Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 15:34:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأيام الاخيرة لغوطة القذائف .. قطف العنب وقتل ثعابين الغوطة

دام برس :
عندما تتحول الدوالي الى بيوت للأفاعي أو تصبح أجسام الدوالي مرقطة كأجساد الأفاعي وتتلوى مثلها فان من واجب الكرّام أن يقطع تلك الدوالي .. وعندما يتحول العنب الى قنابل عنقودية وتنمو قذائف الهاون على قصبات الذرة بدل أكواز الذرة .. فان من واجب الكرّام ان يقلع تلك الدوالي ويحرث حقول الذرة حرثا بمحراثه .. بل ومن واجب الكرّام أن يقتل الناطور الذي كان ناطورا ليحرس الكروم فاذا به ناطور يحمي الافاعي وقذائف الهاون ..

غوطة دمشق لمن يعرفها هي من أكرم البساتين .. واهلها من أنبل الناس الذين أسروني بفطرتهم وطيبتهم .. وأنا لم أذق في حياتي ألذ من فاكهتها التي شربت ماء الشمس .. ومن العار أن الغوطة صارت دواليها مأوى للثعابين وصارت تمطر بدل العناقيد قنابل وصوايخ وقذائف هاون على ابرياء ومدنيين وعابري سبيل لاناقة لهم ولاجمل في كل هذا النزاع السياسي .. سوى أن بعض المجانين يعتقدون أن قتل الأبرياء والمدنيين يمكن أن يرغم دولة انتصرت على العالم على بيع انتصاراتها على جحافل الأمم مقابل قذيفة هاون ..

وارهابيو الغوطة اليوم يكررون نفس الخطأ القاتل الذي ارتكبه ارهابيو حلب الذين قتلوا آلاف السكان المدنيين بقذائف جهنم وقذائف الهاون.. حيث تحول الشارع الحلبي الى شارع ضاغط بقوة على الدولة ليطالبها باطلاق عملية تحرير حلب مهما كلف الأمر .. وربما لو تحلى مجرمو حلب ببعض الحنكة ولم يحاولوا بحماقة التجرؤ على باقي مدينة حلب فربما لم يتكون رأي عام ضاغط على الدولة السورية لتضغط بدورها على حلفائها لانهاء محنة حلب بعيدا عن الخطوط الديبلوماسية الطويلة الشاقة .. وربما أحس البعض ان ثمن التحرير باهظ ومكلف .. واذكر ان أحد وجهاء مدينة حلب أرسل الى القيادة السورية مع أحد الوسطاء رسالة قال فيها اثر امطار المدينة بالقذائف والموت (انني أخشى أن ينقلب تأييد الحلبيين للدولة بسرعة الى نفور منها لأنها تركتهم لمصيرهم لهذه الوحوش .. وأطالب ان يكون كل الجهد العسكري لصالح حلب مهما كان الثمن) ..

يومها لم يكن مسلحو حلب يدركون اللعبة الخطرة التي كانوا يلعبونها لأنهم كانوا ينفذون تعليمات تصل اليهم دون ن يفهمو ا الغاية منها .. فالدول التي أرادت اقتطاع حلب أرادت أن يرسم الدم والموت خطوط التماس بين حلب الشرقية وحلب الغربية لتكريس واقع من الكراهية بين المدينتين .. ولكن هناك فريق من الدول الغربية كان يدفع مسلحي حلب للاعتداء على الناس بلا سبب على غرب حلب .. من أجل هدف واحد وهو منع الدولة من التفرغ لحرب داعش والنصرة .. حيث كانت القوات الحكومبة منشغلة بمعارك داعش وادلب ولم تتحرش بمسلحي حلب .. كان الهدف اغواء المسلحين باشعال حلب لبقاء قوات كبيرة سورية مستنفرة تحت الضغط الشعبي لحماية مابقي من المدينة التي يوحي استهدافها بأنها معرضة للاجتياح من الارهابيين في اي وقت .. وماحدث هو أن هذا السلوك العنيف زاد من غضب الشارع الحلبي جدا مما ساعد الدولة على حشد الامكانات والضغوط السياسية والعسكرية فتم سحق مسلحي حلب الذين دفعوا ثمن حماقتهم رغم أن من كان يطلب منهم السخاء بقذائف جهنم لم يبال بمصيرهم طالما انهم يؤخرون سقوط داعش والنصرة وانشغال الجيش بهم ريثما تتمدد داعش أكثر على طول نهر الفرات ..

