رشا ريّا - دام برس - اللاذقية :
يتوارى كلُّ ما هو حَسنٌ في هذه المدينة، تتباهى الثغرات ونقاط الضعف بذاتها على العلن، ينطبق هذا التعبير على البشر، الحجر، الحياة الخاصة، والمؤسساتية، وفي ضوء هذا يقع مركز خدمة المواطن في اللاذقية كبناءٍ ملصقٍ ببناء المحافظة الذي يتجاهل كل جماليات فن العمارة، المركز مبنيٌّ على طراز حديث، يعتمد بشكلٍ رئيسي على الزجاج، مما يوحي بالشفافية وسهولة التواصل مابين الموظفين والمواطنين المراجعين.

بالرغم من كلّ كلمات الإطراء والمديح التي كانت من حظ هذا المركز، وما يقدمه من خدمات، إلّا أنَّ صور البيروقراطية، والازدحام ، والموظفين المتجهمين التي انطبعت في أذهان المواطنين لا يمكن مسحها بسهولة، والعين تأتي هنا لتلعب دور الكاميرا فإمّا تؤكد هذا أو تنفيه بالمطلق.

يقدم المركز خدمات عديدة منها ما هو إجرائي ويدخل في العديد من المعاملات كبيان عائلي وإخراج قيد، ومنها ما كان يتطلب سفر المواطن إلى دمشق كخدمات وزارة الخارجية، وأهمها تصديق الشهادات للمواطنين العازمين على السفر خارج البلاد.

اختارت دام برس الحديث مع رجل متقدم في السن، تبدو على وجهه أمارات الارتياح، فالموظفون على حدّ قوله عاملوه باحترام وقد تمَّ إنجاز الأوراق بسلاسة وسرعة، كما عبرَّ عن سعادته بوجود المركز بعد سنين من العناء في أروقة المؤسسات الحكومية.

وكون المبنى تابع لمجلس محافظة اللاذقية فلا بدَّ من الحديث مع د.أوس عثمان (رئيس مجلس محافظة اللاذقية) الذي أكدَّ أنَّ أهم بند من بنود قانون الإدارة المحلية هو أن تقوم الوحدات الإدارية بتسهيل إجراءات المواطنين، وهذا التسهيل يتم من خلال إحداث مراكز خدمة مواطن، التي تنوب عن مؤسسات الدولة، وتقوم بعملية الربط مع مركز المحافظة بشكل سهل وبسيط، وتابع: "يتم إحداث هذه المراكز في البلديات، والمدن، والبلدات التابعة لمجلس محافظة اللاذقية تِباعاً، فحيث يكون هنالك كثافة سكانية كبيرة يستحدث مركز لخدمة المواطن، كما أنَّ هناك مركز خدمة مواطن في جبلة و القرداحة، فمركز المحافظة يقوم بتمويل هذه المراكز تباعاً وتوجيهها إنشائياً، في اللاذقية هناك مركز خدمة مواطن واحد، ولكن من الممكن مع المستقبل أن يتطور، وتتعمم التجربة ليوجد أكثر من مركز في محافظة اللاذقية، بنفس الأسس والإمكانيات، وذلك حسب الحاجة للمركز".
كما أكدَّ أنه لا يمكن بناء مركز خدمة مواطن كهيئة مستقلة ببناء خاص، ولذلك كان مركز خدمة المواطن في اللاذقية ملصقاً ببنى المحافظة، فالمهم ليس الموقع بل الربط بين المؤسسات الأخرى، ورضى من المواطنين.

بقدر ما تلعب جمالية البناء ونفسية الموظف دوراً كبيراً في خلق جو يشعر به المواطن بالطمأنينة والانتماء، يبقى على المواطن نفسه أن يحافظ على هكذا منشآت.. ثقافة لم يتعلمها بَعد، كما تُثبت شجيرات الورد أمام المبنى، التي كُسرت بعض أغصانها، وقلما يجد المار أمامها وردة مزهرة.