دام برس:

دعت «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل جبهة النصرة الإرهابية أبرز مكوناتها، إلى خرق مذكرة «مناطق خفض التصعيد» ومعارضتها، وهددت الميليشيات المسلحة المنضوية في مسار أستانا، بمحاربتها إذا حاولت دخول محافظة إدلب، على حين تحدثت ميليشيا «الجيش الحر» عن «مشاورات» جارية عن احتمال انتشار قواتها في إدلب.
ويرى مراقبون أن سعي «النصرة» إلى التخريب على مذكرة «مناطق خفض التصعيد» التي وقعتها الدول الضامنة لمسار أستانا خلال اجتماع «أستانا 4» أواخر الأسبوع الماضي يأتي لأنها مستثناة منه، ويهدف في مراحل لاحقة إلى اجتثاثها من سورية.
وقالت الهيئة في بيان نشرته على حسابها في تطبيق «تيلغرام»، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة، إن المذكرة، هي «صفقة تحقق مصالح كل الأطراف الدولية ما عدا مصلحة الثورة السورية وشعبها (…) والقبول بها يعتبر بيع الثورة».
وأشارت الهيئة، إلى أن «أنباءً وردتها عن تحركات غير مسبوقة على الحدود السورية التركية من بعض الفصائل العسكرية، تهدف للتوغل في محافظة إدلب وغيرها، للسيطرة عليها انسجامًا مع مقررات أستانا»، ودعت إلى «مقاومة» هذه الميليشيات.
وكان مئات النازحين في مخيم الكرامة التابع لمخيمات قرية أطمة (70 كم شمال مدينة إدلب)، تظاهروا، الثلاثاء، على الحدود السورية التركية، تنديداً بالمذكرة. ويرى مراقبون أن هذه التظاهرات لابد أنها جاءت بدفع وإجبار من «النصرة».
من جانبه، أعلن ما يسمى «اتحاد ثوار حلب» رفضه المذكرة، وأشار في بيان نشره على حسابه في موقع «فيسبوك»، إلى «رفض الاتحاد القاطع اتفاق التقسيم والذل والعار، ويعده تشريعاً لاحتلال أرضنا السورية».
ودعا الميليشيات المسلحة، إلى «إعلان اعتزالها لمسار أستانا نهائياً». كما دعا إلى «تكامل الخبرات بين القوى العسكرية والقوى السياسية للثورة المتمثلة بالهيئة العليا للتفاوض».
وفي رد على بيان الهيئة، ذكر عضو المكتب السياسي لميليشيا «فرقة الحمزة» التابعة لميليشيا «الجيش الحر»، هشام سكيف، حسب «سمارت»، أن «هناك مشاورات جارية عن احتمال انتشار قوات من الحر في محافظة إدلب»، مؤكداً أنه «لم يُتخذ القرار لدخولهم محافظة إدلب إنما هي مشاورات»، واستدرك قائلاً: «لكن إذا دخلنا فهو أمر طبيعي وليس تمدداً على حساب أحد»، مؤكداً أن «قرار الدخول إلى إدلب معزول عن مقررات أستانا الأخير».
وتابع: «لن نقاتل أحد بنية عدوانية، ومن يرى أن علم الثورة عدو له ولفكره هو نفسه يعتبر الجيش الحر عدواً (…) رأينا ماذا فعلت هيئة تحرير الشام بفصائل الحر في الريف الغربي لحلب».
وسبق أن شنت «النصرة»، قبل انضمامها إلى تنظيمات مسلحة أخرى وتشكيلها «هيئة تحرير الشام»، حملة عسكرية على الميليشيات المسلحة التي حضرت اجتماعات أستانا، وأبرزها «جيش المجاهدين»، ما دفع الأخير للاندماج مع ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، تبعها بالخطوة نفسها ميليشيات أخرى لاحقاً.
ومن جانبه أوضح مسؤول العلاقات العسكرية فيما يسمى «الجبهة الشامية»، النقيب الفار سعد طبية، وفق ما نقلت «سمارت»، أنه «لم يصدر أي قرار بدخول فصائل درع الفرات إلى ريفي حلب وإدلب»، لافتاً إلى أنه «في حال طلب منهم ذلك سيكونون جاهزين».
ودخلت مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، وتشمل 4 مناطق من البلاد، وتنص على وقف أي اشتباكات بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة المشاركة في «أستانا 4» في تلك المناطق، وذلك بضمانة الترويكا الضامنة (روسيا، إيران، تركيا). ويستثني الاتفاق تنظيمي داعش و«النصرة» المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية إضافة إلى الميليشيات المسلحة التي تتبع لهما وتعمل بقيادتهما.