اليوم يعيد اغبياء الغوطة نفس الخطيئة .. فهم اعتدوا على دمشق بلا مبرر مع أن الدولة أجلت موضوع الغوطة رغم الضغط الشعبي للعمل على تحرير الرهائن والمخطوفين في سجن التوبة الرهيب .. وكانت الدولة ترغب في حل موضوع الغوطة سلميا .. ولكن بعد الحديث عن ضرورة خروج القوات الاميريكية من شرق الفرات صدرت الأوامر لهؤلاء في الغوطة باشغال دمشق بمعركة الغوطة .. وزاد من حجم القذائف وعددها اسقاط الطائرات الاسرائيلية بالصواريخ السورية حيث تبدو الغوطة تحاول الثأر لطائرات نتنياهو والعمل على تثبيت الاحتلال الاميركي لشرق الفرات ولمنع تحرير ادلب من الاحتلال التركي .. والنتيجة هي أن الراي الشعبي الدمشقي وهو من أقوى الآراء الشعبية نفوذا وتأثيرا صار يضغط على الدولة لاتمام تحرير الغوطة بأي ثمن وتقديم المعركة هناك على أية معركة .. والدولة مضطرة للاستجابة للضغط الشعبي ..

وهانحن نرى أن الزمن يسير على خطا الزمن .. وكأن سيرة الارهابيين تتكرر في كل مرة بحذافيرها دون ان يتعلموا .. فعناد الارهابيين أمام تسامح الدولة وعروضها يتبعه حفل مجنون لرقص قذائف الهاون والصواريخ في الشوارع وكأنه نشوة بحرية القتل .. ليأتي بعد ذلك قرار الدولة التي نفذ صبرها وتلحق بالمسلحين كارثة عسكرية ..

هل هناك أغبي ممن يعتقد أن الدولة السورية ستخيفها بيانات التنديد من بعض الدول الغربية في مجلس الأمن التي لاشغل لها سوى بيانات التنديد والتهديد مثلها مثل جامعة الدول العربية؟؟ .. وهل هناك أكثر رعونة ممن يظن للحظة أن تمثيليات الكيماوي والتشنيع وتلويث السمعة يمكن أن توقف توقف ماكينة الجيش السوري عن تحرير الغوطة؟؟ ..وكي اوفر عليهم الوقت فانني أقول لهم بأن لعبة الضحايا ومسرحية الكيماوي لن تجدي أبدا لأن الدولة السورية وحلفاءها لديهم مفاجاة لهم في هذا الشأن .. ومن العيار الثقيل ..

ان من يتابع الحركة القوية ديبلوماسيا بين الكرملين والقصر الجمهوري في سورية يعرف أن هناك معركة قد تم اتخاذ القرار بشأنها ولن توقفها قوة على الأرض .. ومن يتابع حركة الجنرالات الذين يتوافدون الى مراكز القرار وغرف العمليات لن يساوره شك أن هناك تحضرات خطيرة لعملية كاسحة .. ومن يقرا قائمة الأسلحة التي استقدمت لعملية تحرير الغوطة سيدرك أن الغوطة صارت على موعد مع الحرية .. والغريب ان الدول الغربية على علم مسبق بالمصير الذي ينتظر ارهابيي الغوطة الذين ربما لن يبقى منهم عدد كاف لملء باص أخضر اذا انفلتت ماكينات النار التي تحتشد حول الغوطة وكأن الغوطة حقل الجحيم ..

نعم .. لقد آن الأوان لقطع الدوالي التي استحالت قاماتها الى أجساد للافاعي .. والتي صارت لاتنمو عليها العناقيد بل قذائف الهاون .. حتى تحولت الغوطة التي كانت كالجنة تعطي أجمل الفاكهة وتطهو نور الشمس وتذيبه وتحيله الى سكر وتسكبه في قوالب التفاح والاجاص وتعلقه ثمارا على اشجار المشمش والخوخ والدراق .. تحولت الى غوطة للقذائف .. وغوطة للموت .. وغوطة للكراهية .. لأن الأفعى الوهابية التي تسلقت على الدوالي تتصرف مثل افعى الشيطان في الجنة .. تغوي البعض أن يزرع قذائف الهاون بدل دوالي العنب .. ويقطف ثمار الهاون ويرميها علينا ..

ولكن كل من حوّل الغوطة الى حديقة للشيطان .. سيخرج من جحره كما الشيطان
وكل الأفاعي التي دخلت الجنة .. سنقطع رأسها ..
وكل من زرع ثمار الهاون سنطعمه في بطنه النار .. وسنحشو قلبه بقذائف لهاون
وكل ناطور كان يحمي الأفاعي وليس العنب يستحق أن يعامل معاملة الأفاعي التي كان يحميها .. لأننا سننقتل كل النواطير .. وكل ثعابينهم ايضا ..

الرجاء من كل الثورجيين الذين يرسلون لي صور ضحايا الغوطة ليقولوا انهم يردون الحجر من حيث اتت وهو يعاقبون النظام .. الرجاء أن يتوقفوا عن هذا العبث لأنه عار عليهم .. فهم قالوا انهم يناضلون لتحرير سورية واستعادة حريتها وكرامتها وكرامة شعبها.. وهم قالوا بأن سكان دمشق رهائن تحت حكم الديكتاتور ويجب تحريرهم .. فكيف يعاقبون الشعب الذي يحملون همه وقضيته بقتله يوميا ؟؟ وكيف يدفع الرهائن الدماشقة (كما يقولون) ثمن غضب الثورجين على اطفال الغوطة فيقتل الثورجيون اطفال دمشق ؟

نارام سرجون

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz