمحيطات على اعتبار أنها تشكل مساحة كبرى من سطح الأرض .

هذا ويقدر العلماء أن هناك ما بين 900 و1100 كويكب قريبة من الأرض ومساحة أحجام بعضها يتجاوز الكيلومتر مربع  ومصدر هذه الأجرام هو حزام الكويكبات الذي يقع بين كوكبي المريخ والمشتري وطبعا يوجد مراكز رصد ومتابعة حول العالم لتتبع حركة ومسار هذه الكويكبات بشكل دقيق وذلك لتدارك أي خطر لاقتراب أحدها من الأرض لأنه في حالة اصطدام أحدها بكوكب الأرض سيكون هناك دمار هائل لاسمح الله في منطقة السقوط وطبعا العامل الأهم الذي يحدد حجم الدمار هو حجم وقطر الكويكب . حيث  يتمثل خطر اصطدام الحقيقي في حال تقاطع مدار الكويكب مع مدار الأرض وهنا ستكون الكارثة.

وأشار الباحث الفلكي وسام الحسين أنه يحدث أيضا أن يتصادف مدار ومسار  المذنبات  التي تقترب من الشمس مع مدار الأرض أو أحد الكواكب الذي يلاقيه وهذا ما يؤدي لانفجار المذنب مخلفاً وراءه كارثة واسعة الأبعاد وبخاصة إذا كان اصطدام المذنب مع الأرض ، وهذا ما حدث في العام 1994 عندما اصطدم المذنب شوميكار ليفي ( 9 ) بكوكب المشتري بعد أن انقسم إلى إحدى وعشرين  جزء وقام العلماء بمتابعة هذا الاصطدام وكان الأثر الأكبر على المشتري من الشظية الأولى حيث أحدثت انفجاراً يعادل بحجمه حجم الأرض .

ونوه الباحث الفلكي إلى انه  من حوالي65 مليون سنة مضت اصطدام نيزك بقطر 10 كم بالأرض يرجح العلماء أنه كان مذنبا قضى على ما يقارب من 70% من الأحياء على الأرض بما فيها الديناصورات وأحدث حفرة بقطر 180 كم ، كما أنه  مضى أيضا 50 ألف سنة على اصطدام النيزك الذي أحدث حفرة أريزونا وكان بقطر 40 متراً .

الجدير ذكره أنه بتاريخ  30 حزيران 1908 اصطدم نيزك بالأرض في منطقة التايغا الروسية وأحدث دمارا كاملاً لمساحة 2000 كم2 من الغابات وكذلك النيزك سيخوت ألن الذي انفجر في أجواء روسيا عام 1947 .